الرئيسية » الأرشيف » أسباب إرتفاع الإنتحار في أوساط الشباب بمراكش …قضية سرية ممنوعة على العموم

أسباب إرتفاع الإنتحار في أوساط الشباب بمراكش …قضية سرية ممنوعة على العموم

الكاتب: 
أمين بلقادة -مراكش 24

أصبح ملف الإنتحارات المتكررة في صفوف الشباب بمراكش ملفا سريا ممنوعا على العموم بمقتضى نصوص مجهولة حيث لا نعلم كمغاربة لا الأسباب ولا الدوافع ولا حتى على الإقل الإطلاع على النقط المشتركة التي تجمع بين كافة المنتحرين .
وبالرجوع للمقالات الصحفية الصادرة منذ بداية السنة والتي وثقت عمليات الإنتحار في صفوف الشباب بالمدينة نجد أن الرقم قد تجاوز 40 حالة ناهيك عن الحالات التي لم تصل معلوماتها للصحافة غير أن لا أحد من الصحافيين إستطاع أن يصل أو يوثق للنقط المشتركة الحقيقية بين الضحايا .
وإكتفت كافة المقالات الصادرة بتسليط الضوء على الحالة الإجتماعية أو العاطفية لكل على حدة من المنتحرين , دونما تدارس الوضع في شموليته التي لا يمكن أن تكون صدفة لأن 28  حالة إنتحار بمراكش خلال السنة الجارية كانت تقل أعمارها عن 30 سنة وكانت تعاني من مشاكل إجتماعية مثل باقي المغاربة الذي يمكن أن نسميهم “غير المنتحرين “
وبالرجوع للنقط المشتركة بين المنتحرين خلال هذه السنة نجد أن بعض الأسر التي فقدت أبنائها في حالات مشابهة أفادت بتعاطي الراحلين عن دنيانا لمواد كحولية رخيصة الثمن لا يتجاوز ثمنها 10 دراهم للقنينة . وهو ما يمكن أن نصفه بإنتحار فئة معينة من الشباب ذات نقاط مشتركة وبالتالي تصبح القضية قضية أمن دولة فلماذا لا تتحرك الأجهزة الحكومية وتشرح لنا هذه الدوافع الغامضة ؟.
علميا وحتى إن تطاولنا على إختصاص الأطباء فإن المواد الكحولية المذكورة تحوي مادة تستخلص كيميائيا تسمى ” الإيتانول” وهي مادة مسكرة رخيصة يتم إستيرادها للمغرب من الهند وتشيكوسلوفاكيا ليتم بعد ذلك توزيعها في حاويات من فئة 100 لتر عبر الدار البيضاء في شركات تمتلكها شخصيات نافذة ومقربة من الحكومة وتتم تعبئتها في القنينات بمراكش في أماكن سرية  لتباع تحت أسماء تجارية مثل “الكوتشي” أو أسماء أخرى وفي بعض الأحيان دون أن تدفع حتى واجبات الجمارك .
وعلميا دائما فقد رصد معهد إنجليزي إرتفاع حالات الإنتحار في صفوف الشباب في الهند ممن يتعاطون هذه المادة مثلما هو الحال في نيجيريا أيضا . موضحا أن التفكير في الإنتحار يتضاعف حين يكون المدمن على هذه المادة يتعاطى أيضا للأقراص المهلوسة .
وحتى وإن كانت الدوافع النفسية مجهولة أو تتستر عليها أجهزة حكومية فإن من حقنا نحن المراكشيين أن نعرف أسباب إنتحار شبابنا حتى لا تصبح قضية الإنتحار قضية أمن دولة .