الرئيسية » الأرشيف » سامي صبير يكتب : عطيني ساكي باغي نماكي

سامي صبير يكتب : عطيني ساكي باغي نماكي

الكاتب: 
سامي صبير

 

سبق وتقدم شخص مجهول بشكاية لدى مصالح الأمن ضد الأغنية الجديدة للفنانة الشعبية “زينة الداودية”، بدعوى إخلالها بالحياء العام، وقد صرحت “الداودية” لوسائل الإعلام أن كلمات الأغنية تم اختيارها من طرف ابنتها، مؤكدة براءة كلمات الأغنية مما تتهم به.
ولعل الجميع متفق على أنه يجب على الأغاني أن تكون مثالا عن الواقعية والابتعاد عن الثرثرة ، واحترام مشاعر الآخرين. 
كثيرا ما كانت شعوب تعتبر الغناء طريقة للتعبير عن الواقع، ولعل المواطن الذي تقدم بالشكاية كان يقصد بالإخلال بالحياء العام قول “الله يعطينا وجهك”، بعدما لاحظ التناقض بين كلمات الأغنية وواقع المواطن المقهور، الذي لم يبقى أمامه إلا رفع شعار “أش خاصك ألعريان .. خاتم أمولاي”، ففي الوقت الذي يعاني فيه الجميع من الأوضاع الاجتماعية المتأزمة بسبب ارتفاع البطالة والزيادة في المواد الاستهلاكية، تطل الداودية بأغنية “عطيني صاكي بغا نماكي”، فكان من الطبيعي اتهامها بقلة التربية.
وحيث أن المندوبية السامية للتخطيط قد أفادت في مذكرة إخبارية حول وضعية سوق الشغل خلال سنة 2014، بأن عدد المعطلين ارتفع بنسبة 8 في المائة على المستوى الوطني، أي بزيادة 86 ألف معطل، كان على الفنانة “الداودية” غناء “عطيني الفيزا والباسبور” أو شيء من قبيل تلك الأغنية الشبابية “الفتيخابات”، حتى لا تتهم “بقلة الحياء”، ولا يبدوا أن رئيس الحكومة “عبد الإله بنكيران” حينما نصح المواطنين المغاربة “بتزير السمطة”، كان “يحزمهم” لرقص الوحدة ونص على نغمات أغاني “أش خاصك ألعريان …”.
إن  المضحك في الأمر هو الضجة التي أحدثتها الشكاية، ففي الحقيقة وعلى ما يبدوا فإن مثل هذه الشكاوى كان يجب أن تملأ مكاتب مصالح الأمن، فالشيء نفسه نلمسه في مجموعة من الأغاني، ففي هذه البلاد الجميع يريد أن يغني على وزن “العام زين”.
الشيء نفسه حاولت وزارة الداخلية إقناع المغاربة به، إلا أن “كحل الراس” هذه المرة لم يرفع دعوى “الله يعطينا وجهكم” ضد الوزارة، بل قرر الاكتفاء بالعزوف عن الاستماع، حيث لم يتجاوب مع حملة الداخلية للتسجيل في اللوائح الانتخابات سوى 300 ألف مواطن من أصل 12 مليونا من المستهدفين، رغم المرونة الزمنية والسلاسة في شروط القيد في هذه اللوائح.
هل سأل أحد قبل بدأ حملة الانتخابات إن كان هناك من يتذكر مسرحيات قبة البرلمان مثلا؟ أليس من السذاجة معاملة المغاربة وكأنهم مصابين بالزهايمر؟
على ما يبدوا فإن مسألة إستحمار المواطن المقهور ما زالت في بداية الطريق، ولعل “زينة” كانت مظلومة فهي قصدت ” بعطيني ساكي باغا نماكي” قول “أش خاصك العريان فتيخابات أمولاي”.