الرئيسية » الأرشيف » دار المنتخب لجهة مراكش- أسفي تنفتح على التجربة الديمقراطية الهندية.

دار المنتخب لجهة مراكش- أسفي تنفتح على التجربة الديمقراطية الهندية.

الكاتب: 
مراكش 24

  في ظل التحولات الشاملة التي يشهدها العالم المعاصر، والتي ادت الى بروز قوى اقتصادية وتنموية جديدة، كالصين والهند والبرازيل،في هذا السياق، ورغبة من المؤسسات المنتخبة الترابية بالجهة في فهم وتقريب بعض التجارب التنموية الدولية الناجحة، قصد الاستفادة منها والتوقف عند خلفياتها الفكرية والحضارية، والتي شكلت منطلقا لتفكيرها الاستراتيجي البعيد المدى، تأتي فكرة تقديم قراءة لواحدة من النماذج الرائدة على المستوى التنموي وهي التجربة الهندية التي تعتبر بحق تجربة خاصة ومتميزة.
ولهذه الغاية استضافت دار المنتخب لجهة مراكش اسفي في إطار الدورات الدراسية واللقاءات العلمية التي تقوم بها، بشراكة مع مؤسسة كونراد أدينوير الألمانية، يوم الاثنين 07 مارس 2016، البروفيسور الهندي  Rajeev Bhargava  مدير مركز الدراسات للتنمية المجتمعية بالهند.
   Prof. Rajeev Bhargava, Director of   the Center for the Study of develppping Societies (CSDS)
الذي قدم عرضا حول “التجربة الديمقراطية الهندية ” حضره ثلة من المنتخبين الترابيين والأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين،حيث تناول التجربــة الهندية باعتبارها دولة نامية وشرقية ذات شــعب متعدد المذاهب والأديــــان واللغات والأحزاب، والنجاح الذي حققته  فـي المجالين السياسي والاقتصادي.
مؤكدا أن الهند عاشت منذ الاستقلال تفاوتاً في التطوّر الديمقراطيّ بين ربوعها، يرتبط في جزء منه بالتفاوت في التطوّر الاجتماعيّ والاقتصاديّ بين الولايات، ويرتبط في جزء آخر بجغرافيا غير مستقرّة..
وأشار إلى الصعوبات التي واجهتها الديمقراطية الفدرالية الهندية، وإلى التشوّهات غير القليلة التي شابتها في مراحل من تاريخها وما تزال، إنما يعود فيعطي لهذه الديمقراطية خلفية فسيفسائية متماسكة وصلابة تاريخية معيّنة، كونها نجحت منذ البدء في اختيار الشكل الدستوريّ الأنسب للاتحاد الهنديّ، وهو مستوحى أساساً من تجربتي البرلمان البريطاني والفدرالية الأميركية.
لكن التجربة الهندية، يقول المحاضر، تختلف بشكل كبير عن التجارب الأوروبية، لأن الهنود تبنوا الاقتراع العام مع الاستقلال، وذلك قبل وقت طويل من الانتقال إلى الاقتصاد الصناعي.

 

وفي الهند أيضاً ومنذ أواسط التسعينات عمد العمال الى المشاركة أكثر في العملية الديمقراطية ورفعوا سقف مطالباتهم الديمقراطية أكثر من الطبقة المتوسطة، مما مهدَ لتحالف بين أكبر التيارات السياسيـة لاستقطاب الأصوات عبر برنامج يجمع بين اعتماد النظم الاجتماعية الداعمة وسياسـات تحرير الأسواق، وذلك بإعمال التزامن بين الإصـلاح الإقتصادي والإصلاح السياسي والدمقرطة المؤسسية في الهند.
هذه المنهجية أثبت  أن الهند أظهرت  كفاءة في إدارة  العملية السياسية وتحقيق التوازن بين نموها الاقتصادي والالتزام بقواعد اللعبة الديمقراطية، وذلك عبر انتهاجها السبل السلمية لحل التناقضات والسماح للتعبير عن الرأي !
إن الدرس الذي يمكن استخلاصه من التجربة الهندية يقول Rajeev Bhargava هو إدارتها المتوازنــة نسبياً للتنمية الإقصادية والسياسية بعدم تعليق واحدة منهـــا على الانتهاء من الأخرى، والانتباه النسبي إلى دور سياسـات الرفاه والدعم الاجتماعي التي ساهمت في ضمان ديمومة تفاعل الجماهيـر مع الإصلاح في الاتجاهين السياسي والاقتصادي، وتحمل الأعراض الجانبية والضغوط الناجمة عن الخوصصة وسياسات الســـوق، لأن التنميــة الاقتصادية بحاجة إلى تكريس الشــــفافية والمســـاءلة والمحاســـــــبة.