الرئيسية » الأرشيف » فيلم الزين اللي فيك ….مدينة سبعة رجال في مواجهة فن سابع

فيلم الزين اللي فيك ….مدينة سبعة رجال في مواجهة فن سابع

الكاتب: 
سليمة الجوري -مراكش 24

حينما بلغتني أول أصداء فيلم الزين اللي فيك لم أستسغ الصدمة وإلتجأت للصبر دون  إصدار أحكام مسبقة وإنتظرت حتى العودة لمنزلي وفتحت الشبكة العنكبوتية وأدخلت إسم فيلم الزين اللي فيك وبدأت في مشاهدة الدقائق القليلة التي قيل أنها مسربة
أول إنطباع تملكني هو الشعور بالغثيان من الكلام السوقي الذي تم تداوله في الفيلم بشكل متعجرف وفظ لا يوحي لنا نحن المغاربة أننا أمام شاشة تعكس حسن الأدب والسلوك بل يعكس حوارات نتحاشاها ونتجنب الوقوع في براثينها إعتبارا لتنشئتنا الإجتماعية التي تدفعنا دائما ولله الحمد نحو الحشمة والوقار والتحلي بالاخلاق الإسلامية
لكن الصدمة الأكبر في الفيلم بالنسبة لي كمراكشية سكنت هذه المدينة في دمي وروحي وعلمتني حب السينما الحقيقية  وباقي الفنون هو غياب جمالية الصورة في الفيلم وإنعدام شعرية الكلام بالنسبة لفيلم شخوصه الرئيسية نساء يعشن وضعية صعبة ..
معالجة ظاهرة الدعارة في السينما ليست فكرة جديدة في عالم الفن السابع بل عالجها مخرجون عالميون وقدموها من زوايا أكثر إنسانية تراعي الجانب الإجتماعي مثلما فعل مخرج فيلم “مولان غوج” حين أوصل للجمهور في نهاية فيلمه المحترم طبعا  أن العلاقات الإنسانية البريئة تبقى أهم ما يمكن أن نستمتع به في حياتنا لأنه يدفعنا لإحترام الأخر كيفما كانت وضعيته الإجتماعية كما يدفعنا لحب كافة الناس بعيدا عن الكراهية أو الضغينة .
أما الدقائق القليلة التي شاهدناها في فيلم الزين اللي فيك فهي لا تتجاوز أن تكون أكثر من سرد عادي  ومبالغ فيه ولا يرقى لمستوى الفن  لمغامرات تافهة ورخيصة لأربع عاملات جنس في شوارع وأزقة مراكش دون أن تكتسي هذه المغامرات طابع التشويق أو تثير الفضول لمعرفة ما سيقع بل إكتفى مخرج الفيلم بالتركيز على الحوارات الساقطة والبديئة وكأن إستعمال هذه الحوارات في فيلم سينمائي  إنجاز صعب على كافة المخرجين ويستحق مخرجه أعتى الجوائز العالمية لأنه تمتع بنظرة تاقبة للمجتمع ورصد مكامن الخلل فيه …وسقط الفيلم حسب اللقطات التي  شاهدتها على اليوتيوب في دوامة الرغبات النفسية للمخرج نبيل عيوش وصراعاته الداخلية والمتناقضة والتي جعلته يتخيل أن فيلمه إنجاز رائع لكنه أتى قبل وقته مثله مثل كل عباقرة الحضارة البشرية .
الحقيقة التي توصلت إليها حين إستحضرت في ذاكرتي كل الأفلام  المغربية المحترمة التي سبق وشاهدتها هي أن نبيل عيوش وفيلم “الزين اللي فيك” لجأ في طريقة تقديمه لفيلمه المنحوس لنفس الأساليب التي تمتهنها عاملات الجنس في مختلف بقاع المعمور وهي الإغراء العاطفي  والإثارة الجنسية وإظهار المفاتن الجسدية  ثم إنتظار تلقي العروض والهدايا ….. وهي نفس الخطوات التي إرتكز عليها عيوش خلال تقديم فيلمه وخصوصا انه يعرف جيدا بأن معالجة الظواهر الإجتماعية المخلة بالأخلاق الإسلامية يستهوي الغرب كما يعرف أن رواد السينما المغربية وخصوصا بعض الشباب يحبون الجرأة والوقاحة وجاء عيوش في سنة 2015 ليمنح الغرب ما يريد أن يشاهد ويمنح المغاربة ما يريدون أن يسمعوا في إنتظار أن يجلب الفيلم ارباحا مادية خيالية من عملة الأورو والدرهم ثم الحصول على سمعة عالمية حيال هذا الإنجاز الرديء . هذا التكتيك التسويقي الواضح يفضح عيوش ويضعه في خانة السينما التجارية الرديئة التي تشبع الرغبات النفسية والجنسية للمشاهد مقابل الحصول على ربح مادي .

