الرئيسية » 24 ساعة » حركية المجتمع وراء احترام المنهجية الديمقراطية (1)‎

حركية المجتمع وراء احترام المنهجية الديمقراطية (1)‎

66

علي زمهرير

واهم من لا يزال يبخس نتائج الحراك المغربي في 2011 والدور العظيم الذي أدته حركة 20 فبراير، وواهم من يدعي أن الربيع الديمقراطي المغربي انتهى. فاحترام المنهجية الديمقراطية في 2016  و فشل كل من راهن علانية أو في الخفاء على توقف هدا المسار لهما اكبر دليل على أن هده الحركية ما زالت متقدة و اتخذت، و لا تزال، صيغ متعددة مند الأشهر القليلة التي سبقت الانتخابات البرلمانية. هده الصيغ التي تمثلت بداية في ارتفاع قياسي في حركية المواقع الاجتماعية و التي ساندت بقوة التيارات المتشبتة بما تيسر للبلد من ديمقراطية، مرورا بعودة لا بأس بها لكل من حزبي العدالة و التنمية و التقدم والاشتراكية إلى تصعيد جدري لمواقفهما اتجاه قوى التحكم، و وصولا إلى انخراط عميق لجزء هام من المثقفين و الكتاب و الناشطين، نساء و رجالا، في معركة الدفاع عن الديمقراطية ببلدنا و الدعوة للتصويت على القوى المتشبثة بها سواء كانت يسارية حقيقية أو ذات مرجعية إسلامية.

هده الحركية جاءت كتعبئة عفوية متميزة تمتلك كل الشروط ليتم اعتبارها موجة ثانية من حراك 2011 على الأقل في تأكيد أمرين هامين.الأمر الأول هو أن الدولة أصبحت غير قادرة على إخضاع نتائج الانتخابات لرغباتها حتى و هي تستعمل في تشريعيات 2016 بعض وسائل العهد البائد والتي اختفت من استحقاقات 2011 خوفا من غضب الشارع الذي كان مستمرا و قابلا للاشتعال أكثر لأدنى سبب. الأمر الثاني هو نتيجة للأمر الأول و هو بداية تشكل قطبين واضحين يتشكل أولهما من أحزاب سياسية و تيارات اجتماعية نجحت في الدفاع والحفاظ على التجربة الديمقراطية التي راكمها المغرب والتي أصبح الآن لزاما توسيع دائرتها لتكون في مستوى ديمقراطية الدول التي تتميز بنظام الملكية البرلمانية، في حين يضم القطب الثاني أحزاب شريكة فعلية لمهندسي التحكم و أحزاب اخرى تضع قدم هنا و قدم هناك.

هدين القطبين سيعرفان هيكلة طبيعية و متوسطة في الأسابيع القادمة حيث سيتوسع أكثر القطب الأول بفعل التشكيل المرتقب للحكومة و الذي سيدخل بعض من الأحزاب التي اشرنا إليها سابقا أنها كانت متدبدبة في نواياها، في حين سيتقلص حجم القطب الثاني والدي تعرف بعض مكوناته خرس أسطوري و تعرف مكوناته الأخرى تغييرات كبيرة في القيادة. أما في الأشهر القادمة، وعلى اكبر تقدير قبل سنة أو سنة و نصف، فان هدين القطبين سيعرفان هيكلة عميقة و كبيرة ستكون في صالح هدا الوطن و نهضته التي طالما خالف الموعد معها لأسباب لم تعد مقبولة من طرف المغاربة.