الرئيسية » 24 ساعة » إيخ منو وعيني فيه

إيخ منو وعيني فيه

nb-300x256

كمال اشكيكة

بعد أزيد من أربعين يوما على تعيين الملك لعبد الإله بنكيران كرئيس للحكومة، وبعد الكثير من القيل والقال، والسيناريوهات المحتملة التي تداولها المهتمون بالشأن السياسي بالبلاد، والنقاشات المستفيضة حول ما سمي بعملية “البلوكاج” و مؤامرة 8 أكتوبر الساعية “للانقلاب الناعم” على الصناديق، حسب ما صرح به بنكيران وحلفاؤه المحتملون. والحلول الدستورية التي أفتاها علينا فقهاء الدستور… أتت زيارة الوزير السابق لحقوق الإنسان، ورئيس الحزب المغربي الليبرالي، محمد زيان. الذي همس في أذن رئيس الحكومة المعين، بالفصل 104 من الدستور الذي يرهبه خصومه، ويتيح له إمكانية طلب حل البرلمان من طرف الملك، والعودة إلى انتخابات سابقة لأوانها.

مباشرة بعد هذا الإقتراح، الذي سيقود إلى إعادة الانتخابات البرلمانية، مما سيعطي لحزب العدالة والتنمية زيادة مهمة في عدد المقاعد، قد تصل إلى 30 مقعدا، بإجماع خبراء السياسة. وهو الحل الذي يرتعب منه عدد من الأحزاب المنافسة للعدالة والتنمية. مباشرة بعد ذلك، بدأ بصيص الانفراج يطل على بنكيران، الذي يضمن إضافة إلى مقاعد حزبه، مقاعد كل من حزبي التقدم والاشتراكية، الحليف القديم، والإستقلال، عدو الأمس، صديق اليوم. حيث بدأت بعض الصحف تنشر أخبارا تستند فيها إلى مصادر من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومن الحركة الشعبية. هذين الحزبين الذين ربطا في السابق مستقبل تحالفهما مع بنكيران، بقرار حزب التجمع الوطني للأحرار، والذي ربط بدوره دخوله للحكومة بخروج حزب الإستقلال… إلا أن هذين الحزبين، بدأت مواقفهما تتجه نحو الطلاق الخلعي لما يجمعهما بأخنوش. ربما لمعرفتهما المسبقة بالخسارة التي ستلحقهما في حالة العودة لإنتخابات سابقة لأوانها.

زيارة لشكر الأخيرة لبنكيران، والبلاغ الذي خرج به الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، يمكن التقاطهما على أنهما رسالة للشارع، وللمتابعين للشأن السياسي، على أن الأزمة السياسية ببلادنا في طريقها للانفراج. وعلى أن الحكومة ستشكل بعيدا عن ما سبق من تأويلات وسيناريوهات وقراءات دستورية. كما أن الأحزاب السياسية المكلفة بمهمة إسقاط حزب المصباح، ستتم لعب دورها في عملية العرقلة سواء من داخل التحالف أو من خارجه. وما قبولها لدخول الحكومة إلا خوفا من سقوط ما تبقى من أوراق التوت عن عورتها في حالة الذهاب لانتخابات ثانية، وكأن لسان حالها يخاطب بنكيران بالمثل الدارج، القائل: “إيخ منو او عيني فيه”.