جهة الداخلة – وادي الذهب تخلد الذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب في أجواء وطنية مهيبة
خلّدت جهة الداخلة – وادي الذهب، يوم الخميس 14 غشت 2025، الذكرى السادسة والأربعين لاسترجاع إقليم وادي الذهب إلى الوطن الأم، في أجواء مهيبة جسّدت ما تحمله هذه المناسبة المجيدة من رمزية وطنية عميقة، باعتبارها محطة مفصلية في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة، وتجسيدًا لروابط البيعة والوفاء التي ربطت – ولا تزال – سكان الأقاليم الجنوبية بالعرش العلوي المجيد.
وقد شهدت مدينة الداخلة تنظيم برنامج رسمي متكامل، انطلقت فقراته بمراسيم تحية العلم الوطني بمقر الولاية، في لحظة رمزية عبّر من خلالها الحاضرون عن اعتزازهم بانتمائهم الوطني وتجديدهم للعهد في الدفاع عن الثوابت الراسخة للأمة المغربية. وشارك في هذه المناسبة الوطنية المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ووالي جهة الداخلة – وادي الذهب، والسيد عامل إقليم أوسرد، و السيد رئيس المجلس الجهوي، إلى جانب عدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية وفعاليات من المجتمع المدني، فضلًا عن ثلة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وقد احتضنت القاعة الكبرى للاجتماعات مهرجانًا خطابيًا ولقاءً تواصليًا، تم خلاله تكريم عدد من رموز المقاومة الوطنية، وتسليم شواهد تقديرية وإعانات اجتماعية لفائدة بعض المستفيدين، في التفاتة رمزية تعكس استمرار الاعتراف بالتضحيات الجسام التي قدمها أبناء وادي الذهب في معركة التحرير والوحدة، وترسيخًا لثقافة الوفاء الوطني المتجدد.
وفي كلمته بالمناسبة، ذكّر السيد الخطاط ينجا، رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، بالسياق التاريخي المجيد لحدث 14 غشت 1979، عندما توجه وفد من أعيان ووجهاء وقبائل وادي الذهب إلى العاصمة الرباط لتجديد بيعة الولاء والإخلاص للمغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، في لحظة استثنائية أكّدت التلاحم العريق والتاريخي بين العرش العلوي وأبناء الأقاليم الجنوبية. كما استحضر رئيس الجهة ما عرفته المنطقة منذ ذلك التاريخ من تحولات نوعية، انطلقت فعليًا مع الزيارة الملكية التاريخية لجلالة المغفور له الحسن الثاني في مارس 1980، والتي كانت إيذانًا ببدء عهد جديد من البناء والتنمية، مسّت قطاعات التعليم والصحة والبنيات التحتية، وفك العزلة عن الإقليم.
وأشار السيد الرئيس في كلمته إلى أن هذا المسار التنموي المتصاعد يجد اليوم استمراريته في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، من خلال إطلاق النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي يضم مشاريع استراتيجية كبرى، من بينها ميناء الداخلة الأطلسي، وشبكات الطرق الحديثة، وتشجيع الاستثمارات في قطاعي الصيد البحري والسياحة، مما جعل الجهة قطبًا اقتصاديًا واعدًا وبوابة للمغرب نحو عمقه الإفريقي.
وقد تَوّجت هذه الفعاليات بتلاوة نص وثيقة تجديد البيعة والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله، في لحظة ذات رمزية بالغة الدلالة، أكدت عمق الارتباط التاريخي المتجدد بين ساكنة وادي الذهب والعرش العلوي المجيد، ومثّلت تجديدًا جماعيًا للعهد بالمضي قُدمًا على درب الدفاع عن الوحدة الترابية، ومواصلة مسيرة التنمية والبناء، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده.
مراكش 24 | جريدة إلكترونية مغربية مستقلة











