الرئيسية » 24 ساعة » تقرير : 10سنوات مع بوطبسيل ..، إلى أين؟؟

تقرير : 10سنوات مع بوطبسيل ..، إلى أين؟؟

  عقد من الزمن عن تعيين السيدالرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل لعرايشي لحسن بوطبسيل مديرا مركزيا مكلفا بقناة الرياضية، يستوجب تسليط الضوء والوقوف على أوضاع الرياضية فيماهو خدماتي كونها قناة عمومية، وما هو تنظيمي كونها تنتمي لمؤسسة إعلامية كبيرة، وماهو مالي كونها ممولة من ميزانية الدولة والمال العام.

  • من الناحية الخدماتية و البرمجة:

            ليس خفيا على أي متتبع للشأن الرياضي الوطني داخل المغرب أو خارجه أن برمجة قناة الرياضية كانت  تعرف بث أكثر من 30 برنامجا شهريا بإنتاج داخلي ، وتوزيع معقوللساعات البث والمباشر بين كل الرياضات الوطنية بمختلف أنواعها لتتبوأ الرياضيةآنذاك مكانة كبيرة في قلوب جل المغاربة، وتصل لمراكز تنافس من خلالها قنوات كبيرة، رغم محدودية الإمكانيات البشرية والتقنية واللوجستيكية .

بعد وصول المدير المركزي إلى إدارة القناة،عرفت برمجة التلفزة الوطنية الموضوعاتية المسماة الرياضية تغييرا جذريا بدء ب”Football Mondial” ووصولا إلى “ligaEndesa“، مع تغييب جل الرياضات الوطنية وإقصاء كل البرامج الممثلة لها ،والإكتفاء ب”حصادالبطولة”.

وكما هو ظاهر لكل ذي عينين أن المكلف بالرياضيةومنذ تعيينه عمل بالتدريج على طمس هوية القناة وتغيير معالمها بحرمان عدة فئات من الجمهور المستهدف من الحيز الزمني المخصص له في برمجة البث، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر، متتبعي الرياضة النسوية ومحبي المسابقات والترفيه بعدم إنتاج أو بث أي برامج وطنية تعنى بهذه الفئات، الأمر الذي يتنافى والمادة 102 من دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة،وفي إطار احترام ميثاق الأخلاقيات بين الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة والمشاهد فالرياضية تعرف ذبذبة كبيرة في هذا المجال،كالإلتزام باحترام توقيت بث النشرة الإخبارية المفصلة الليلية.

هذا ولا يخفى على كل مغربي أن برمجة الرياضية في عهدهتمركزت بنسبة تفوق %75 للبث المباشر للبطولة الوطنية، الشيء الذي حصر متابعيالقناة في جمهور كرة القدم، فكان من مساوئ هذا تشنج العلاقة بين فئة من هذا الأخير والقناة حيث وصل الأمر إلى التشهير بالقناة والعاملين بها في مجموعة من الصفحات الفايسبوكية مماأصبح يشكل خطرا على السلامة الجسدية للأشخاص والقيمة المعنوية للقناة.

  • من الناحية الإدارية و التنظيمية:

انسحاب مدير البث والبرمجة أياما قليلة بعد تعيين المدير الجديدعلى رأس الرياضية منحهذا الأخير السيطرة على مهام البث والبرمجة دون الحاجة إلى ملئ المنصب بذي الإختصاص حتى اليوم، ثم قام بتعيين كاتبته الخاصة وأسند لها مهام المتعاون المكلف بالإنتاج الذي منع من تجديد عقده، مما خول لها التدرج للوصول لمهام و صلاحيات إدارة الإنتاج مستغلة في ذلك السلطة المفتوحة الممنوحة لها من طرف المدير ليصبح اسمها لا يفارق أي جينيريكحتى بعد تجاوزها للسن القانوني للتقاعد وتمديد خدمتها كمتعاونة،علما أن بوطبسيلسبق أن عبر عن رأيه في هذا الصدد بالإستغناء عن خدمات أشخاص كانت لهم نفس الوضعية من حيث السن و العقد.

