الرئيسية » الأرشيف » بالتفاصيل : عصابة تنصب على حاج في أزيد من 5 ملايين وتترك له "ساعة الفروج" هدية تذكارية .

بالتفاصيل : عصابة تنصب على حاج في أزيد من 5 ملايين وتترك له "ساعة الفروج" هدية تذكارية .

الكاتب: 
أمين بلقادة -مراكش 24

نفذت عصابة محترفة من 3 أفراد يتحدثون بلهجة مدينة الدار البيضاء في الأسابيع القليلة الماضية عملية إحتيال مدروسة ومتقنة تمكنت من خلالها من سلب الحاج” ب.م” مالك مشاريع تجارية بحي كيليز والحي الصناعي قرابة 55 ألف درهم .
وحسب مقربين من الحاج المذكور – الذي لم يتقدم بشكاية في الموضوع – فإن عملية النصب بدأت حين تقدم شاب ثلاثيني أنيق قال إن إسمه ” أمين ” و يقدم نفسه كسليل لإحدى العائلات الفاسية ويتكلم اللغة الإيطالية بطلاقة إلى محل الحاج قصد الإستفسار  عن إمكانية العثور على ساعة منزلية من نوع “الفروج ” مبديا سخائه لتقديم  10 ملايين سنتيم  شريطة أن تحمل علامة 1947 بالإضافة لعلامة “MADE IN France ” .قبل أن يجيب الحاج أنه لا يتوفر عليها ولم يسمع بها مطلقا .
الحاج الذي تجاوز 66 سنة لم يكن ليدرك أن الطلب الذي وضعه الشاب كان بداية لعملية نصب محكمة ومتقنة , فبعد أن سمع أمين من لسان الحاج أنه لا يتوفر عليها بادر بإستفساره مرة أخرى عن محل يمكن أن يعثر فيه على هذه الساعة لأنه أخد تسبيقا من أسرة إنجليزية ضاربا لهم موعد 10 أكتوبر كتاريخ أقصى  لتسليمها .
حكاية الشاب الأنيق لم تنتهي هنا بل إسترسل في الحديث قائلا أنه حصل على رقم هاتف لشخص مغربي  يملك الساعة التي يبحث عنها غير أنه أضاع الرقمين الأخيرين ولم يستطع بالتالي الإتصال بالشخص المفترض على الرغم من أن هذا الشخص لم يطلب إلا 6 ملايين سنتيم مقابل الساعة النادرة والفريدة .
وقبل توديع الحاج ترك ” أمين” رقم هاتفه الشخصي الذي قال أنه يستعمله كلما تواجد في المغرب   وما على الحاج إلا الإتصال به في حال ما توفرت الساعة المبحوث عنها موضحا أنه سيغادر فندق “كولف بالاص” يوم 1 أكتوبر, وقبل المغادرة   سلم مبلغ 5000 درهم للحاج تشجيعا لبدل المجهودات اللازمة في إنتظار إكرامية وسخاء أكبر,  في حالة العثور على الساعة , قبل أن يطلب الحاج بشكل تلقائي  الرقم الهاتفي المنقوص من رقمين والخاص بالشخص المجهول مالك الساعة الفريدة .
بعد عودة الحاج لمنزله بدأت تدور في رأسه كمية غير محدودة من الإحتمالات قبل أن ينتبه ( بذكائه) البسيط  أن عائق رقمين منقوصين من الرقم الذي يتوفر عليه يمكن تجاوزه عبر ربط الإتصال ب99 رقما مختلفا للهاتف بدءا من الرقم 00 وإنتهاءا بالرقم 99 بالإضافة طبعا للأرقام الثمانية التي يتوفر عليها
العملية التقنية التي بدأها الحاج مستعينا بمذكرة ورقية صغيرة و هاتفه النقال بدءا من الرقم 00  كانت  تبدأ بكلمة السلام عليكم متبوعة بعبارة ” واش بغيتو تبيعوا ساعة الفروج الإجابات كانت تختلف بين “الرقم غلط ” أو قطع المكالمة .. لكن بعد  قرابة 60 دقيقة و ما إن وصل للرقم الهاتفي المنتهي ب64 حتى سمع كلمة ” ألو”  ليرد الحاج:
_ السلام عليكم
-وعليكم السلام
-واش أخويا أنتا اللي بغيتي تبيع واحد المكانة تالفروج 1947 MADE IN France
_ نعم . شكون اللي قالها ليك
_ واحد السيد صديقي …شحال تتطلب فيها
_ 8 مليون
-ولا واه قالوا ليا الناس تتطلب فيها غير 6 مليون وأنا ماغاديش نعطيك هذاك الثمن ..واش يمكن أنشوفها …. فينا مدينة كاين أنت ؟
– أنا في فاس و 8 مليون ما غاديش نتنازل عليها غير شري ولا خلي .
_ واش يمكن تجيبها لمراكش.
_ لا ما يمكنش ..اللهم إلا إكنتي غادي تخلص الترانسبور إلا ما شريتيش .
_ صافي متافقين … نزل لمراكش وإلا ما تفاهمناش نخلص ليك 700 درهم تاع الترانسبور.
_غدا نجي عندك .. واش نمرتك هاذي …ملي نوصل نعيط ليك .
وهو ما تم بالفعل ..ففي اليوم الموالي إتصل “الرجل المجهول ” بالحاج عند منتصف النهار مصحوبا بصديق قال أنه من الدار البيضاء المدينة التي ينحدرمنها هو أيضا,  لكنه يشتغل بمدينة فاس عند عائلة فرنسية ثرية .
ساعة الفروج التي عرضها الشخصين على الحاج مثل المواصفات التي طلبها أمين بالضبط , الحاج راح يساوم بشكل هادئ قبل أن يربط الإتصال بزبونه المفترض بشكل سري وبعيدا عن أعين البائعين , ليوضح له همسا حصوله على الساعة المطلوبة ليجيبه أمين فرحا : ..في اقل من ساعة سأكون متواجدا في متجرك.. الحمد لله…شكرا بزاف …
بعد إنتهاء المكالمة عاد الحاج ليعرض مبلغ 6 ملايين سنتيم متظاهرا أمام الشخصين أنه أخر عرض يمكن أن يتقدم به .

