الرئيسية » 24 ساعة » السياحة الفلاحية فرصة لاكتشاف الثروات الطبيعية بالمناطق القروية

السياحة الفلاحية فرصة لاكتشاف الثروات الطبيعية بالمناطق القروية

و م ع

هروبا من ضغوطات الحياة ولو للحظات قليلة ، يجد البعض ضالته في التوجه إلى ضيعة فلاحية وسط الطبيعة للترويح عن النفس ، خاصة في الوقت الذي تواجه فيه البشرية واحدة من أصعب الأزمات في تاريخها . إنها السياحة الفلاحية التي تتيح اكتشاف الثروات الطبيعية التي تزخر بها المناطق القروية، والتي يمكنها المساهمة في التخفيف من تداعيات الجائحة على السياحة الوطنية.

فإلى جانب ما توفره الطبيعة من هدوء وطمأنينة، فإن السياحة الفلاحية تشكل أيضا فرصة لترويج وتثمين المنتوجات المحلية لكل جهة، لاسيما الأنشطة الفلاحية، والمطاعم المحلية، والخدمات السياحية، والمنتجات الفلاحية المحلية، واكتشاف المهارات الحرفية. وقد تشمل أيضا إشراك العديد من الفاعلين في مختلف سلاسل القيمة الفلاحية والسياحية.

وفي هذا الاطار، أشار رئيس شبكة تنمية السياحة القروية، عبد الحكيم صبري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، إلى أن السياحة الفلاحية تتمتع بإمكانيات هائلة في المغرب، لكونها تتيح للسياح تقاسم الخبرات الفلاحية وفنون الطبخ الغنية في العالم القروي، فضلا عن المساهمة في تعزيز النشاط الاقتصادي للمنتجين الفلاحيين والحرفيين، وكذا لمهنيي السياحة القروية.

وأكد صبري أن السياحة الفلاحية، تعرف في الوقت الحالي طفرة مهمة بالنظر إلى أن السياح المغاربة أضحوا يتطلعون بشكل متزايد إلى البحث عن فضاءات جديدة للترويح عن النفس ، واتباع نظام غذائي صحي وتناول أطعمة تعتمد على منتجات فلاحية مميزة ، مضيفا أن الأمر يتعلق أيضا بنوع من السياحة التي تحترم التوازن البيئي والحياة البرية والنباتية.

وأوضح أن هذا النوع من السياحة لم يتم تطويره بالشكل الكافي في المغرب، بالمقارنة مع بلدان أخرى، ومع ذلك هناك “مبادرات وإن كانت محتشمة ” في بعض الجهات، حيث توفر بعض المنتجعات، ودور الضيافة خدمات مرتبطة بالسياحة الفلاحية.

وعبر صبري عن أسفه، لكون القطاعات السياحية والفلاحية تأثرت بشكل كبير بتداعيات الأزمة الصحية الحالية ، خاصة في الوسط القروي، حيث قدرة الفاعلين على الصمود هي موضع شك.

وأشار رئيس شبكة تنمية السياحة القروية، الذي يرى أن السياحة الفلاحية تمثل رافعة لتحقيق تنمية السياحة القروية، إلى أن الصعوبات التي تواجه هذا النوع من السياحة كثيرة ومتنوعة ، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية زيادة الوعي بهذا الموضوع وتعبئة جميع الفاعلين المعنيين .

من جانبه، سجل المكون في الفلاحة الإيكولوجية والسياحة البيئية القروية، صلاح الدين العزوزي، أن السياحة الفلاحية مدعوة للتصدي للأزمة التي يعاني منها القطاع، وذلك من خلال الحفاظ على الثروات الطبيعية من جهة، وتحسين العرض السياحي الحالي، وخاصة المنتجعات القروية ومزارع الضيافة والمخيمات القروية .

ودعا في السياق ذاته، الى مواصلة دعم البنية التحتية السياحية في العالم القروي، وضيعات الاستقبال من خلال مشاريع داعمة، وبلورة المبادرات ذات الصلة بالسياحة الفلاحية وكذا النهوض بالمؤسسات السياحية الفلاحية .

ولاحظ العزوزي، وهو أيض ا مؤسس ل”كرين بلوطة و المنتجات المحلية” “Green Bellouta & terroirs” ، وهو مركز إيكولوجي للاستقبال يقترح أنشطة مرتبطة بالفلاحة بما في ذلك جني منتجات الضيعة والطبخ باستعمال هذه المنتجات ، أن هناك “ضعفا في الترويج للوجهات القروية في المغرب”، خاصة من قبل وكالات الاسفار.

وشدد بالمناسبة على أهمية تطوير السياحة الفلاحية بالمغرب، لكونها تساهم في تحسين مداخيل المنتجين الصغار والفلاحين والتعاونيات والحرفيين، مؤكدا على أن تضافر جهود جميع الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين سيساهم لا محالة في إنعاش وتحسين صورة المناطق القروية.