وختاما وحتى لا أطيل عليكم وبلغة المراكشيين أقول  أن عيوش الذي إختار المدينة الحمراء لتصوير مشاهد فيلمه وإختار لبنى أبيضار المراكشية للعب دور البطولة لا يعرف شيئا عن مراكش ويتخيل ان المدينة الحمراء فاتحة أبوابها ببلادة لكل الراغبين في الزيارة أو أشياء أخرى .
ولعيوش أقول أن  للمدينة أرواح تحميها وتعرف من يقصد المدينة عن حسن نية ومن يحضر بنية سيئة والأغلب ان رجال مراكش السبعة وحتى إن كانوا لا يفقهون في السينما فهم يميزون بين من يقصد المدينة بغرض شريف وبين من يلجأ لهذه المحمية للإستفادة من أرباح مادية أو لتحقيق رغبات نفسية مريضة  أو كما يقول المثل ” النية بالنية والحاجة مقضية”
 


الرئيسية » الأرشيف » فيلم الزين اللي فيك ….مدينة سبعة رجال في مواجهة فن سابع

فيلم الزين اللي فيك ….مدينة سبعة رجال في مواجهة فن سابع

الكاتب: 
سليمة الجوري -مراكش 24

حينما بلغتني أول أصداء فيلم الزين اللي فيك لم أستسغ الصدمة وإلتجأت للصبر دون  إصدار أحكام مسبقة وإنتظرت حتى العودة لمنزلي وفتحت الشبكة العنكبوتية وأدخلت إسم فيلم الزين اللي فيك وبدأت في مشاهدة الدقائق القليلة التي قيل أنها مسربة
أول إنطباع تملكني هو الشعور بالغثيان من الكلام السوقي الذي تم تداوله في الفيلم بشكل متعجرف وفظ لا يوحي لنا نحن المغاربة أننا أمام شاشة تعكس حسن الأدب والسلوك بل يعكس حوارات نتحاشاها ونتجنب الوقوع في براثينها إعتبارا لتنشئتنا الإجتماعية التي تدفعنا دائما ولله الحمد نحو الحشمة والوقار والتحلي بالاخلاق الإسلامية
لكن الصدمة الأكبر في الفيلم بالنسبة لي كمراكشية سكنت هذه المدينة في دمي وروحي وعلمتني حب السينما الحقيقية  وباقي الفنون هو غياب جمالية الصورة في الفيلم وإنعدام شعرية الكلام بالنسبة لفيلم شخوصه الرئيسية نساء يعشن وضعية صعبة ..
معالجة ظاهرة الدعارة في السينما ليست فكرة جديدة في عالم الفن السابع بل عالجها مخرجون عالميون وقدموها من زوايا أكثر إنسانية تراعي الجانب الإجتماعي مثلما فعل مخرج فيلم “مولان غوج” حين أوصل للجمهور في نهاية فيلمه المحترم طبعا  أن العلاقات الإنسانية البريئة تبقى أهم ما يمكن أن نستمتع به في حياتنا لأنه يدفعنا لإحترام الأخر كيفما كانت وضعيته الإجتماعية كما يدفعنا لحب كافة الناس بعيدا عن الكراهية أو الضغينة .
