الرئيسية » الأرشيف » دراسة أمريكية : سكان المدن التي تتجاوز حرارتها 37 درجة أكثر عدوانية وعنفا وإرتكابا لحوادث السير

دراسة أمريكية : سكان المدن التي تتجاوز حرارتها 37 درجة أكثر عدوانية وعنفا وإرتكابا لحوادث السير

الكاتب: 
وكالات __مراكش 24

من المعروف أن ارتفاع درجة حرارة الجو يؤثر بشكل واضح على جسم الإنسان. وقد أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة بين ارتفاع درجة الحرارة والسلوك العدواني للإنسان. فكيف تؤثرالحرارة المرتفعة على سلوك الإنسان؟ وهل يمكن الحد من آثارها؟

توصل باحثون أمريكيون في دراسة حديثة نشرت نتائجها في مجلة “ساينس” الأمريكية، إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجو له تأثير على نفسية الإنسان وسلوكه، إذ أنه كلما ارتفعت درجات حرارة الجو، زاد ميل الإنسان إلى السلوك العدواني.

وبحسب أبحاث سابقة فإنه خلال فترات الحر الشديد تزداد نسبة حوادث العنف كالاعتداءات الجسدية وحوادث السير والسرقة. وأجرى نادي السيارات الألماني دراسة حول حوادث السير نشرت نتائجها في صحيفة “دي فيلت” الألمانية، وقد كشفت أن أغلب وأخطر الحوادث التي سجلت والتي بلغت حوالي 12 ألف حادثة سير، وقعت في أيام تجاوزت فيها درجات الحرارة الـ 25 درجة مئوية.

تعويض السوائل والأملاح المعدنية

ويعزو أندرياس هاينس، وهو مدير مستشفى الطب النفسي شاريتي في برلين، السبب وراء هذا السلوك العدواني إلى فقدان الجسم للسوائل والأملاح المعدنية الضرورية للحفاظ على نشاطه وتوازنه. ويوضح هاينس لصحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية، أنه عندما تقترب درجة حرارة الجو من متوسط حرارة جسم الإنسان37 درجة مئوية، ترتفع درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يتطلب من الجسم عملا مجهدا من أجل إعادة حرارته إلى طبيعتها. ويحدث ذلك عن طريق عملية التعرق الطبيعي التي تعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم من خلال إفراز العرق لتبريد الجسم. غير أن هذه العملية المجهدة تنعكس على نفسية الإنسان وتفقده القدرة على التركيز والتحكم بمشاعره وانفعالاته.

ويظهر السلوك العدواني بشكل واضح في الأماكن التي يحتك فيها الناس ببعضهم البعض كوسائل النقل العام والعمل، حيث يكون الإنسان تحت ضغط عصبي أكبر.

وينصح الأطباء بالإكثار من شرب السوائل وخاصة المياه عند ارتفاع دراجات الحرارة. ويفضل العديد من الناس شرب المياه والمشروبات الباردة لري عطشهم والشعور بالإنتعاش، غير أن المشروبات الباردة لا تعد الحل المناسب لتأثيرها العكسي على الجسم، إذ ترفع الحرارة وتحث على إفراز العرق بشكل أكبر، وبالتالي فقدان السوائل من الجسم.

لذلك فإن المشروبات الدافئة بحسب موقع “بريغيته” الألماني هي الحل الأمثل في الحر، لأنها لا تسرع عملية التعرق وتخفض درجة حرارة الجسم بشكل أفضل. وشرب السوائل الدافئة معروف أيضا لدى سكان المناطق الصحراوية، الذين تعودواعلى شرب الشاي الساخن مثلا حتى في فصل الصيف الحار.

وبالإضافة إلى الإكثار من شرب المياه والسوائل الدافئة، ينصح الطبيب الألماني أندرياس هاينس بالإكتفاء بأكل الوجبات الخفيفة كالسلطات والخضار والفواكه للحفاظ على الأملاح المعدنية في الجسم. كما يجب أخذ فترات إستراحة أثناء العمل وعدم التعرض للإجهاد العصبي والحرص على البقاء في الظل