الرئيسية » أقلام » سليمة الجوري تكتب "ماذا تريدين يا مراكش …

سليمة الجوري تكتب "ماذا تريدين يا مراكش …

 

الكاتب:
سليمة الجوري مراكش 24

   إذا فكرنا في يوم من الأيام أن نسأل المدينة عن شيء ما ينقصها وإذا إبتعدنا بواقعية عن مجمل التصورات التي تجعل مراكش  واحدة من أهم المدن الإفريقية فإن هذا حتما وإن كان صحيحا إلى حد ما فإنه لا ينعكس بشكل مباشر على الأحوال الإجتماعية للعديد من المراكشيين وعلى رأسهم الصناع التقليديون .
وبالحديث عن واقع الصناعة التقليدية بمراكش فقد أصبحت أحوال الصناع التقليديين لا تبشر بالخير ويكفي أن نعرف ان قرابة 10 مسنين كانوا لحدود الأمس القريب من أمهر الصناع التقليديين بالمغرب باتوا اليوم يمتهنون التسول بشوارع كيليز وجامع الفنا

إختيار تعاطي التسول من طرف بعض  الصناع التقليديين بشوارع هذه المدينة المحبوبة لا يمكن بتاتا أن يكون مؤشرا إيجابيا بل بالعكس من ذلك يمكن إعتباره كارثة إجتماعية وحتى حضارية

وبالرجوع إلى مسببات هذه الكارثة الإجتماعية فيكفي أن تجتمع مع الصناع التقليديين لتعرف أن أسباب المشكل تأتي من ساحة جامع الفنا بالضبط  ومن الصين حيث لم تترك البلغة المستوردة من الصين ب12 درهم  أية حظوظ لمنتوجاتنا الأصيلة والتي لا يمكن رصد أوجه الإختلاف بينها وبين  البلغة المصنوعة من طرف الألات الصينية الحديثة

المحلات التجارية بساحة جامع الفنا وباقي المحلات بمراكش تبيع قرابة 4000 بلغة يوميا منها حوالي 3900  قادمة من الصين في حين لا تستطيع البلغة المغربية التي أتقنتها يد الصانع المغربي أن تغري المغاربة بالدفاع عنها وعن كرامة صناعنا التقليديين  منهم المدنيون وحتى المسؤولين .

وإذا وجهنا السؤال ماذا تريدين أيتها المدينة الحمراء لأجابت بسرعة قياسية أنها تريد كرامة الصناع التقليديين الذي يشكلون أزيد من 100 ألف يعملون بكد داخل أسوار المدينة العتيقة دون ان يلتفت أي من الوزراء والمسؤولين الحكوميين لواقعهم الذي أصبح حديث المدينة

فرجاءا أيها المسؤولون قبل أن تسألوا أيا كان عن ماذا يريد إسألوا أولا هذه المدينة وقفوا وقفة إجلال أمام الصناع التقليديين وإسألوا بإحترام …ماذا تريدين يا مراكش