الرئيسية » 24 ساعة » جولة مهرجان كناوة، بعث مبتكر للفكرة التقليدية لكناوة

جولة مهرجان كناوة، بعث مبتكر للفكرة التقليدية لكناوة

 

و م ع

إعداد .. عدنان عبوا

مراكش- قالت المغنية والفنانة المغربية، هيندي زهرة، إن جولة مهرجان كناوة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة ما بين 3 و24 يونيو الجاري، بمدن الصويرة ومراكش والدار البيضاء والرباط، تروم “بعث الفكرة التقليدية لكناوة، الذين كانوا يتنقلون من مدينة لأخرى وقرية لأخرى للتعريف بهذا الفن الأصيل”.

وأوضحت هيندي زهرة، في حديث لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش حفلها المشترك مع “المعلمين” عبد الكبير مرشان، ومصطفى باقبو، وجوي أوميسيل، والشيخ ديالو، وهيرفي سامب، ويايا واتارا، وكريم زياد، خلال اليوم الأول للمحطة الثانية لجولة مهرجان كناوة، التي تقام  بمراكش، يومي (9 و10 يونيو) بقاعة ميغاراما ومركز نجوم جامع الفنا، أن نسخة هذه السنة المهرجان، والتي هي على شكل جولة، تروم “تحقيق القرب والتلاقي مع الجمهور، عقب التبعات السلبية لجائحة كورونا، وآثارها الشاملة”، مضيفة أنها “تتوخى تقريبه من عدة مدن وحواضر تعشق هذا اللون الموسيقي”.

وتابعت الفنانة، التي رأت النور بمدينة خريبكة، أن “الأمر الجميل هو أنه قبل سنوات قليلة، كان مهرجان كناوة على موعد مع العالمية، وأني تشاطرت الخشبة مع مجموعة كناوية بمسرح الباتاكلان”، معتبرة هذا المزج “لحظة رائعة حيث أتيحت لي فرصة إعادة عيشها بالمغرب من خلال مهرجان كناوة”.

كما سجلت هيندي زهرة، “ذات المسار الفني الحافل، والبارعة في أداء الأغاني باللغتين الإنجليزية والأمازيغية أو الجمع بينهما بشكل فني رائع”، على غرار أغنيتها الأمازيغية الشهيرة imik Si iMik “إميك س إميك”، أن “هذا المهرجان الجائل مذهل للغاية، لأنه يمكن جمهور المدن الأخرى من الاستمتاع بهذا الفن العريق، على غرار  الرباط والدار البيضاء ومراكش”.

وبشأن تعدد الأنماط الموسيقية بالمغرب، والتي تساعد على استيعاب كل موسيقى العالم، كشفت هذه الفنانة العصامية، التي تتقن العزف على عدة آلات موسيقية، أن “الموسيقى المغربية، سواء أكانت تقليدية أو عصرية أو مابعد عصرية، لها القدرة على استيعاب أي نمط موسيقي، ومن شأن هذا التلاقي أن يثمر عملا فنيا جديرا بالثناء، يتلقفه الجمهور بما يليق”.

وفي معرض حديثها عن الدينامية التي يعرفها المشهد الثقافي والفني بالمغرب، أبدت هيندي زهرة، التي يتوزع وقتها بين تصوير شريط سينمائي، أو معرض للوحاتها، أو جولة موسيقية، أو سبر آخر لمواهبها المتعددة، فخرها بهذه الحركية الثقافية وهاته المهرجانات التي تستضيف فنانين أجانب لتقديم عروضهم أمام الجمهور المغربي، مسجلة أنه “يتعين أيضا أن يقدم فنانون مغاربة عروضا بالمغرب والخارج على حد سواء”.

وتابعت “نحن بلد ثقافة بامتياز ونستطيع إحراز مزيد من التقدم في هذا المضمار بشكل جلي”، مضيفة أن الأمر “يتعلق بثقافة تعكس نمط عيش مشترك متفرد”.

وقالت إن المغرب “يمثل مزيجا استثنائيا تنصهر فيه الثقافات والديانات واللغات ويترجم مثل العيش المشترك”

وبخصوص مشاريعها المستقبيلة، أعلنت الفائزة بجائزة “كونستانتين ” لأفضل ألبوم، وبجائزة “فيكتوار دو لا موزيك” لأفضل ألبوم لموسيقى العالم، عن طرح مرتقب لألبوم وتنظيم جولة، “أتشاطر خلالها مع الجمهور المغربي ما يموج في بواطني، وأحس به وأحاول نقله من خلال الموسيقى والتأليف، بالأمازيغية والإنجليزية، وأتقاسمه مع المغاربة، على اعتبار أن جزءا من الأغاني جرى تأليفها بالمغرب، من قبل موسيقيين مغاربة.”

وعلى صعيد آخر، أعربت الفنانة هيندي زهرة عن إيمانها باحتضان المواهب عبر المهرجانات ومختلف الوسائط المتواجدة المساعدة على منح الفرصة للموسيقيين والمغنيين الشباب، مستشهدة، في هذا الاتجاه، بمهرجان أكادير، الذي يحمل اسم “تالغيتارت”، ويتوخى التعريف بالمواهب الصاعدة وفسح مزيد من المجال للشباب في المجال الفني.

ونوهت، في هذا الصدد، بمهرجان “فيزا فور ميوزيك” (تأشيرة من أجل الموسيقى)، باعتباره “فكرة رائعة، ومنصة مثلى مساعدة على انبثاق المواهب”.

كما أعربت عن أملها في تعزيز هذا الزخم والمضي قدما في هذا الشأن، معتبرة أن “المغرب يختزن جيلا من الفنانين والموسيقيين، هم بمثابة قوة اقتراحية موسيقية، ويبرعون في مختلف الأنماط والألوان الموسيقية من قبيل الراب والبوب، بالإضافة إلى الأجيال الجديدة التي تشتغل على الموسيقى التقليدية، بغرض إعادة إحيائها وجعلها متسقة مع الجمهور الشاب أساسا”.

وخلصت الفنانة هيندي زهرة إلى القول إن “العمل الذي أقوم به يتمثل في التعريف بالموسيقى المغربية بالخارج، وبثقافة التي أنتمي إليها، وأنا فخورة بتمثيل بلدي”.