الرئيسية » 24 ساعة » «الطريق إلى داكار» وثائقي للجزيرةعن رحلة من أكادير إلى داكار يثير جدلاً ساخناً في موريتانيا

«الطريق إلى داكار» وثائقي للجزيرةعن رحلة من أكادير إلى داكار يثير جدلاً ساخناً في موريتانيا

لم يهدأ لحد يوم أمس جدل ساخن يثيره في موريتانيا هذه الأيام فيلم وثائقي بعنوان «الطريق إلى داكار»، أذاعته الجزيرة الوثائقية واعتبره الكثيرون محملاً بإساءات إلى موريتانيا.

ويعرض الفيلم الذي اضطرت الجزيرة الوثائقية لحذفه من اليوتيوب أمس بعد الزوبعة التي أثارها على صفحات التواصل، تفاصيل رحلة لسائقي شاحنتين مغربيين من مدينة أكادير المغربية إلى مدينة داكار السنغالية مروراً بموريتانيا.

وخلال حوارات السائقين وعبر لقطات للمناطق التي مر بها السائقان، أظهر الفيلم الفارق الكبير بين العمران في موريتانيا وجارتيها المغرب والسنغال، كما تطرق السائقان المغربيان في حواراتهما التي أخذت معظم وقت الفيلم، ما يلاقيه العابرون من المغرب إلى موريتانيا من صعوبات في الإجراءات، وما تستلزمه الإجراءات من دفع للرشاوى وطول في الوقت.

وكانت التعليقات على الفيلم مناسبة صبّ خلالها الخصوم السياسيون لقناة «الجزيرة» جام غضبهم عليها، ومن ضمن ذلك ما كتبه المدوّن حبيب الله أحمد حيث قال «تجلدهم «الجزيرة» تحت وفوق الحزام فيجلدون ذواتهم وكأن «الجزيرة» عليها أن تجهز عليهم، يمدونها بشتائم لم تخطر لها على بال، وأكثر من ذلك يخونون كل من نبه القناة إلى تجاوزها في حق موريتانيا». وأضاف الكاتب «إذن اسمعوها واضحة مني، وأنا عميل الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجاسوسها وطابورها الخامس وأفتخر، فوثائقي «الطريق إلى داكار» قبيح مهنيا والأسماء والأصوات التي وردت فيه تكفي لاكتشاف، أنه موجه ورسالته واضحة: موريتانيا ليست بلداً هي معبر ومكب للمخدرات وهي الأقل أمناً واستقراراً ونظاماً وقانوناً ولا تتوافر على عاصمة ولا على مقومات دولة».

«البرنامج، يضيف ولد أحمد، منحط شكلا ومضمونا مادته وقف حمارها عند عقبة التجني على موريتانيا احتقاراً واستصغاراً، فهو وثائقي أمني سياسي بامتياز يخدم أجندة قطرية في شبه المنطقة». وقال: «نعم، أخطأت الجزيرة لكنها مأمورة وموجهة من طرف حكومة قطر وليس لها من الأمر شيء وقمة النذالة أن يجلدك الآخرون فتعطيهم مع السياط جسدك العاري ليجلدوه معك، نعم حكومتنا نهبت، سرقت، ظلمت هي سر تخلفنا ولكن أن يستخدم ذلك يافطة لتبرير الإساءة إلينا بلدا وشعبا ومصالح فذلك ما سنرفضه ونواجهه بكل قوة».

لكن قناة «الجزيرة» لم تعدم في عجاج هذا الجدل من يدافع عنها، ويحمّل حكومة نواكشوط المسؤولية عن هذا الواقع الذي نقلته كاميرا الجزيرة بصور عرضية، فقد تساءل الإعلامي البارز الشيخ سيدي عبد الله في تعليق له على الفيلم «هل انتشار الرشوة على طول الطريق سواء بين المغرب وموريتانيا او بين موريتانيا والسنغال أو على طريق الأمل ( الألم) غير صحيح بل هو بهتان من قناة الجزيرة؟، وهل حالة المرافق وسوء الطريق إفكٌ من الجزيرة؟»؛ ثم أضاف «أعتقد أن إصلاح الخطأ وتصحيح الفشل أهم من الهجوم على وسيلة إعلام في القرن الـ 21 .. القرن الذي لا يستأذن فيه الإعلام أحدا، فلماذا نحمل الآخرين مسؤولية كشف حقيقتنا؟».

وعلّق الحقوقي البارز عبد الله بيان هو الآخر على الفيلم الوثائقي قائلاً: «طبيعة الفيلم وثائقية، يقصد منها إلقاء الضوء على معاناة سائقي الشاحنات المغاربة من أغادير إلى دكار، وبالتالي توثيق مصاعب الطريق مطلوب، ولا شك أن الجزء المتعلّق بموريتانيا من تلك المصاعب سيكون هو الأكبر، ولكن عدم ذكر أي شيء إيجابي عن هذا البلد، في ظل امتداح جيرانه الزائد لم يكن موفقاً ولا عادلا».

وقال «الأعمال الإعلامية التي تتضمن مقارنات بين بلدان المنطقة نفسها حسّاسة، وتتطلّب الكثير من التدقيق والمهنيّة، وخاصة إذا كان مُنتِجها أحد أبناء تلك البلدان، وقد كان على «الجزيرة الوثائقية» أن تدرك ذلك».

وتساءل الإعلامي البارز ولد سيديا عبد الله في معمعان هذا الجدل قائلاً: «هل الجزيرة هي المسؤولة عن عدم وجود طريق معبدة بين نواكشوط وروصو؟، كان عليها أن تكذب وتظهر طريقا سريعا جميلا تحفه الجسور وعليه محطات استراحات نظيفة وفنادق عصرية، كان على وثائقي الجزيرة أن يظهر رجال أمننا بمهنية عالية وهندام مرتب حتى لو كان حالهم غير ذلك؛ كان على الجزيرة أن تخترع مركزا حدوديا متطورا يوازي المركز المغربي في الكركرات؟، باختصار، هل كان على الجزيرة حتى لا تتهم بالانحياز ضدنا، أن تقلب الحقائق في منكبنا البرزخي المريض؛ مؤسف أن يكون هذا هو منطق بعض مثقفينا وأبواقنا».

أما الدكتور محمد الأمين ولد ألفاغ فقد علّق قائلاً: «صحيح أنني استأت كثيراً من حال البلاد والعباد لكنها لم تكن سوى الحقيقة المرة والتي هي مجرد نتاج لعقود من حكم الأنظمة العسكرية الفاشلة، أصلحوا طريق روصو والمعابر الحدودية وأقيموا بنية تحتية لائقة واقضوا على الزبونية والفساد، تتركون بذلك انطباعاً حسناً عن دولتكم لكل زائر وعابر». القدس العربي