الرئيسية » 24 ساعة » أسني – فاكهة التفاح الحاملة لعلامة “الحوز”..منتوج ممتاز ومواكبة وزارية ناجحة

أسني – فاكهة التفاح الحاملة لعلامة “الحوز”..منتوج ممتاز ومواكبة وزارية ناجحة

جماعة آسني (إقليم الحوز) – تشكل فاكهة التفاح الحاملة لعلامة “الحوز” منتوجا مجاليا ذائع الصيت على صعيد جهة مراكش- آسفي، حيث يقدر الإنتاج من هذه الفاكهة، برسم الموسم الفلاحي الحالي، ب53 ألف طن.

وبحسب معطيات للمديرية الجهوية للفلاحة مراكش – آسفي، فإن المساحة الإجمالية المغروسة بأشجار التفاح في هذا الجزء من التراب الوطني تمتد على 4160 هكتارا.

ويتمركز الانتاج والمساحة الرئيسية لأشجار التفاح، على صعيد جهة مراكش – آسفي، بإقليم الحوز، وتحديدا بالجماعة القروية لآسني، التي تستحوذ، لوحدها، على حصة الأسد بنسبة 57 بالمئة من المساحة المخصصة للتفاح، وبنسبة 63 بالمئة من إنتاج هذه الفاكهة.

وذكرت المديرية الجهوية للفلاحة بأن هذا المنتوج المجالي، الذي يحمل علامة “تفاح الحوز”، الذي تتم زراعته حصريا في هذه الرقعة الجغرافية، ممثلة في إقليم الحوز، يشكل، بالتأكيد، مصدر فخر لجهة مراكش- آسفي.

وأوضحت المديرية، أن شعبة التفاح، باعتبارها إحدى الشعب التي استفادت من اهتمام خاص في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، شهدت تنفيذ العديد من المشاريع المهيكلة، المندرجة ضمن الفلاحة التضامنية، والتي تستهدف كافة مكونات سلسلة قيم شجرة التفاح، مما تطلب تعبئة استثمارات هامة، قصد تعزيز مكانتها.

وأضافت أن أحد المشاريع المهيكلة في هذا الإطار، يندرج ضمن مقاربة دعم تنمية هذه الشعبة الهامة بمبلغ إجمالي قدره 8ر32 مليون درهم، ويضم 12 ألف مستفيد، ويشمل العديد من المكونات، من بينها، غراسة 230 هكتارا من شجر التفاح، وتهيئة 6 كلم من السواقي، واستصلاح منشأتين لمياه الري، وتشكيل 7 فرق مهنية تتكون من شباب قرويين، منضوين في تعاونيات خدمية.

وتابعت المديرية الجهوية للفلاحة مراكش – آسفي، أن هذا المشروع يهم بناء وتجهيز 5 وحدات لتثمين ووضع علامة “تفاح الحوز” على هذه الفاكهة التي ينتجها الإقليم، والتي أضحت منتوجا مميزا للجهة.

أما المشروع الثاني، الواقع بجماعة آسني، فيهم تشييد وحدة للتبريد، على مساحة 3 آلاف متر مربع، بطاقة تخزين تصل إلى 1500 طن، بمبلغ  إجمالي قدره 5ر24 مليون درهم.

وستمكن هذه الوحدة، التي دخلت طور الاستغلال، صغار منتجي التفاح بإقليم الحوز من التدبير الجيد لتسويق منتوجهم، بشكل يمكنهم من الاستفادة من التطور الإيجابي للأسعار خارج فترة الجني (ربح من 3 إلى 4 درهم/كلغ)، كما ستمكن من توفير حوالي 9700 يوم عمل في السنة.

وتجدر الإشارة، من جهة أخرى، إلى أن هذا المشروع الثاني، الذي تطلب استثمارا بلغ 8ر67 مليون درهم، يشمل، فضلا عن وحدة التبريد، إستصلاح 600 هكتار من أشجار التفاح، وتوزيع 6500 شتلة مصادق عليها، وتهيئة 60 كلم من السواقي، وإحداث 10 كلم من المسالك الفلاحية، لفائدة 913 من صغار منتجي التفاح.

وصرح المدير الإقليمي للفلاحة بالحوز، مولاي عبد الله المنديلي، لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن “سلسلة التفاح تلعب دورا كبيرا بجهة مراكش – آسفي، بحيث تمثل نسبة 6 بالمئة من الانتاج الوطني، وتمتد على مساحة هامة”، مبرزا أن الموسم الفلاحي لهذه السنة “كان مميزا، إذ سجل تطورا في الانتاج بنسبة ناهزت 7 بالمئة، بالمقارنة مع سنة عادية”.

وأضاف أن “وزارة الفلاحة، ومن خلال الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ سنة 2008، أولت أهمية كبيرة لهذه الشعبة، حيث تمت بلورة مشروعين مندمجين ومهيكلين بجماعة آسني، موجهين لتثمين شعبة التفاح”.

واستعرض السيد المنديلي مختلف مكونات هذين المشروعين، اللذين يغطيان مختلف مراحل تثمين التفاح، كاشفا أن هذه المبادرات تسعى، في نهاية المطاف، إلى تحسين عائدات الفلاحين، ومردودية الضيعات الفلاحية، والرفع من جودة الانتاج، فضلا عن تسويق التفاح من خلال ترميزه بالمؤشر الجغرافي المحمي “تفاح الحوز”.

وأبرز، في السياق ذاته، كافة الجهود المبذولة في مجال المواكبة، والتكوين، وتأطير الفلاحين، خاصة من خلال مساهمة العديد من المؤسسات التابعة لوزارة الفلاحة، مثل المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، وغيرها.

من جهته، أبرز السيد إد عدي محمد، رئيس تعاونية “إسافن أودرار”، التي تتولى تسيير وحدة التبريد بجماعة آسني، الأهمية التي يكتسيها هذا المشروع الموجه لجميع الفلاحين بالإقليم، مسجلا أن المشروع صمم بشكل يمكن من تطوير نشاط صغار الفلاحين.

وقال إن وحدة التبريد سيكون لها تأثير إيجابي على مردودية صغار الفلاحين، عبر تمكينهم من تحسين مداخيلهم، وجودة صيانة منتوجهم، ومساعدتهم على تسويقه في ظروف جيدة، معربا عن الأمل في أن تنتعش مشاريع مهيكلة ومندمجة من هذا القبيل في جميع المناطق، وخاصة الجبلية، التي تضم صغار الفلاحين.

وأشاد، بالمناسبة ذاتها، بالجهود التي تبذلها مصالح وزارة الفلاحة، لكي يرى هذا المشروع النور، داعيا صغار الفلاحين إلى الانخراط في تعاونيات والمساهمة في نجاح هذا النوع من المشاريع.