المكالمة الاخيرة دفعت الحاج للإحساس بإبرام صفقة مربحة وإمتلاك ساعة فريدة لن يطلب كثمن لها أقل من 12 مليون سنتيم . مبديا في نفس الوقت رغبته في الإنصراف لقضاء مارب شخصية حتى ينصرف الشخصين و لا يعرف أمين المبلغ الذي تم دفعه مقابل الساعة الفريدة
بعد مغادرة الشخصين للمحل مع 6 ملايين سنتيم نقدا ربط الحاج الإتصال مرة أخرى بالشاب أمين موضحا أن الثمن سيكون 12 مليون سنتيم وما على الشاب إلا حملها معه نقدا للحصول على الساعة الفريدة . وهو ما لم يبدي عنه الشاب أي رفض .
لكن بعد مضي أكثر من 120 دقيقة من الإنتظار بدأت الشكوك تسري في لب الحاج ليحاول ربط الإتصال مرة أخرى بالشاب ..
لكن المفاجأة هذه المرة ستنكشف بعد العبارة التي يرددها رقم أمين “الهاتف مشغول حاليا”  وتتمادى نفس المفاجأة عبر الإجابات المتكررة “الهاتف الذي تتصلون به غير مشغل أو خارج التغطية” ويكون الامر كذلك إلى غاية منتصف الليل ليخرج الحاج في سيارته نحو فندق “كولف بالاص ” ليسأل عن أمين لتجيبه عاملة الإستقبال أن ليس هناك أي شخص يحمل إسم أمين ينزل في الفندق .
نفس الإجابة هي ما كان الحاج يسمعه أيضا عند محاولة ربط الإتصال بالبائعين ليتضح أنه إشترى ساعة منزلية مصنوعة في الصين وأن علامة 1947 MADE IN France  تمت إضافتها للساعة عبر طرق تقليدية سهلة .