الرئيسية » 24 ساعة » إسماعيل سنداب .. بطل عالمي سطر قصّته بين مسقط ومراكش

إسماعيل سنداب .. بطل عالمي سطر قصّته بين مسقط ومراكش

 

لملم إسماعيل سنداب تتويجات كثيرة في مسابقات وطنية ودولية خاصة ببناء الأجسام، مثلما تميز في منافسات مماثلة لفنون الحرب المختلطة، باصما على ذلك قبل فورة التواصل الحالية بشكل حرمه النجومية.

المغربي عينه، المتصلة بدايته بنادي KACM في “عاصمة المرابطين”، استوفى عِقدا ونصف العِقد من العيش في سلطنة عُمان، وافدا على هذا الحيز الجغرافي من تجربة هجرة مرت فترتها الأولى من مراس رياضي بالأردن.

نشأة مراكشية

بين أزقة مدينة مراكش العتيقة وُلد إسماعيل سنداب، المشتهر بكنية “المرابط” في عاصمة النخيل، وبالزاوية العباسية اشتدّ عوده قبل أن تنتقل أسرته نحو الحي المحمدي الداوديات في “مدينة البهجة” ذاتها.

خبر إسماعيل نادي “الكوكب المراكشي” كممارس لصنفين رياضيين في وقت واحد، ويتعلق الأمر بالإقبال على بناء الأجسام إلى جوار التدرج بين مستويات فنون القتال المختلطة.

ويقول سنداب: “ولدت في أسرة رياضية جعلني أفرادها مائلا إلى هذا المجال، أبرزهم خالي الذي كان قدوتي خلال الطفولة، إذ تشجعت لبذل ما في وسعي وأنا أراه بطلا للمغرب وإفريقيا في بناء الأجسام”.

خبرة دولية

راكم إسماعيل رصيد تفوقه الرياضي بالإقبال على مسابقات محلية وجهوية ووطنية، ثم انفتح على المستوى الدولي بدخول منافسات عديدة، وكان العطاء في بناء الجسم أبرزها خلال هذه المرحلة.

ويقول سنداب: “حاولت بناء نفسي بالإقبال على التداريب بجدّ، جامعا أداء بدنيا كرياضيّ ومراكما تداريب نظرية تمهيدا لمساري كمدرّب، ولذلك حرصت على التنقل بين المملكة وخارجها بحثا عن خبرة دولية”.

شارك البطل المغربي بشكل متميز في بطولة لكمال الأجسام احتضنتها العاصمة اللبنانية بيروت، مطلع تسعينيات القرن الماضي؛ وهو ما جعله ينال عرض عمل كإطار تدريبيّ في العاصمة الأردنية، وحوله إلى مهاجر حين قبل بخوض التجربة.

مرحلة التأطير

عمل “ابن مراكش” مديرا لنادي الحجاوي المعروف في عمّان بالمملكة الأردنية الهاشمية، وتنتمي إليه ثلة من أبطال كمال الأجسام وفنون الحرب المختلطة على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

حرص البطل المغربي على استكمال مشواره التكويني بالإقبال على الدراسة الجامعية، مع الإقبال على ضبط اللغة الإنجليزية، راميا من خلال ذلك إلى تحسين مستواه الشخصي والوظيفي لبلوغ مراتب أعلى.

خاض سنداب تجربة أخرى في التأطير الرياضي بنادي عمّان، وبعد سنوات من البذل والعطاء استعان به المنتخب الأردني لرياضة بناء الأجسام كخبير مستشار وسط طاقمه التقني.

سلطنة عُمان

توصل “المُرابط” بمقترح عُماني للاشتغال في مسقط حين وجوده ضمن فعاليات بطولة أوروبا المفتوحة لـBody Building، فقرّر الإقبال على الانتقال من الأردن إلى السلطنة بغرض الانفتاح على طور جديد من الأداء المهني.

أدار إسماعيل، بحلول السنة الثالثة من العشرية الأولى لهذه الألفية، نادي المستقبل لكمال الأجسام قبل الالتحاق بجهاز الإشراف على المنتخب الوطني العُماني، مجاورا نخبة السلطنة خلال مشاركاتها الدولية في هذه الرياضة.

“التحقت بالمنتخب العُماني لبناء الجسم كمدرب، وحققت معه إنجازات بينها تتويج ببطولة العرب. بينما تكريمي على عملي من لدن مسؤولي السلطنة يفوق ما حظيت به سابقا”، يؤكد سنداب.

تداريب الأطلس

يتوفر المنتمي إلى صفوف “مغاربة العالم” على قاعة رياضية أنشأها في قلب العاصمة العُمانية، مانحا إياها اسم “أطلس مراكش فيتنيس جيم”، ومعليا من سمعتها كي تغدو قبلة لمنخرطين متميزين، من الجنسين ومن مختلف الشرائح العمرية.

ويقول الإطار المغربي ذاته: “نعكف على تكوين المدربين في هذه الصالة، كما نتعامل من خلال خدماتها مع قطاعات حكومية وأخرى خاصة، عاملين على الجمع بين المران البدني والتدقيق الغذائي لبلوغ النتائج المرجوة بدقة عالية”.

“تداريب الأطلس”، كما يحلو لعدد كبير من المقبلين عليها أن ينادونها، يشرف من خلالها إسماعيل سنداب على بناء الأجسام و”الكاراتي” و”الكيك بوكسينغ” وفنون الحرب المختلطة، وتخصصات أخرى عديدة بينها السباحة.

آفاق وعتاد

“كل الأسوياء يحلمون بالتقدم في حياتهم، مستثمرين وجودهم للبحث عن الفرص الملائمة لتحقيق ذلك، وأنا من بين هؤلاء حين أواصل التشبث بالرغبة في التطور ضمن المجال الرياضي الذي خبرته طويلا”، يقول المغربي الساكن مسقط.

يقرّ إسماعيل بأنه حريص على مواكبة الجيل الجديد من التطورات المهتمة بالنشاطات البدنية والحميات الغذائية، وما يتصل بذلك في التحديثات التكنولوجية، بينما يرمي إلى خلق فروع لـ”أطلس مراكش فيتنيس جيم” بالمغرب وبلدان أخرى.

يستجمع سنداب حصيلة ما خبره في الهجرة ليشدد على أنه ينصح المقبلين عليها من أبناء وطنه بالاعتماد على العلم، مضيفا أن الإقبال على التعلم يختصر الزمن في اكتساب القدرات، وما ينتجه ذلك من حضور للوعي وتوسيع للآفاق.

“الأخلاق الحميدة تجعل المهاجرين مميزين في فضاءات استقرارهم، وبها يمكن للمغاربة أن يبقوا خير سفراء للمملكة، معبرين صدقا عن رصيد وطن وشعب في التقدم والتحضر”، يختم إسماعيل سنداب.

هسبريس ـ ط.العاطفي | أ.الخياري