الرئيسية » الأرشيف » مفكرون وباحثون يقاربون بمراكش علاقة الشرق بالغرب انطلاقا من الأدب والفن

مفكرون وباحثون يقاربون بمراكش علاقة الشرق بالغرب انطلاقا من الأدب والفن

الكاتب: 
و م ع مراكش 24

ينكب مفكرون وباحثون وأساتذة جامعيون من بلدان مختلفة، اليوم الخميس بمراكش، في إطار ندوة دولية على مقاربة وتحليل العلاقة القائمة بين الشرق والغرب انطلاقا من الأدب والفن. ويحاول المشاركون في هذه الندوة المنظمة من قبل مختبر ثقافة وتراث وسياحة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش بشراكة مع فريق “تيليم كلار” بجامعة بوردو-مونتين، حول موضوع “شرق/غرب .. تصورات متقاطعة”، مساءلة التصورات الجديدة السائدة بالعالم عن الأدب والفنون الشرقية والغربية على ضوء التحولات الأخيرة السياسية والاقتصادية والابستمولوجية التي شهدها العصر الحديث والتي تواصل نمذجة الواقع المعاصر. ويسعى المتدخلون، أيضا، من خلال أوراقهم البحثية الى توسيع دائرة النقاش بغية وضع تحليل موضوعي ومعمق لهذه التصورات من أجل فهم أكثر للعلاقة القائمة بين الشرق والغرب وما يعنيه كل واحد منها بالنسبة للآخر. كما تتوخى هذه الندوة التي تعد الثانية من نوعها التي تنظمها جامعتي القاضي عياض وبوردو وتتناول الموضوع المرتبط ب “مفهوم الغير وتصوراته بالعالم العربي الإسلامي” بعد الأولى التي عقدت ببوردو سنة 2013 حول “الآخر وتصوراته في الثقافة العربية الاسلامية”، توسيع مجال الدراسات والنقاشات بإعطاء الكلمة أيضا للآخر (الغربي) من أجل إغناء النقاشات وتعدد وجهات النظر والمقاربات العلمية. وأبرزت عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش وداد التباع، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أن موضوع هذا اللقاء يكتسي راهنية كبرى، مشيرة إلى أن الخيط الرابط بين هذه الندوة واللقاء الأول المنظم ببوردو هو المفكر إدوارد سعيد. وأضافت، في هذا السياق، أن “تحليل مفهوم الاستشراق كنظام للتفكير والتصورات يذكرنا بالطريقة التي تناول بها الغرب ، عبر التاريخ، الآخر وفهمه، مما يجعل هذا التوجه القائم على الذاتية محل مساءلة في وقت يتحدث فيه الكثيرون عن صدام الحضارات”. من جانبه، أبرز عمر فرتات، الأستاذ الباحث بجامعة بوردو-مونتين، أن تنظيم هذه الندوة الهامة والتي تجمع ما يقارب 40 باحثا من مختلف أرجاء العالم (فرنسا والمغرب وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ..) نابع من ضرورة توسيع دائرة النقاش مع الآخر والانفتاح عليه لمعرفة تصوراته نحو العالم العربي الإسلامي. وقال، في هذا السياق، إن “العالم أضحى قرية صغيرة فنحن نعيش نفس القضايا والمشاكل والإشكاليات مما يفرض مد جسور التواصل والنقاش والتبادل بين مختلف مكونات هذا العالم من أجل إزالة التصورات والأحكام الجاهزة التي يطلقها كل واحد على الآخر”. وأضاف أن “ما يلاحظ من خلال الأحداث التي شهدتها فرنسا أن هناك جهلا تاما من قبل الغربيين للآخر (العالم العربي الاسلامي) وكذا بين مكونات هذا الأخير، فهناك أحكام مسبقة وكليشيهات وتصورات يتم بناء عليها الحكم على الآخر”، مؤكدا على الحاجة الملحة الى الانفتاح على الآخر وفتح قنوات للتواصل معه لمعرفته أكثر.