الرئيسية » الأرشيف » التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية يجمع مسؤولين دوليين وأفارقة بمراكش

التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية يجمع مسؤولين دوليين وأفارقة بمراكش

الكاتب: 
و م ع مراكش 24

أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيد عبد القادرة اعمارة يوم الإثنين بمراكش التزام المغرب بمواصلة العمل بحيوية داخل اللجنة التقنية للاتفاق الإقليمي الإفريقي من أجل التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية حتى تحقق مختلف أهدافها.

وأبرز السيد اعمارة في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الاجتماع السنوي ال26 للجنة التقنية للاتفاق الإقليمي الإفريقي من أجل التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية أن المؤسسات المغربية وخاصة مراكز التميز المتخصصة في العلاج بالأشعة والفيزياء الطبية والتغذية البشرية وتدبير الموارد المائية والاستخدامات الصناعية والأمن والسلامة النووية والإشعاعية تتسم بالحيوية في إطار إعداد وانجاز مختلف المشاريع الاقليمية من اللجنة التقنية للاتفاق الإقليمي الافريقي من أجل التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية.

وأضاف أن المؤسسات الوطنية تعمل على تطوير وتعزيز علاقات التعاون مع كافة الهيئات الإفريقية من أجل تبادل التجارب واستقبال وتأطير المهنيين وكذا بعثات الخبراء.

من جهة أخرى أشاد السيد اعمارة بمبادرة اللجنة بالنهوض وتشجيع التعاون التقني بين البلدان النامية بإفريقيا من خلال إبرام شراكات ثلاثية الأطراف بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذا المساهمة في التقليص من الفجوة بين الدول الأعضاء باللجنة فيما يتعلق بقدراتها الوطنية في هذا المجال.

وقال الوزير في هذا السياق “ننوه بمختلف الأنشطة والمنجزات المحققة في إطار برنامج اللجنة التقنية للاتفاق الجهوي الإفريقي للتعاون في العلوم والتكنولوجيات النووية الرامي إلى تعزيز وتوسيع مساهمة العلوم والتكنولوجيا النووية في تطوير مختلف القطاعات السوسيو اقتصادية على مستوى القارة الإفريقية”.

وأشار إلى أن برنامج اللجنة يساهم بشكل فعال في قطاعات الصحة البشرية والتغذية والزراعة وتدبير الموارد المائية والبيئة والتنمية المستدامة والاستخدامات الصناعية وتدبير النفايات الإشعاعية.

وسجل  في هذا الصدد أن العدد المتنامي للمراكز الإقليمية المحدثة بإفريقيا والذي يقارب الثلاثين مركزا يعكس بجلاء الخبرة المتميزة للمؤسسات الإفريقية في مختلف المواضيع ذات الصلة بالاستخدام السلمي للطاقة النووية كما تجسد بالملموس أن القارة السمراء تسير في الطريق الصحيح من أجل امتلاك  وعلى نحو مستدام  العلوم والتكنولوجيا النووية من أجل استخدامها لغايات ذات طابع سلمي في إطار شراكة قوية بين الدول الأعضاء.

من جهته أبرز المدير العام للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية السيد خالد المديوري الأهمية التي يكتسيها هذا الاجتماع والذي يعد الثاني من نوعه الذي يحتضنه المغرب بعد الأول الذي عقد بالمحمدية سنة 1995  وذلك بالنظر للاستخدام الواسع للعلوم والتكنولوجيات النووية في قطاعات سوسيو اقتصادية مهمة.

كما أكد على الإرادة القوية للمملكة من خلال المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية في المساهمة في الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتطوير العلوم والتقنيات المرتبطة بهذا المجال للنهوض بالعديد من القطاعات الحيوية بالقارة الإفريقية.

من جهتها نوهت رئيسة اللجنة التقنية للاتفاق الإقليمي الإفريقي من أجل التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية السيدة كانونو بالتدابير والإجراءات المتخذة من قبل المملكة من أجل إنجاح هذا الاجتماع وكذا بالدعم المتواصل الذي تقدمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لهذه اللجنة منذ إحداثها.

وأبرزت أن هذا الاجتماع السنوي يشكل مناسبة لاستعراض أنشطة وبرامج اللجنة التقنية ومدى تفعيلها وكذا تقييم المنجزات وتحديد الإكراهات والتفكير في مسألة البحث العلمي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وبحث السبل الكفيلة برفع العديد من التحديات التي تواجه البلدان النامية في هذا المجال مشددة في هذا السياق على ضرورة بذل جهود كبيرة للرقي بمستوى توظيف العلوم والتكنولوجيا في سبيل الرقي بالقارة السمراء.

من جانبه قال المدير العام المساعد للوكالة الدولية للطاقة الذرية السيد دازو يانغ إن الاجتماع السنوي للجنة التقنية للاتفاق الإقليمي الإفريقي من أجل التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية والتي تتبنى سياسة ترتكز على برامج متكاملة وقائمة الذات يشكل مناسبة لاستعراض المنجزات وتحديد التحديات والمعيقات من أجل مواجهتها في سبيل المساهمة الفعالة في تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية بالمنطقة.

وأبرز أن من بين التحديات الكبرى التي تواجه اللجنة مشكل التمويل ذلك أن شقا واسعا من البرامج المسطرة من قبل اللجنة يعاني من قلة التمويل مما يشكل حجرة عثرة في وجه تحقيق اللجنة لسياستها الاستراتيجية داعيا في هذا السياق الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها المالية اتجاه اللجنة.

من جهة أخرى أشار السيد دازو يانغ إلى الدور المتميز للمغرب على المستوى القاري في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية مبرزا أن المغرب الذي استفاد من خبرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدم للدول الإفريقية مساعدة مهمة في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية في إطار التعاون جنوب- جنوب كما يعد شريكا مهما للوكالة ولإفريقيا.

ويناقش المشاركون في هذا الاجتماع المنظم من قبل المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مدى خمسة أيام مشاريع قرارات قصد إحالتها على اجتماع ممثلي الدول الأعضاء في اللجنة والذي سيعقد على هامش المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية شهر شتنبر المقبل.

كما يتضمن جدول أعمال الاجتماع تقديم حصيلة منجزات برنامج اللجنة التقنية للاتفاق الإقليمي الإفريقي من أجل التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية برسم 2014/2015 وآفاق مخطط العمل برسم 2016/2017 الذي يشمل برامج تطبيقات التقنيات النووية في مجالات الصحة البشرية والتغذية والزراعة والماء والطاقة والصناعة والسلامة الإشعاعية والأمن النووي والتعليم والتكوين.
(ومع 20/07/2015)