وفي سعيه المتواصل طيلة هذا العقد من الزمن إلى تلميع صورته لدى الرئاسة من جهة، ومحاولة توهيم الجميع بنجاحاته الإدارية و التسييرية و التنظيمية من جهة أخرى، عمل على تصيد أخطاء العاملين ووضع الخطأ على شخص ما،لتظهر  بعض معالم العزلة والإستفزاز المتبادل بين صفوف العاملين وتخلق صراعات وتفرقة كبيرة سادت الأوساط، فيكون الجزاء الحرمان من المنح والمنع من مزاولة المهام بدون أي سند قانوني بالنسبة للمتعاقدين،أما المتعاونين فكانت جملته الشهيرة “سير ترتاح”بالتوقيف المؤقت أوالنهائيكافية، وتوزيع قبعات المسؤولية و مناصب وهمية داخل الرياضية باعتماد معايير خاصة به ، نستحيي أن نصفها بالزبونية والمحسوبية واتباعمبدإ تقديم الولاء،  ليخلق جدارا يدافع عنه عند زلاتهوأخطاءه.

وتبقى هذه الظاهرة الإدارية هي ثاني أبرز ما ميز هذا العقد بعد البرمجة، لتأخذ الثلاث سنوات الأخيرة فكرة تبني إنشاء قناة جديدة “الشبابية”، دون إبداء المدير المركزي لأية خطة استراتيجية واضحة ورؤية حكيمة رغم ما وفرته له إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من موارد بشرية جديدة لتحقيق هذا المشروع،وكالعادة تم وضع على رؤوس الجدد بعض من بروفايلات المقربين مع منحهم صلاحيات إدارية حقيقية دون احترام للمعايير والقوانين المعمول بها داخل المؤسسة.

ومع تصريح السيد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يومه الثلاثاء فاتح يونيو 2021خلال اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب بالقرار الخاص بوقف الإعادات التي تبث على قناةالرياضية صباحا وتخصيص حيز زمني للبرامج التي تهم رياضات الأحياء والمبادرات الرياضية الشبابية، وذلك تجسيدا لإعلام القرب،استفاق المكلف بقناة الرياضية، ليجد أن ثلاث سنوات مرت وليس له رصيد من المحتوى والإنتاجات للتجاوب مع هذا القرار،ومن هول الصدمة التجأ إلى تجنيد جل إمكانيات الرياضية التقنية والبشرية،التي طالما وصفها بشتى الصفات ،موجها إياها لتغطية هذا الحيز الزمني، لتجد هذه الأخيرة نفسها محرومة من العطل الصيفية ككل سنة وهذه المرة بذريعة البطولة الوطنية، مع العلم أن الفترة الأقل إنتاجية تلفزيا على المستوى العالمي هي فترة الصيف حيث المشاهد يجد متعته خارج البيت، وليتمكن من سد النواقص والثغرات، عمل على إلحاق المهام بعشوائية كبيرة، وتكليف البعض بالقيام بأكثر من مهنة بترغيب و ترهيب دون احترام للتخصصات وعلى حساب الصحة الجسدية والنفسية للعاملين في تعارض واضح معتوصيات السيد الرئيس المدير العام بخصوص توصيف المهن.

  • من الناحية المالية و اللوجيستيكية:

يرتبط  التدبير الجيد والسليم للشؤون المالية بمفهوم الحكامة التي تقوم على الشفافية والمساءلة وعلى حسن التنظيم، وبهذا الخصوص فإننقابتنا تسجلهذه المظاهر:

  • استغلال سيارات الخدمة لأغراض شخصية من طرف المحيطين بالمدير، ككاتبته التي أصبحت تضع يدها على أى سيارة من الأسطول.
  • خلق أسباب واهية لتبرير تواجد أحد المتعاونين الذي أصبح معروفا بالتقاطه صور وفيديوهات للعاملين وإيصالها للمدير سواء داخل مقر القناة أو خارجا بمهمة،دون معرفة الغاية من ذلك.
  • إعطاء أوامر بمهمات بتواريخ ذهاب دون التقيد بتاريخ العودة.
  • إدراج بعض الأسماء بأمر بمهمة و تقاضيها للتعويضات دون مغادرة مدينة الدار البيضاء.

