الرئيسية » 24 ساعة » المراكشيون يبتكرون طرقا جديدا لطهي الطنجية” في زمن كورونا

المراكشيون يبتكرون طرقا جديدا لطهي الطنجية” في زمن كورونا

عبد الحميد زويت- مراكش24

على رأس لائحة الطقوس الشعبية الأكثر شهرة في مدينة مراكش خلال شهر رمضان الفضيل تبقى وجبة ” الطنجية” بدون منازع إحدى أهم الوجبات الغدائية  المرتبطة في  أذهان ساكنة المدينة الحمراء بشهر الصيام

و خلال السنوات الماضية وقبل وباء كورونا  كان  الشخص المكلف بتسخين وتدفئة حمام الحي و  المعروف محليا ب” الفرناتشي” –يستقبل – يوميا عشرات “الطناجي ” و ذلك إبتداءا من صلاة العصر وحتى صلاة المغرب وفي بعض الأحيان حتى بعد صلاة العشاء

و تختلف مكونات هذه الوجبة الأسطورية  ما بين لحم العجل و لحم البقر ولحم رأس العجل و في مرات قليلة ونادرة لحم الدجاج .

وإن كانت هذه السنة وتحت الظروف الصحية الحرجة  جميع المكونات التي تدخل في إطار إعداد وجبة الطنجية متاحة ومتوفرة في جميع المحلات  منها الإناء الطيني و  اللحم و “الكمون” و “الحامض المصير” و “شعيرات الزعفران” وزيت الزيتون بالإضافة للسمن  إلا أن إقفال الحمامات الشعبية لدواعي إحترازية جعلت إعداد الطنجية مهمة معقدة و شبه مستحيلة في غياب مكون رئيسي من مكوناتها وهو الشخص المكلف بطهيها على نار متوسطة الدفء في المبنى تحت أرضي المرتبط بالحمام , يسهر على تحريكها برفق من حين لأخر حتى تستكمل جاهزيتها للأكل وفق المتعارف عليه

غياب هذا المكون زاد من تعقيد حياة عشاق العيش على الطريقة المراكشية حيث ظهرت طرق جديدة لإعداد هذه الوجبة أشهرها طهي ” وجبة الطنجية” في الإناء الطيني المخصص لهذا الغرض ولكن فوق “مجمر طيني” مزود بالفحم الخشبي  ومراقبتها طيلة 3 ساعات و تحريكها من حين لأخر . ومنها من يلجأ لطهيها فوق موقد الغاز وعلى نار هادئة  داخل أنية  الطبخ السريع “الكوكوت “.

وتذهب شريحة أخرى من عشاق الحياة والطبخ المراكشي خلال فترة الحجر الصحي إلى طهي وجبة الطنجية داخل أنيات حديدة عريضة , بعد أن يتم ملأها بالفحم الخشبي “الفاخر” والعمل على تحريكها من حين لأخر إلى حين جاهزيتها للأكل .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وتبقى هذه  الطرق المبتكرة وسيلة لمحاكاة الطنجية وطقوسها الحقيقية إذ تفتقد ساكنة مدينة مراكش للأجواء المصاحبة لإستقدام “الطنجية ” من الفرناتشي والتجول بها أمام الأحباب والأصحاب قبل دعوتهم للمنزل لتناولها رفقة كؤوس الشاي المنعنع و الذي تصاحبه دوما دردشات و قفشات فكاهية من وحي الدعابة المراكشية .