الرئيسية » الأرشيف » كلود أوليي يودع "مراكش المدينة " ويرحل لدار البقاء

كلود أوليي يودع "مراكش المدينة " ويرحل لدار البقاء

الكاتب: 
مراكش24 متابعة

رحل ليلة السبت الماضي الروائي الفرنسي كلود أولييه عن 92 عاماً في بلدة “بور مارلي” في الضاحية الباريسية. وكان الراحل أولييه قد حاز سنة  1979 على جائزة “إذاعة فرنسا الثقافية”. “عن نص تحت عنوان “مراكش المدينة”،.و في هذا النص، يتجلّى افتتان الكاتب بهذه المدينة التي وصفها بأنها “بُنيت بطريقة تكون معها المدة التي يستغرقها استجلاء خريطتها مطابقة تماماً لمدة الطواف فيها”.
ويغلب على هذا النص الطابع الوصفي التشخيصي لفضاءات المدينة الحمراء وأزقتها ومآثرها التاريخية كما نلاحظ في هذا المقطع: “صومعة الكُتبية، المنتصبة كسارية سفينة فوق البنايات مرصعة بدائرة ضوء السطوح والحدائق والسهل والصحراء أيضاً. إنه الضوء الذي يعيد المترحل إلى المدينة، مدينة الرُحل الذاهلين الشموخين الثملين بالحنين للكثبان. مدينة لها إيقاع واحة، فبعد الجولة الطويلة بين الأحجار والأشجار الواطئة، تستنير الدكاكين في لجة الغبار، وتنبجس دقات الطبول بعنفها فجأة في الليل الساخن لساحة جامع الفنا (…) كلهم هنا، ينبثقون فجأة لا ندري من أين، مطلقين الليل من عقاله (…) إنهم يتكلمون وينشدون، وخارج كل كتابة يتمتمون كان للمغرب تأثير كبير على أولييه، إذ شكّل له محركاً أساسياً في أعماله السردية الأولى. فقد كتب أولييه روايته الأولى متنقلاً في المغرب الكولونيالي مستهل الخمسينيات بين الدار البيضاء وجبال الأطلس. وتفضح هذه الرواية بأسلوبها السردي المتقشف الأيدولوجيا الاستعمارية ومنهج تغريب السكان الأصليين عن ثقافتهم المحلية. وبطل “الإخراج” مهندس في الإدارة الاستعمارية الفرنسية مكلف برسم مسار طريق منجمية في جبال الأطلس، يحقق في موت زميل له وفي فرضية اغتياله مع عشيقته الأمازيغية.
ولد كلود أولييه في باريس عام 1922. سافر عام 1950 إلى المغرب وعملَ موظفاً في الإدارة الفرنسية؛ ما مكنه من الإقامة والتجوال في الأقاليم المغربية لمدة خمس سنوات. عام 1958 نشر روايته الأولى “الإخراج”، ونالت، فور صدورها، استحسان النقاد والصحافة الثقافية الفرنسية، وحاز بفضلها في العام نفسه جائزة “ميديسيس” للرواية في دورتها الأولى.