الرئيسية » 24 ساعة » ضابط في المخابرات يكشف كيف خططت الجزائر لإبعاد المغرب عن الاتحاد الإفريقي!

ضابط في المخابرات يكشف كيف خططت الجزائر لإبعاد المغرب عن الاتحاد الإفريقي!

قال كريم مولاي، الضابط في جهاز المخابرات الجزائرية سابقا، إن بلاده حاولت منع عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي بكل الوسائل، مضيفا أن تعيين بوتفليقة المُقعد في منصب نائب رئيس المنظمة بمثابة مواساة للنظام الجزائري، مشدّدا على أن عودة المغرب لأسرته الإفريقية مهمة جدا و  واصفا إياها بصناعة للمستقبل.
وأفاد مولاي “بالتأكيد يمكن اعتبار خطوة إعادة تفعيل عضوية المغرب في مؤسسات الاتحاد الإفريقي، منعطفا سياسيا مهما في عمل هذه المؤسسة، ليس فقط للأهمية الاستراتيجية التي يحتلها المغرب على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ولعراقته وكونه يمثل جسرا للتواصل بين قارتي إفريقيا وأوروبا، وإنما لكونها مبادرة سياسية متقدمة للدفاع بالوسائل السلمية عن سيادته ووحدته”.
وأوضح المتحدث نفسه، “نحن جميعا ندرك أن المنظمة الإفريقية قد اعترفت في وقت مبكّر بجبهة البوليساريو، يوم كان المدّ الشيوعي في أوجِه، ومازالت هذه المنظمة تعترف بهذا الكيان، لكن اليوم في ظروف متغيرة، اختلفت فيها القوى المتحكمة، وأيضا بوجود أجيال جديدة تريد أن تعيش حاضرها ومستقبلها بعيدا عن الأحقاد الإيديولوجية الزائفة”، مضيفا أنه من هذه الزاوية،  ينظر إلى خطوة عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي بأنها “صناعة للمستقبل”، و”إسهام في منح هذا المنتظم الوظيفة السياسية والاقتصادية والأمنية التي من أجلها تحقّق”.
واعتبر أن العلاقات المغربية ـ الجزائرية متشعّبة ومعقّدة، مضيفا “يؤسفني القول بأن جزء كبيرا من هذه التعقيدات هو العلاقة التي تربط نظام الجزائر بجبهة البوليساريو”، وهي علاقة، وصفها بالوظيفية، إذ يستعمل فيها النظام الجزائري هذا الكيان لتنفيذ أهداف توسعية في المنطقة، وفرض نفسه كطرف مهيمن.
وأضاف ضابط جهاز المخابرات الجزائرية سابقا، أنه “خلال العقود الثلاثة المنصرمة، كانت الساحة الإفريقية وخصوصا في مؤسسات الاتحاد لا تُسمع إلا رواية واحدة من مصدر واحد هو الجزائر والبوليساريو، وأن ما يجري في الصحراء المغربية هو عبارة عن احتلال، مضيفا أن هذا هو مفهوم بدأ زيفُه ينكشف ليس فقط للأفارقة، وإنما أيضا للمجتمع الدولي، الذي بدأ يميل لأطروحة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب كحلّ سياسي بدل حالة الجمود التي يعيشها هذا الملف منذ عدة عقود.
وقال مولاي في التصريح ذاته إن النظام الجزائري لم يكن يريد منافسا سياسيا في أروقة الاتحاد الإفريقي، لذلك سعى لإفشال المسعى المغربي بالعودة للاتحاد بكل الوسائل، مضيفا ” أن عقارب الساعة تدور إلى الأمام.. وعودة الماضي باتت غير واردة”.
وبخصوص تعيين الرئيس الجزائري نائبا لرئيس المنظمة، أكّد مولاي أن أصدقاء النظام الجزائري في الاتحاد الإفريقي، عمدوا إلى تقديم مواساة سياسية للنظام الجزائري بتعيين رئيسه المُقعد والصّامت عن الكلام منذ ما يزيد عن أربعة أعوام، في منصب نائب الرئيس، مضيفا أن هذا المنصب يبقى فخريا، ويعكس مسعى الاتحاد لإيجاد أجواء تسامح وتعايش وفق رؤية جديدة تقوم على التكاتف والوحدة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة.
وخلص كريم مولاي في حديثه لـ”الأيام 24″، أن الرسالة الأهم التي يجب على النظام الجزائري أن يعيَها أوّلا، هي “أن منطق العداوة التقليدي يجب أن ينتهي، وأن الرهان على ضرب وحدة دول الجوار ليس هو الطريق الأمثل لكسب الرأي العام الأفريقي، وحدها المبادرات الجادة للتنمية والبناء والتعمير وفقا للرؤى السياسية العقلانية هي التي تستطيع أن تبني المستقبل”.

الأيام24