الداخلة تستعد لاستضافة منتدى إفريقي للوجيستيات
في ظل إعادة النظر الأفريقية في نماذج النمو وطرق التجارة وسلاسل التوريد، تبرز مدينة الداخلة – وادي الذهب كمركز استراتيجي. ففي أكتوبر 2025، ستستضيف المدينة منتدى “الداخلة – أفريقيا – اللوجستيات”، وهو قمة قارية فريدة تجمع وزراء وخبراء ومستثمرين لمناقشة أهم قضايا البنية التحتية والترابط والتكامل الاقتصادي.
وتشمل المواضيع الرئيسية دور المغرب في الترابط الأفريقي، ووصول الدول غير الساحلية إلى المحيط الأطلسي، والفرص المتعلقة بمشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا.
ويهدف هذا الحدث الدولي، الذي أطلقته غرفة التجارة والصناعة والخدمات للداخلة – وادي الذهب، إلى جمع صناع القرار السياسيين والمانحين والخبراء الفنيين والفاعلين الاقتصاديين لمناقشة القضايا اللوجستية الرئيسية في القارة ودور المغرب في الربط الأفريقي.
ووفقا للجنة التنسيق للصناعات اللوجستية، يهدف المنتدى إلى مناقشة مختلف الجوانب التقنية والمالية لقطاع اللوجستيات في المغرب، وخاصةً في منطقة الداخلة – وادي الذهب، بالتعاون مع الدول الأفريقية، وخاصةً دول منطقة الساحل (موريتانيا، السنغال، مالي، بوركينا فاسو، النيجر، نيجيريا، وغيرها). وسيوفر هذا الحدث منبرا لمناقشة قضايا جوهرية تتعلق بتخطيط وتمويل المنصات اللوجستية، والخبرة الجيوتقنية، والهياكل الهندسية، والحفاظ على التراث اللوجستي. كما سيتيح فرصة لمناقشة دور وأهمية اللوجستيات في نموذج التنمية الاقتصادية والاجتماعية الجديد في المغرب.
و يهدف هذا المنتدى إلى شيئين اثنين: من جهة، تعزيز الفرص اللوجستية لمنطقة الداخلة – وادي الذهب كمنصة استراتيجية مستقبلية للتجارة البينية الأفريقية، ومن جهة أخرى، مناقشة التحديات التقنية والمالية والمؤسسية التي تواجه الربط الأفريقي، في سياق التكامل الإقليمي المتنامي. ويحتل المغرب، بموقعه الجغرافي وطموحاته كمركز لوجستي أفريقي، مركز الصدارة في هذه المناقشات.
على مدار يومين، ستُنظم المناقشات حول مؤتمر عام، ومناقشات مائدة مستديرة، وورش عمل فنية. وسيركز المؤتمر الافتتاحي على “دور المغرب في الربط اللوجستي الأفريقي”، وسيجمع كبار المسؤولين والخبراء وقادة المشاريع.
و ستتناول مناقشات المائدة المستديرة مواضيع مهمة مثل “الممرات اللوجستية والوصول إلى المحيط الأطلسي للدول غير الساحلية”، والآثار اللوجستية لمشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا، والابتكار والرقمنة في هذا القطاع، وأولويات التكامل اللوجستي الإقليمي.
و ستركز ورش العمل الفنية على آليات تمويل البنية التحتية اللوجستية، وتطوير الموانئ والخدمات البحرية، والتدريب المهني في مجال اللوجستيات، وخصوصيات التجارة الإلكترونية. وستتخلل هذه الجلسات العملية لقاءات عمل بين الشركات (B2B) ومساحات للتواصل مخصصة لتبادل الخبرات بين الشركات والمؤسسات والمستثمرين.
و من المتوقع أن يستقطب المنتدى حوالي 300 مشارك، من بينهم عدد من الوزراء الأفارقة المسؤولين عن النقل والخدمات اللوجستية، وممثلون عن المنظمات الإقليمية، والجهات المانحة، ورواد الأعمال العاملين في سلاسل التوريد. كما سيعرض العارضون حلولهم التكنولوجية ومشاريعهم الهيكلية في مساحة مخصصة.
و سيمتد البرنامج على يومين مكثفين. سيُخصص اليوم الأول للافتتاح الرسمي، والمؤتمر العام، والعديد من الجلسات المواضيعية، تليها اجتماعات بين الشركات والتواصل القطاعي. أما اليوم الثاني، فسيتواصل مع الموائد المستديرة وورش العمل الختامية.
ويتضمن جدول الأعمال أيضا جولة في البنية التحتية اللوجستية الإقليمية، بما في ذلك ميناء الداخلة الأطلسي والمناطق الصناعية النامية، مع عرض للاستثمارات المستقبلية وفرص الشراكة، على أن يختتم الحدث بتلخيص للتوصيات المنبثقة عن المناقشات.
من خلال هذا المنتدى، ترسخ جهة الداخلة – وادي الذهب مكانتها كوجهة جاذبة للدبلوماسية الاقتصادية الأفريقية. ويتماشى هذا الحدث مع الطموحات الاستراتيجية للمملكة في مجال التكامل الإقليمي، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز مكانة أقاليمها الجنوبية كمركز استراتيجي للنمو والتنمية في أفريقيا.
مراكش 24 | جريدة إلكترونية مغربية مستقلة