أما الدقائق القليلة التي شاهدناها في فيلم الزين اللي فيك فهي لا تتجاوز أن تكون أكثر من سرد عادي  ومبالغ فيه ولا يرقى لمستوى الفن  لمغامرات تافهة ورخيصة لأربع عاملات جنس في شوارع وأزقة مراكش دون أن تكتسي هذه المغامرات طابع التشويق أو تثير الفضول لمعرفة ما سيقع بل إكتفى مخرج الفيلم بالتركيز على الحوارات الساقطة والبديئة وكأن إستعمال هذه الحوارات في فيلم سينمائي  إنجاز صعب على كافة المخرجين ويستحق مخرجه أعتى الجوائز العالمية لأنه تمتع بنظرة تاقبة للمجتمع ورصد مكامن الخلل فيه …وسقط الفيلم حسب اللقطات التي  شاهدتها على اليوتيوب في دوامة الرغبات النفسية للمخرج نبيل عيوش وصراعاته الداخلية والمتناقضة والتي جعلته يتخيل أن فيلمه إنجاز رائع لكنه أتى قبل وقته مثله مثل كل عباقرة الحضارة البشرية .
الحقيقة التي توصلت إليها حين إستحضرت في ذاكرتي كل الأفلام  المغربية المحترمة التي سبق وشاهدتها هي أن نبيل عيوش وفيلم “الزين اللي فيك” لجأ في طريقة تقديمه لفيلمه المنحوس لنفس الأساليب التي تمتهنها عاملات الجنس في مختلف بقاع المعمور وهي الإغراء العاطفي  والإثارة الجنسية وإظهار المفاتن الجسدية  ثم إنتظار تلقي العروض والهدايا ….. وهي نفس الخطوات التي إرتكز عليها عيوش خلال تقديم فيلمه وخصوصا انه يعرف جيدا بأن معالجة الظواهر الإجتماعية المخلة بالأخلاق الإسلامية يستهوي الغرب كما يعرف أن رواد السينما المغربية وخصوصا بعض الشباب يحبون الجرأة والوقاحة وجاء عيوش في سنة 2015 ليمنح الغرب ما يريد أن يشاهد ويمنح المغاربة ما يريدون أن يسمعوا في إنتظار أن يجلب الفيلم ارباحا مادية خيالية من عملة الأورو والدرهم ثم الحصول على سمعة عالمية حيال هذا الإنجاز الرديء . هذا التكتيك التسويقي الواضح يفضح عيوش ويضعه في خانة السينما التجارية الرديئة التي تشبع الرغبات النفسية والجنسية للمشاهد مقابل الحصول على ربح مادي .

وختاما وحتى لا أطيل عليكم وبلغة المراكشيين أقول  أن عيوش الذي إختار المدينة الحمراء لتصوير مشاهد فيلمه وإختار لبنى أبيضار المراكشية للعب دور البطولة لا يعرف شيئا عن مراكش ويتخيل ان المدينة الحمراء فاتحة أبوابها ببلادة لكل الراغبين في الزيارة أو أشياء أخرى .
ولعيوش أقول أن  للمدينة أرواح تحميها وتعرف من يقصد المدينة عن حسن نية ومن يحضر بنية سيئة والأغلب ان رجال مراكش السبعة وحتى إن كانوا لا يفقهون في السينما فهم يميزون بين من يقصد المدينة بغرض شريف وبين من يلجأ لهذه المحمية للإستفادة من أرباح مادية أو لتحقيق رغبات نفسية مريضة  أو كما يقول المثل ” النية بالنية والحاجة مقضية”