الرئيسية » الأرشيف » جاكي كادوش : نسبة تواجد المغاربة اليهود بمراكش تراجعت من 27 ألف إلى 200 فقط

جاكي كادوش : نسبة تواجد المغاربة اليهود بمراكش تراجعت من 27 ألف إلى 200 فقط

الكاتب: 
مراكش 24

 

إعداد : عبد الحميد زويتة

مراكش مدينة تنبض  بالحياة و تاريخها شهير كمركز للتجارة و كمدينة إمبريالية ولكن ما هو غير  معروف هو التاريخ الطويل للجالية اليهودية

ويحكي  جاكي كادوش رئيس الجالية اليهودية بمراكش : ولدت في الحي اليهودي المعروف باسم ” الملاح” . وصرت رئيسا للجالية اليهودية منذ العقد الماضي ، ويعود تاريخ اليهود بالمغرب  إلى ما قبل  2000  سنة وبالظبط  بعد تدمير الهيكل في القدس ومن تم هاجر اليهود أولا إلى مناطق البربر في شمال أفريقيا.

ولليهود الذين جاءوا  منذ أكثر من 2000 سنة أي قبل مجيئ الدين الإسلامي الحنيف قصة  مثيرة جدا للاهتمام لأنهم كانوا يعيشون في الجبال أنذاك ،و لم يكن هناك  لا المغرب، ولا  تونس  ،. وهؤلاء اليهود  إختاروا في لحظة من اللحظات  التوجه نحو هذه البقعة الأرضية  هنا في شمال هذه الأرض من أفريقيا و أسسوا أنفسهم هنا و مع مرور الوقت تأسست دول المغرب و تونس و الجزائر. “

و بدأت الموجة الثانية من الهجرة اليهودية إلى مراكش مع طرد اليهود من أسبانيا في عام 1492 . ميلادية ,  فوصل العديد من اليهود السفارديم إلى مراكش ولكن لم يسمح لهم بالعيش داخل حدود المدينة حتى منح السلطان إذن لبناء ملاح بجانب قصره في مراكش .

لكن الملك في هذه الفترة الزمنية لم يسمح لهم بالعيش في مراكش . ،وقال انه يعتقد أن المدينة مقدسة للغاية والجالية  اليهودية مرحب بها بالمغرب  ولكن لا تأتو للعيش  في مراكش .  فقرروا أن يعيشوا خارج المدينة في منطقة “جمعة غمات” الواقعة على مشارف الطريق المؤدية نحو أوريكا , حتى وجه الملك الجديد خطابا لهذه الجالية قائلا ، بابي مفتوح ، الآن يمكنكم المجيئ ، ومن ثم بدأ اليهود يتنقلون للعيش في مراكش, و في نفس الفترة سيلجأ  أحد أبرز الحاخامات في تلك الفترة ويسمى” إسحاق دي لويا” و كان من بين المطرودين من إسبانيا –سيلجأ- لتقديم طلب للملك  رفقة الحاخام “حنانيا هاكوهين” بالسماح لهذه الجالية  بتنظيم حياتها  في حي خاص ، و إستجاب الملك وخصص لهم  أحياءا واسعة : وكان أبرزها منازل اليهود التي تسمى ” الملاح ” ، أي الحي اليهودي القدديم ، و بجانب ” الملاح ” مقبرة .خاصة بدفن أمواتهم ,   ومن هنا بدأت الحياة اليهودية في مراكش. و وصلت نسبة السكان في  الحي اليهودي بمراكش في أوجها إلى 27000 يهودي  ومارسوا أزيد من 45 نشاطا تجاريا .

تحت الاحتلال الفرنسي ، لم يكن يسمح لليهود بمغادرة حي الملاح  وكان عليهم إنتظار استقلال المغرب في عام 1956 عندما منح الملك المرحوم محمدالخامس الإذن لليهود بالعيش حيثما  رغبوا
. حاليا الجالية اليهودية في مراكش لا تتجاوز 200 من السكان ويرجع ذلك أساسا إلى جيل الشباب الذين يدرسون في الخارج و يستقرون  هنناك في نهاية المطاف.

“الشباب  بعد الحصول على” البكالوريا ” ، يفضلون الذهاب إلى فرنسا لمتابعة دراساتهم الجامعية  لأنه من السهل عليهم تتمة أبحاثهم الجامعية هناك ، لأن الدراسة  باللغة الفرنسية التي تلقوها بالمغرب تمكنهم من متابعة المسار الأكاديمي  في فرنسا. وهذا يعني أنه بعد 7 سنوات ، يفضل أغلبهم  الزواج والإستقرار هناك وبالتالي يصعب التكهن بعودتهم  .
مراكش تجتذب الكثير من السياح بما في ذلك العديد من الزوار اليهود من مختلف بقاع العالم.  و يتوافدون لزيارة الأولياء المتواجدة أضرحتهم داخل وفي ضواحي  مراكش.و العظيم في المغرب هوالتنوع  السياحي الذي يجلب العديد من الزوار و هذا شيء مدهش ، وأينما تذهب في جميع مناطق البلاد، تجد عائلات يهودية محترمة من أباء وأمهات في الشمال أو الوسط من الدار البيضاء والرباط و مكناس أو مراكش  , وهناك العديد من المواقع اليهودية في مراكش يمكن للمرء زيارتها وهي مفتوحة للجمهور مثل  معبد “صلاة العزامة ” بالقرب من قصر السلطان في الملاح أو المقبرة اليهودية على سبيل المثال لا الحصر.
ع ز