الرئيسية » الأرشيف » الحلقة الثانية من كان يا مكان : جحا في وزارة العدل

الحلقة الثانية من كان يا مكان : جحا في وزارة العدل

الكاتب: 
سامي صبير مراكش 24

عندما تلقى “جحا” خبر حصوله على حقيبة وزارية لم يستطع تصديق الأمر، وظن أنها مجرد كذبة ابريل ساذجة، لكن نتائج “الفتيخابات” لا يعلن عنها في شهر ابريل. فلا يمكن أن تكون كذبة، وهكذا صدق “جحا” أن الأمر حقيقة وأنه أضحى يتحمل مسؤولية حرية شعب بأكمله، ومصير أجيال صاعدة، بالإضافة إلى أطنان من وعود الكرامة والعدالة الاجتماعية التي خطب بها في حملاته الانتخابية.
ومن شدة تصديقه للفكرة قرر قيام الليل بطوله يعد جدول أعمال المسؤولية الجديدة، لأن الأمر لا يتعلق “بلعب الدراري” بل بالحياة المعيشية لشعبه المقهور. وبدأ قائمته من المشاريع.
فكر بأن أول شيء يمكنه القيام به هو كتابة خطاب طوييييل يشكر فيه كل المقربين، ومن “ثيقه” وصوت عليه. ثم يمكنه تغير “حمارته” العرجاء ببغل سمين يليق بالمنصب الجديد، فلا يمكن لوزير أن يتجول في شوارع المدينة “بحمارة” عرجاء، يمكن أن تعثر به في إحدى حفر شبه الطريق المار بالقرب من الوزارة. لذا فمن الضروري التفكير في بغل سمين يليق بمقام وزير.
وبعد حل مسألة “الحمارة” لا بد من تسجيل نقطة تتعلق بالبروتوكولات، كتموين الحفلات وحلق اللحية وغيرها من الأشياء السخيفة.
وكان “جحا” قد سبق وغير فتيلة المصباح حتى لا يضيع وقته بتغير الفتيلة في منتصف إعداد القائمة، وهكذا يكون قد تفرغ للمسؤولية الملقاة على عاتقه، ثم قرأ صفحتين أو ثلاث من كتاب قديم لأحد الشيوخ، وبعدها جلس أمام المصباح وأخرج ورقة لتسجيل نقط برنامجه، لكن بعد قضاء أربع ساعات أضحت المسألة تبدوا أكثر تعقيدا مما كان يتصور.
ظن في البداية أن المسألة ستقتصر على جلسة ليلة واحدة، ثم يذهب للنوم في سعادة وهو يردد “عدلت فنمت يا جحا”، لكن يبدوا أنه يحتاج أكثر من ذلك.
وهكذا قرر الاكتفاء لليلته الأولى في الوزارة بنقطة البروتوكولات والبغل، ولعله تنازل على فكرة كتابة خطاب الشكر بسبب ضيق الوقت.
آه الجوع. وما أبشع الإحساس بتقطع “مصارنك” من الجوع،
إن ما يميز القصص الخيالية هو أنا تضل دائما “خزعبلات” لا يمكن لها أن تهدد أحد عاقل، لكن الخطير هو عندما تكون القصص تحكي عن شخصيات حقيقية ويلعب فيها الشرير دور البطولة، فحينها يصير الأمر يهدد حياة وحرية شعب القصة بأكمله، ولكم واسع النظر.

سامي صبير