الرئيسية » 24 ساعة » الأسر الهشة في مراكش وعيد الأضحى – “قُرعة”.. توفير..وخدمات فلاحية من أفراد العائلة

الأسر الهشة في مراكش وعيد الأضحى – “قُرعة”.. توفير..وخدمات فلاحية من أفراد العائلة

عبد الحميد زويت_مراكش24

تختلف  الإستعدادات لعيد الأضحى المبارك في مدينة مراكش ، بين الطبقات الإجتماعية  بشكل واضح وجلي ، كل حسب مداخيله المالية،  ففي الوقت الذي لا تبدي  الطبقة الغنية ، و الطبقة المتوسطة ، ومعها جزء من الطبقة العاملة،  إهتماما واضحا  بعيد الأضحى قبل شهر من موعده  ، فإن  طبقة الأسر  التي تعاني الهشاشة ، تشرع في الإستعداد   لعيد الأضحى ، منذ ثالث أيام عيد الفطر السعيد ،  وذلك عبر إعتماد  تقنيات عملية معروفة  ، منها بالأساس،  التوفير اليومي،  و إستثمار الخدمات التي يمكن أن يقدمها أفراد العائلة القاطنين بالمناطق الفلاحية القريبة من المدينة.

 

و مع إقتراب عيد الأضحى المبارك ب40 يوما ، تشرع  الأسر التي تعاني من الهشاشة بمدينة مراكش،  في ترشيد نفقاتها المنزلية،  و الأسرية ، بشكل واضح،  إذ تتفادى ربات البيوت ، شراء الأكسسوارات والملابس،  أملا في تحصيل وإدخار مبلغ يومي طيلة الفترة المتبقية ، يتفاوت بين 20 درهم و50 درهم حسب مداخيل كل أسرة .

أما في الأحياء  العتيقة ، فتتزامن الفترة البينية التي تفصل عيد الفطر مع عيد الأضحى ، في مدينة مراكش  ، بظاهرة تسمى “القرعة” ، وهي نظام إقتصادي وإجتماعي بسيط ، يسمح بتوفير مبلغ مالي،  تلتزم من خلاله   ربات البيوت بدفع حصة مالية بشكل يومي أو أسبوعي،   تتيح للجميع ، التوصل بمبلغ مالي وفق برنامج زمني يتم تحديده مسبقا ، بكيفية تسمح بحصول الجميع على حصص مالية متساوية  تزامنا مع إقتراب عيد الأضحى .

وسائل الإدخار والتوفير ، التي تعتمدها الأسر التي تعاني الهشاشة بمراكش ،  تتعدد و تختلف من إسرة إلى أخرى ، إذ يلجأ أيضا بعض أرباب الأسر ، إلى شراء خروف العيد ، مباشرة بعد عيد الفطر،  بسعر  أقل من ثمنه حين تفتتح الأسواق المخصصة لأضاحي العيد أبوابها  .وتقوم الأسر ، بإيداعه عند أحد أفراد العائلة من ساكنة الضواحي القريبة من المدينة،  تكون في بعض الأحيان ، بالمجان وفي أحيان أخرى مقابل مبالغ مالية بسيطة ، تتراوح  بين 10و20 درهم لليوم الواحد ،  وهي وسيلة أمنة، وذكية أيضا للحصول على خروف العيد بثمن أقل ، وخصوصا أن أغلب الأسر  الهشة في المدينة تحتفظ بقرابات عائلية وأسرية مع العديد من الفلاحين والمزارعين ومربي الأغنام بالمناطق الفلاحية الشاسعة التي تزخر بها جهة مراكش- أسفي ، التي تعد واحدة من أكبر جهات المملكة من حيث مربي الأغنام (فصيلة الصردي) . وخصوصا منطقة الرحامنة ومنطقة قلعة السراغنة ومنطقة المنابهة .و هي مناطق معروفة أيضا بجودة لحومها ومنتوجاتها الفلاحية .