الرئيسية » 24 ساعة » لأنها أنثى …

لأنها أنثى …

nb-300x256

كمال أشكيكة

 

لأنهن إناث، ولأنهن ولدن في عالم تحكمه العقلية الذكورية، وتغلب عليه كلمة عيب أكثر من حرام، ونظرا لغياب مستمع لمعاناتهن… اختارت عدد من الناشطات السعوديات البوح بما تعرضن له من عنف، وتحرش، واحتقار… وكسر هاجس الصمت عبر إطلاق هاشتاج تحت عنوان “اكسري صمتك وقولي”.

بعد اطلاعي على قصص عدد منهن، تأملت حالة الأنثى العربية. ووقفت عند معاناتها اليومية، فلم أجد بدا من الإعتراف أننا استوردنا قوانين وحقوق وضعية من الغرب من أجل تكريم المرأة، فما كان منها إلا أن جعلت من جسدها وسيلة اشهارية للبيع، وسوقته رمزا للفت إنتباه الذكر. ولو كانت هذه الحقوق والقوانين ذات فائدة لما رأينا العدد المهول من عمليات الإغتصاب والعنف التي تتعرض لها النساء في دول الغرب بشكل ملفت للانتباه… وبالعودة لديننا سنرى كيف أنه أعطى للمرأة حقوق ما كانت لتنالها من قوانين وضعها البشر، ولو عاملناها كما وصنا نبينا الكريم لرأينا نساء الغرب تدخلن دين الإسلام جماعات. طمعا في معاملة مشابهة.

لكن ونحن متعطشون لكل ما يأتينا من الغرب، لابد أن نفتح المجال ونسلط الضوء على بعض من جعلوا أنفسهم أوصياء على دين الله، وشرحوه بما يتماشى مع قناعاتهم الشخصية، ورغباتهم الجنسية. حتى صنفوا المرأة على أنها عورة. ونعتوها بأقبح النعوت. حتى أصبحت المرأة تحن إلى بصيص الحرية القادم إليها من المجتمعات الغربية.

باحت عبر الهاشتاج المذكور عدد من النساء. فحكين كيف تعرضن للتحرش من طرف أقاربهن. وأرغمن على السكوت لأن دنبهن في كل ذلك أنهن ولدن إناث، في مجتمع يجعل من الأنثى مذنبة حتى في أقصى حالات ظلمها. ويجعل من الذكر رجلا حتى وإن لم يكن كذلك. بل ويتغاظى عن أخطائه وكأنه ملاك منزل من السماء. واشتركت جل المدونات كونهن لم تجدن آذان صاغية لمعانتهن، حتى لذى أقرب المقربين منهن. أو لذى من المفروض فيهم حمايتهن والاصغاء لهن من رجال أمن وأطباء نفسانيون…

لكن الحقيقة المرة التي يجب أن يعرفها كل عربي هي أننا مهما تطورنا وتقدمنا إلا أننا سنظل متخلفون، وعنوان تخلفنا رؤيتنا الدونية للمرأة. مما سيولد لنا مجتمع متناقض، تربى في كنف إمرأة عاشت الحرمان من أبسط حقوقها وتعايشت معه، وذنبها أنها ولدت أنثى.