الرئيسية » الأرشيف » وفاة مؤلمة لتلميذ أصر على إجتياز امتحانات الإعدادي من سريره بالمستشفى في ميدلت

وفاة مؤلمة لتلميذ أصر على إجتياز امتحانات الإعدادي من سريره بالمستشفى في ميدلت

الكاتب: 
أحمد بيضي

بألم وحزن شديدين، استيقظت الأوساط التعليمية والتلاميذية بميدلت، على نبأ وفاة التلميذ أيوب أيت عقى، مع أولى ساعات عيد الفطر، والذي فات أن استأثرت قصته باهتمام وتعاطف الرأي العام المحلي، عندما استطاع أن يتحدى مرضه العضال من فوق سريره بالمستشفى الإقليمي لميدلت، وعبر لأسرته وأطبائه عن إصراره على اجتياز امتحانات نيل شهادة السلك الإعدادي برسم السنة الجارية، وتمكن من انتزاع تفوق باهر  بحصوله على معدل متميز (14,89) مكنه من الحصول على الرتبة الثانية بمؤسسته ثانوية القيروان الإعدادية التي تشهد له بالانضباط والجدية والسلوك المتزن، حسبما أكده النائب الإقليمي للتربية الوطنية في اتصال به.
وكانت نيابة التربية الوطنية بميدلت، وفق مصادر “الاتحاد الاشتراكي”، قد أسرعت إلى التنسيق مع المصالح المعنية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في شأن ملتمس تقدمت به أسرة وأساتذة  التلميذ أيوب  آيت عقى لأجل مساعدة هذا الأخير بتوفير جميع الشروط لاجتيازه الامتحانات بغرفته بالمستشفى، الأمر الذي تم تحقيقه من خلال مشاركة التلميذ باقي زملائه في هذه الامتحانات من سريره، على مدى أيام الاثنين، الثلاثاء والأربعاء، 29 و30 يونيو وفاتح يوليوز الجاري، وذلك بمعنويات مرتفعة وكله تعلق بالحياة رغم مقاومته للمرض الذي لم يٌجدِ معه علاج.
نجاح التلميذ أيوب آيت عقى، استقطب اهتماما خاصا، وكم بدت ملامح الفرح على وجهه وهو يتقبل التهاني من ذويه وأساتذته وزملائه الذين تقاطروا عليه بغرفته الاستشفائية، في حين خصصت له النيابة الإقليمية للتربية الوطنية “جائزة المثابرة الإقليمية”، عبارة عن حاسوب ومجموعة كتب، حسب مصادرنا، غير أن ظروفه الصحية المتدهورة لم تمكنه من حضور حفل توزيع الجوائز على المتفوقين، فنابت عنه عائلته في تسلم الجائزة، قبل أن يختار القدر روحه التي أسلمها لخالقها مع بزوغ شمس عيد الفطر، ما كان طبيعيا أن يخلف أسى عميقا بين العديد من المتتبعين لقصة هذا التلميذ الذي سيظل رمزا لشجرة الاجتهاد والتحدي بامتياز.