صاحب الجلالة: مصدر التطرف الجهل والحل لمواجهته هو التربية
قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن “التطرف، سواء كان دينيا أو غير ذلك، مصدره انعدام التعارف المتبادل، والجهل بالآخر، بل الجهل، وكفى؛ ذلك أن التعارف المتبادل يعني رفض التطرف، بكل أشكاله؛ وهو السبيل لرفع تحديات هذا العصر المضطرب”.
وأضاف صاحب الجلالة في خطابه السامي أنه لمواجهة التطرف بكل أشكاله، “فإن الحل لن يكون عسكريا ولا ماليا؛ بل الحل يكمن في شيء واحد، هو التربية”.
كاشفا أن دفاعه عن قضية التربية، “إنما هو إدانة للجهل. ذلك أن ما يهدد حضاراتنا هي المقاربات الثنائية، وانعدام التعارف المتبادل، ولم يكن يوما الدين”.
وبصفته أميرا للمؤمنين يضيف صاحب الجلالة فإنه يدعو “إلى إيلاء الدين مجددا المكانة التي يستحقها في مجال التربية. ولا يمكنني وأنا أخاطب هؤلاء الشباب، ألا أحذرهم من مخاطر التطرف أو السقوط في نزوعات العنف. فليس الدين هو ما يجمع بين الإرهابيين، بل يجمعهم الجهل بالدين”.
واعتبر جلالته أنه “حان الوقت لرفض استغلال الدين كمطية للجهلة، وللجهل وعدم التسامح، لتبرير حماقاتهم”. واصفا الدين بكونه ” نور ومعرفة وحكمة”. وأنه “بطبيعته يدعو إلى السلام، ويحث على استثمار الطاقات في معارك أكثر نبلا، بدل هدرها في سباق التسلح، وأشكال أخرى من التسابق الأعمى”.
ولهذا الغرض، كشف أمير المؤمنين “أحدثنا مؤسسة محمد السادس للعلماء. وفي نفس السياق، استجبنا لطلبات العديد من البلدان الإفريقية والأوروبية، باستقبال شبابها في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات”.
وأورد جلالته أن بصفته أميرا للمؤمنين، “فإننا نتقاسم والحبر الأعظم، الإيمان بنفس القيم الروحية الفاعلة، التي تنشد خدمة الصالح العام”. مؤكدا أن القيم الروحانية ليست هدفا في حد ذاتها، بقدر ما تدفعنا إلى القيام بمبادرات ملموسة. فهي تحثنا على محبة الآخر، ومد يد العون له”.
وأشار صاحب الجلالة أن “هناك حقيقة أساسية، وهي : أن الله غفور رحيم. وبما أن الرحمة من صفاته تعالى، فقد جعلنا السماحة والعفو والرأفة في صلب عملنا. ولأن المحبة من صفاته أيضا، فقد بادرنا طوال سنوات حكمنا، بالعمل على القرب من الفئات الأكثر فقرا وهشاشة”.
وعبر صاحب الجلالة أن هذه القيم هي روح وجوهر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، “التي أطلقناها في بلادنا منذ 14 عاما، بهدف تحسين ظروف عيش الأشخاص الذين يعانون من الفقر والهشاشة، وإدماج من يعانون من الإقصاء، وتوفير سكن للمشردين، وإعطائهم الأمل في مستقبل يضمن لهم الكرامة”.
وكشف جلالته أن تلك القيم هي أيضا في صلب الفلسفة التي ترتكز عليها سياسة الهجرة واللجوء، “التي اعتمدناه ببلادنا، وحرصنا على أن تكون مبنية أساسا على التضامن. وهي تنسجم مع الميثاق الدولي للهجرة، الذي تمت المصادقة عليه في 10 دجنبر الماضي بمراكش”.