الرئيسية » الأرشيف » إنفراد : منظمة اليونسكو تغير ورقتها التقنية عن جامع الفنا .وتتنبأ بضياع إشعاعها الثقافي بسبب المضاربات العقارية

إنفراد : منظمة اليونسكو تغير ورقتها التقنية عن جامع الفنا .وتتنبأ بضياع إشعاعها الثقافي بسبب المضاربات العقارية

الكاتب: 
أمين بلقادة _مراكش 24

بشكل مفاجئ وغير مسبوق غيرت منظمة اليونسكو عبر موقعها الإلكتروني صياغة ورقتها التقنية والتقديمية لساحة جامع الفنا ليصبح وصف ساحة جامع الفنا أقل من حيث عدد الكلمات وفضفاضا من حيث  التعبير و جاء على الموقع الخاص للمنظمة الدولية أن جامع الفنا لم تسجل رسميا على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية إلا في سنة 2008 وليس في سنة 2001 كما كان مسجلا من قبل على الموقع الرسمي للمنظمة .
وحمل  الوصف الجديد أيضا تعبيرا جديد ا يتلخص في كون ساحة جامع الفنا تمثل أحد أبرز المجالات الثقافية في مدينة مراكش فقط وليس بالعالم العربي مثلما كان مدونا في الوصف السابق
و  بالإضافة لذلك أشارت الورقة التقديمية الجديدة إلى أن  الأنشطة المختلفة بالساحة بما فيها تقديم الأطباق والوجبات  تدوم  طوال فترة اليوم بأكمله عكس الوصف السابق الذي كان يحدد الأنشطة في المساء فقط .
غير أن أهم ما جاء في الوصف الجديد يبقى هو كلمة الختام والتي نبهت إلى أن على الرغم من أن ساحة جامع الفناء تحظى بشعبيّة كبيرة، إلاّ أنّ هذه الممارسات الثقافيّة قد تعاني من التلاقح الثقافي الناجم عن انتشار السياح الأجانب , كما نبه التقرير الجديد إلى أن المضاربة العقاريّة وتطوّر البنية التحتيّة للطرق يُشكّلان مصدر تهديد للمجال الثقافيّ نفسه
وهذا هو التقرير الجديد عن ساحة جامع الفنا كما جاء في الموقع الرسمي للمنظمة: 

تشكّل ساحة جامع الفناء أحد أبرز المجالات الثقافيّة في مراكش وقد استحالت أحد رموز المدينة منذ تأسيسها في القرن الحادي عشر. وهي تمثّل تجمّعاً فريداً من نوعه لتقاليد الشعب المغربي الثقافيّة التي تؤدى من خلال التعابير الموسيقيّة والدينيّة والفنيّة.
وتقع هذه الساحة المثلثة عند مدخل المدينة تحوطها المقاهي والمتاجر والمباني العامة وتنشط فيها الأعمال التجاريّة اليوميّة ومختلف أشكال الترفيه. وهي نقطة تلاقي السكان المحليين والشعوب من أصقاع أخرى. وطوال فترة اليوم وفي خلال الليل، تُقدّم مجموعة خدمات مثل العناية بالأسنان والطب التقليدي وقراءة الطالع والعظة والوشم بالحنّة ونقل الماء ومتاجر بيع الفاكهة والأطباق التقليديّة. كما يُمكن التنعّم بعروض يؤديها الرواة والشعراء وسحرة الأفاعي وموسيقى البربر (مازيغن) وراقصو غنوة Gnaoua وعازفو الحاجوج hajouj. ويُمكن شعراء الملاحم تجديد التعابير الشفهيّة سيّما وأنّهم يتنقلون عبر أراضي البربر. وهم يستمرون في جمع الخطب والتعابير لتعليم الجمهور والترفيه عنه وسحر ألبابه. وعبر تكييف فنّهم مع السياق المعاصر، هم يرتجلون اليوم انطلاقاً من مخطط نصّ قديم بحيث يُصبح عرضهم بمتناول الجمع الأكبر.
وساحة جامع الفناء هي مساحة تبادل ثقافي ولقد حظيت بالحماية كجزءٍ من تراث المغرب الفنّي منذ العام 1922. ولكنّ التحضّر ولا سيّما المضاربة العقاريّة وتطوّر البنية التحتيّة للطرق يُشكّلان مصدر تهديد للمجال الثقافيّ نفسه. وفي حين تحظى ساحة جامع الفناء بشعبيّة كبيرة، إلاّ أنّ الممارسات الثقافيّة قد تعاني من التلاقح الثقافي الناجم عن انتشار السياح