الرئيسية » 24 ساعة » تقنية علمية جديدة لإستخلاص زيوت النباتات العطرية بمراكش

تقنية علمية جديدة لإستخلاص زيوت النباتات العطرية بمراكش

و م ع

وعيا منه بالدور الهام التي تضطلع به الطاقات المتجددة في تقليص انبعاثات الغازات وتحسين الامن الطاقي، عمل المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش لاول مرة بالمغرب على تطوير تكنولوجيا عن طريق استعمال الطاقة الشمسية لاستخلاص الزيوت الأساسية من النباتات الطبية والعطرية، التي تشكل بديلا ناجعا للمحروقات الاحفورية التقليدية.


جهة مراكش .. استخلاص الزيوت الاساسية من النباتات العطرية باستعمال الطاقة الشمسية، تكنولوجيا رائدة لفائدة البيئة
وفي إطار مشروع التعاون القائم بجهة مراكش-آسفي بين المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة وشركائه (الشركة الالمانية سامبلي سولار ومكتب الدراسات الالماني “كوم بوان أو” وجمعيتان غير حكوميتين مغربيتان “مركز تنمية جهة تانسيفت ووكالة التعاون الالماني)، وفي أفق احتضان مدينة مراكش خلال شهر نونبر المقبل قمة المناخ “كوب 22″، قام المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة بجهة مراكش-آسفي بتطوير آلية ممركزة “صحن مقعر شمسي(شيفلير ريفليكتور) لتقطير النباتات الطبية والعطرية باستعمال الطاقة الشمسية بغية استخلاص الزيوت الاساسية والسوائل العطرية.

ولقد تم تصور هذا النظام على شكل جهاز ثابت بعاكس ضوئي مساحته 10 متر مربع بصحن مقعر يتكون من مجموعة من المرايا ، يوفر بؤرة ثابتة بالعاكس الثاني طيلة أيام السنة، مجهز بنظام إلكتروني يتزود من خلال لوحة ضوئية لتتبع مسار الطاقة الشمسية يوميا، فضلا عن كونه مجهز بآليات ميكانيكية لتعديله حسب الفصول، في حين يتكون العاكس الثالي من قطع الالمينويم يعكس كليا الاشعة القادمة من العاكس الاساسي.

ولقد تم في هذا الإطار إجراء تجارب واختبارات الجدوى بواسطة هذا الاختراع لاستخلاص الزيوت الاساسية عن طريق تقطير الاعشاب الطبية والعطرية (خاصة الزعتر والخزامى) باستعمال الطاقة الشمسية بإحدى التعاونيات بجهة مراكش- آسفي تعمل في مجال استخلاص الزيوت الاساسية من الاعشاب الطبية والعطرية عن طريق استعمالها للطاقة التقليدية، حيث أبانت تجارب الجدوى عن جودة المنتوجات المستخلصة وتحسن ملحوظ في الانتاج مقارنة مع الوسائل التقليدية.

وتعتبر الاشعاعات الشمسية بالمغرب خلال فترة استخلاص الزيوت النباتية (ابتداء من شهر أبريل الى شهر شتنبر)، فترة ملائمة لاستعمال العاكس الشمسي، ولقد أسفرت هذه النتائج بتوقيع اتفاقية لاحتضان المشروع بين فريق الابحاث التابع للمركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة والمحتضن التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش من أجل احتضان مشروع إنتاج الحصون المقعرة الشمسية لاستعمالها في تقطير الأعشاب الطبية والعطرية.

ويحتل المغرب، البلد الأول بشمال إفريقيا والشرق في مجال النجاعة الطاقية وتطور الطاقات المتجددة، مكانة هامة في السوق الدولي بخصوص الاعشاب الطبية والعطرية بإنتاج وطني يتميز بغناه وتنوعه، موجه أساسا للتصدير.

وتتوفر المملكة المغربية، التي تحظى بمخزون هائل من الطاقة الشمسية، على أزيد من عشرين نوع من النباتات موجهة لإنتاج الزيوت الأساسية والسوائل العطرية، ومستحضرات التجميل والمكونات العطرية، في حين توفر هذه النباتات وكيفية تسويقها، التي يتم جنيها بصفة عشوائية، موردا ماليا محدودا لأغلبية الأسر بالمجال القروي.

وبهذا الخصوص، فإن صناعة أنظمة تعمل بالطاقة الشمسية لتحويل هذه النباتات الى زيوت أساسية ستساهم في تثمين هذه المنتجات المجالية وستوفر تشكيلة متنوعة من المنتجات ذات جودة عالية وذات قيمة مضافة لفائدة الوحدات التحويلية الصغيرة للاعشاب الطبية والعطرية لاستعمالها في أغراض طبية وصيدلانية وتجميلية.

يشار إلى أن المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الماء والطاقة، الذي أحدث سنة 2008، تتجلى مهمته الأساسية، في النهوض بالبحث العلمي والتنمية، وضمان نقل التكنولوجيا على نحو فعال، وخلق جسور التواصل بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العمومية والخاصة حول موضوعي الماء والطاقة، وتقديم المساعدة لأصحاب القرار والمؤسسات العمومية والشبه عمومية وتكوين باحثين يتمتعون بخبرة عالية.

وتتمحور أهم الأنشطة المنجزة من قبل المركز، بالأساس، حول البحث التطبيقي والدراسات والتحاليل واجراء تجارب وخبرات وتنظيم أيام دراسية ولقاءات وورشات، وكذا تأطير الطلبة المغاربة والأجانب في مجال الماء والطاقة. وتتركز محاور البحث الذي يقوم به المركز في مجالي الماء والطاقات المتجددة، بالخصوص، حول أداء الأنظمة الإيكولوجية والبيئية، وتأثير التلوث على الموارد المائية والصحة، وتأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية والتنوع البيولوجي، وتقنيات المعالجة والتدوير وتثمين المياه ذات الاستخدام المنزلي والصناعي، والطاقة الشمسية الحرارية والطاقة الشمسة الضوئية والنجاعة الطاقية في مجال البناء، والنجاعة الطاقية في المجالات الصناعية وتثمين النفايات.