الرئيسية » الأرشيف » مغربي مطلوب حيا أو ميتا بأمريكا’,,,,

مغربي مطلوب حيا أو ميتا بأمريكا’,,,,

الكاتب: 
حميد الرحماني

    التقرير الذي أعدته الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان بالمغرب له طعم شبيه بقصص الويسترن التي ألفنا مشاهدتها  في تلفزتنا المغربية أوائل الثمانينيات من القرن الماضي لا لشيئ يذكر ولكن فقط لأن صياغة هذا التقرير تعكس بالملموس لكل المختصين في تفكيك وتحليل التقارير الديبلوماسية أن إنجازه لم يتطلب أكثر من نصف ساعة على أكثر تقدير ما يجعلنا نشكك في مصداقية هذا الإنجاز غير المسبوق و الشبيه بعبارة مطلوب “حيا أو ميتا ” التي كان يلصقها “شيريف” عند  أبواب صالونات الويسترن للتخلص من أولئك الذين يعتبرهم “خارجين عن القانون”
لقد أنسانا هذا التقرير البئيس كل ما كنا نسمعه عن قوة الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى الدفاع عن حقوق الإنسان وأظهر لنا بالملموس أن الأجهزة الديبلوماسية ببلاد العام سام كثيرة الهفوات شديدة الشهوات ترجو ربها الثبات عند الممات ويمكن أن تحرك حروبا عالمية لا قدر الله بدون سبب وجيه لأنها سريعة الطلقات ويمكن أن تقتل سهوا وتعتذر من بعد عند قبور الضحايا

المدافعون عن حقوق الإنسان في العالم تستهويهم خرجات الولايات المتحدة الأمريكية كل مرة حين تصوب “مسدس شيريف” نحو وجوه تشمئز منها عيون ووجوه التقدميين والحداثيين وهو أمر مقبول إلى أبعد الحدود أما أن تصوب أمريكا مسدساتها السداسية المهترئة نحو مسؤول أمني من طينة عبد اللطيف الحموشي فقط لأن إسمه سقط سهوا وخطأ في تقريرها أمر لا يمكن أن يقبل به إلا رعاة البقر أو بلغتنا الشعبية “سراح البقر”

كنا نتمنى من تقرير الخارجية الأمريكية أن يكشف لنا نحن المغاربة قضايا لا يمكن أن تشير لها إلا دولة من حجم وقوة الولايات المتحدة الأمريكية فإذا بنا نتفاجأ بتقرير لا يستند إلى أي معطيات حقيقية ترقى لمستوى الثوثيق ولا يتداول إلا كلام المقاهي والأسواق الشعبية وخصوصا حين تكلم عن التضييق على حرية الصحافيين المغاربة وكأننا لا نسكن هذا العالم ولم نسمع عن قصص عشرات الصحافيين الامريكيين الذين وجدوا أنفسهم أمام الإفلاس المادي والحروب النفسية العنيفة  بعد أن تجرؤوا على إنجاز تحقيقات صحفية حول المواد المعدلة جينيا والتي تسبب امراض السرطان  ومنهم من هاجر من الولايات المتحدة الأمريكية خوفا على حياته من بطش وجبروت لوبي الشركات متعددة الجنسية

أمريكا سقطت كلها وتهاوت أمام أعيننا لأنها وبكل صراحة لم تعد نموذجا حيا يمكننا المشي على خطاه في مجال حقوق الإنسان لأننا نحن المغاربة نؤمن أن “الناس تيكذبوا غير على الميتين ” أما الأحياء فيستطيعون دوما الدفاع عن أنفسهم  وهو بالضبط ما تلجأ له الولايات المتحدة الأمريكية من حين لأخر كل ما أحست أن مصالحها مهددة في منطقة ما من العالم