أما الجانب اللوجستيكي، وبعد أن كان لقناة الرياضية استوديو خاص بها، فها نحن اليوم في انتظار اكتمال انجاز استوديو منذ أكثر من ثلاث سنوات، حتى بدأت تظهر تساؤلات حول عدم مقاضاة السبب في هذا التأخير إذا كان إنجازهتم عن طريق طلب عرض قانوني،وفي غياب تام لاحترام المشاهد يتم إلغاء البلاطوهات مقابل توفير ما يلزم لوجستيكيا لإبقاء العاملين ملتزمين بمكان عملهم،ناهيك عن تناوب 20 صحفي و صحفية على حاسوبين و طابعة يتيمة،  كما لا يعقل الإستهتار بتنظيم سيارات التنقل الليلي، ليكون يوم تواجد سيارات بدون جدوىو آخر عاملين في إزدحام.

ما دام المسير مطالب بتسيير ما يرأسه بشكل جيد و تقديم حصيلة إيجابية لعمله، وإنطلاقا من مبدإ أن المسؤولية تكليف وليست تشريف، فإننا كنقابة وطنية لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة منضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل نؤكد في هذا المقام على أن سوء التسيير لا يمكن إعفاء صاحبه من المسؤولية و أنه لا يوجد أي تبرير لهذا السلوك، وأنه غير مسموح بهدر وتبديد المال العام تحت أي مسمى وفي أية ظروف لأن هذا يؤثر سلبا على الوضعية المالية للمؤسسة كلها و بالتالي على العاملين بها.

تساؤلات:

  • إذا كان الصحفي السابق ب “2M”بدأ مشواره بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة كمدير مركزي مكلف بقناة الرياضية، ثم نصب نفسه مديرا للبث والبرمجة ثم رئيس تحرير،فتمكن بذلك من لفت الإنتباه، ليعين بعد ذلك مكلفا بحقوق البث والمسؤول عن إبرام الصفقات في هذا الإطار، فماذا قدم من جهته للشركة الوطنية الوطنية للإذاعة والتلفزة والعاملين بقناة الرياضية؟
  • لماذا يعمل المدير المركزي على منع كل من تقدم لإجراء مباراة داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أو طلب إنتقال لمديرية أخرى لتطوير كفاءاته ووضعيته، بينما يدعي حب الخير للجميع ويوزع المهام داخل القناة على من يخضع لميزاجيته بدون أي تكوين أو سابق معرفة بالمهمة؟
  • ما هي أسباب ودوافع هجرة البعض و بحث الكثير ممن بقي عن فرصة للرحيل من الرياضية إلى باقي المديريات او المغادرة كليا، دون وجود راغبين في الإلتحاق بها خلال هذا العقد من الزمن ؟
  • هل تمت رقمنة أرشيف الرياضية؟ وهل يا ترى لا زال الأرشيف يحتوي 15 سنة مما أنجزته أطقم الرياضية أم تم طمس التاريخ رفقة الهوية؟؟
  • ما سبب تنزيل حسن بوطبسيل لقرار الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة السيد فيصل لعرايشي بتخصيص حيز زمني صباحي للبرامج التي تهم رياضات الأحياء والمبادرات الرياضية الشبابية عن طريق تصوير وبث الملاعب الترابية دون المعشوشبة، علما أن جل أحياء المملكة حتى بعض القروية منها بها ملاعب معشوشبة؟ وهل هناك غاية أخرى من إصراره على تجسيد إعلام القرب بهذه الطريقة؟

وفي الختام، وبعد ما تم التطرق له من بعض ما عاشته الرياضية خلال هذا العقد من الزمن تفاديا للخوض في التفاصيل بهذا التقرير، وبالأخذ بعين الإعتبار الإعلان عن ولادة هولدينغ إعلامي تحت لواء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يضم كلا من “SOREAD 2M” و ” MIDI 1 TV “، فإن المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمستخدمي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزةسعيا منه للنهوض بقطاع السمعي البصري العمومي عن طريق المساهمة في تصحيح مسار قنواتنا العمومية ودون أية نية مبيتة قد يروج لها البعض،يؤكد أن ” قناة الرياضية تتوفر على كفاءات مهمة، لكنها للأسف فقدت الحماس وفقدت  «تلك الشعلة المقدسة» التي ظهرت بها قبل مجيء بوطبسيل، فإلى أين؟؟