الرئيسية » الأرشيف » فضحية: 800 مليون كلفة مؤتمر مندوبية المقاومة حضره 85 شخصا بمراكش!

فضحية: 800 مليون كلفة مؤتمر مندوبية المقاومة حضره 85 شخصا بمراكش!

الكاتب: 
مراكش 24

 

حقيقة لا تصدق. 85 شخصية حضرت مؤتمرا نظمته المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير، لمدة 4 أيام في مراكش، كفلت دافعي الضرائب، فاتورة تقدر بـ7 ملايين و920 ألفا و720 درهما، أي حوالي 800 مليون سنتيم، وهي ميزانية كبيرة تكفي لعقد مؤتمرات وطنية لأحزاب سياسية كبيرة بحضور لا يقل عن 1000 شخص.

أين صرفت المندوبية كل هذه الأموال؟ وكيف تم تبريرها، والمصادقة عليها من طرف مصالح وزارة المالية؟ «أخبار اليوم»، اطلعت على بنود الصفقة المثيرة، فاكتشفت حقائق صادمة عن كيفية صرف المال العام.

الأمر يتعلق بالدورة الـ25 للاتحاد العربي للمحاربين القدامى وضحايا الحرب، التي عقدت ما بين 16 و19 مارس 2015، بحضور 85 شخصية من حوالي 17 دولة عربية، وحظيت بالرعاية الملكية.

المندوبية لم تلجأ إلى طلب عروض لإبرام الصفقة، رغم أن القانون يفرض اللجوء إلى هذه المسطرة كلما بلغت الصفقة 1 مليون درهم. وثيقة الصفقة ، تشير إلى أن الأمر يتعلق بـ»صفقة تفاوضية»، مع شركة أسفار FAN TOURS، بالرباط، وهي شركة لها معاملات كثيرة سابقة مع المندوبية.

ثانيا، يظهر أن هناك مبالغة واضحة في الخدمات التي طلبتها المندوبية، فمن خلال الاطلاع على بنود الصفقة يظهر أن هناك تضاربا في عدد المدعوين لحضور المؤتمر.  فبخصوص عدد الغرف في الفندق التي تم حجزها نجد أنه تم حجز 85 غرفة، 5  منها فردية، من النوع الفاخر، كلفت أزيد من 10 ملايين سنتيم، و60 غرفة فردية بكلفة 105 ملايين سنتيم، و10 غرف مزدوجة قدرت كلفتها في الاتفاق بأزيد من 23 مليون سنتيم.  لكن هذا العدد يتضاعف عند حجز بعض الخدمات الأخرى، مثلا تم حجز خدمة «كوكتيل» في الافتتاح لـ300 شخص بكلفة 6 ملايين سنتيم، أي 200 درهم للشخص، كما تم حجز قاعة كبرى طلبت المندوبية أن تسع لـ450 مقعدا بميزانية بلغت 65 مليون سنتيم، رغم أنها تعرف أن عدد الحاضرين لا يتعدى 85 شخصا.

 

مدة الحجز، أيضا، تثير تساؤلات، فأيام المؤتمر حددت ما بين 16 و19 مارس،2015، أي 4 أيام، في حين أن حجز الغرف امتد لـ7 أيام، ما جعل فاتورة الغرف وحدها تصل مجتمعة إلى أزيد من 133 مليون سنتيم.

أكثر من هذا، فقد طلبت المندوبية خدمات كثيرة أخرى من قبيل توفير مكتبي استقبال للوفود في كل من مطاري الدار البيضاء ومراكش، مجهزين بمكتب وأجهزة معلوماتية قُدرت كلفتهما بـ 4 ملايين سنتيم. كما كلفت خدمة إعداد 30 لافتة بالعربية والإنجليزية والفرنسية طولها 8 أمتار على 1 متر مبلغ 15 مليون سنتيم.

المندوبية طلبت، أيضا، خدمات باهظة تتعلق بالأنترنيت، رغم أن الفنادق الكبرى عادة ما توفر هذا النوم من الخدمة، ضمن خدماتها الأساسية، ووصلت كلفة الأنترنيت WIFI، والربط بـADSLإلى 60 مليون سنتيم، في أربعة أيام، (20 مليونا لخدمة WIFI، و40 مليونا لخدمة ADSL).

ما هو رد المندوبية على هذه الفواتير الضخمة؟ حيمدي لحسن، مدير الشؤون الإدارية في المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير، رد بأن كلفة المؤتمر التي بلغت حوالي 800 مليون «عادية مقارنة مع تظاهرات دولية يتم تنظيمها في المغرب»، وقال لـ»أخبار اليوم»: «عليكم أن تعقدوا مقارنات حول كلفة المؤتمرات الدولية التي تنظمها مختلف القطاعات لتأخذوا فكرة عن حجم المبالغ التي تكلفها».

أما بخصوص عدم اللجوء إلى طلبات العروض، رغم أن المندوبية كان أمامها متسع من الوقت لطلب العروض، رد قائلا: «جرت العادة أن التظاهرات الدولية تكتسي صبغة استعجالية، ويتم فيها اللجوء إلى طلب إبداء تنافس إلى الشركات، ثم يتم اللجوء إلى صفقة تفاوضية وهذا يسمح به القانون».

 

أما بخصوص المبالغة في الخدمات فرد قائلا: «عندما نقوم بإعداد الصفقة، فإننا لا نعرف العدد الحقيقي الذي سيحضر. لهذا نعمل على أخذ كل الاحتياطات». وحول توفير الترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية لمؤتمرين يفترض أنهم عرب، بمبلغ 40 مليون سنتيم، رد قائلا: «الترجمة وفرناها للضيوف من السفراء»، لكن لم يوضح من هم السفراء الذين حضروا وجنسياتهم. حميدي أصر على أن الصفقة تمت في احترام تام للقوانين، والمساطر، وحظيت بتأشيرة مصالح وزارة المالية.

من جهته، اعتبر سعد كريم، مدير وكالة «فان تور»، بالرباط أن الصفقة التي فاز بها لتنظيم المؤتمر مرت في ظروف عادية، و قال ، إن مسؤولي مندوبية المقاومة، طلبوا منه توفير خدمات بمواصفات معينة، فما كان عليه سوى توفيرها، وقال: «حسب علمي فقد وجهوا طلبات إلى عدد من الوكالات في الرباط، منها وكالتنا لتقديم عروض لتنظيم المؤتمر، فقدمنا عرضنا، فاتصلوا بنا وأبلغونا أننا قدمنا أقل كلفة، وفزنا بالصفقة».

وحول سبب توفيره الترجمة لمشاركين كلهم من دول عربية، رد قائلا: «طلبوا منا توفير الترجمة إلى الفرنسية والإنجليزية، فقمنا بتوفيرها»، مضيفا «ربما هناك أشخاص من دجيبوتي، لا يتكلمون العربية»، قبل أن يستطرد: «المهم أننا وفرنا لهم الترجمة حسب رغبتهم».

اليوم24