الرئيسية » الأرشيف » حكاية مؤلمة لمعلمة في جماعة ستي فاظمة مشت 4 ساعات تحت الثلج حتى لا تموت!

حكاية مؤلمة لمعلمة في جماعة ستي فاظمة مشت 4 ساعات تحت الثلج حتى لا تموت!

الكاتب: 
سكينة الصادقي

“كون بقيت تما كون حماقيت”، هكذا عبرت ياسمينة، معلمة في الأقاصي وهي تحكي عن رحلتها، التي دامت أربع ساعات وسط الثلوج المتراكمة في دوار تمنكار في جماعة ستي فاظمة، حيث تعمل، هربا من شبح الموت الذي صار يلاحقها هناك.

 

شتاء فاجأ أساتذة المغرب العميق

بعد أن أمضت ياسمينة وزملائها في فرعية “تقايوت” الأشهر الماضية في ظروف نسبيا عاديةّ، إلا أن موجة البرد والصقيع والثلوج التي ضربت مناطق متفرقة من البلاد، حولت حياتهم إلى جحيم، وأدخلتهم في عزلة تامة منعت عنهم الضوء والطعام، إلى أن صار شبح الموت يقترب فقررت ياسمينة الهروب في رحلة لا تقل تفاصيلها خطورة عما عاشته في الأقاصي.

وقالت ياسمينة في تصريح لـ”اليوم24″ إنها لم تتوقع أن تتساقط الثلوج بعد تأخر نزول الأمطار في وقتها المعتاد هذا العام، وأضافت “مفاجأتنا كانت كبيرة هذا الأسبوع ونحن نستيقظ على منظر الثلوج المتراكمة بكثافة أمام منازلنا. إنه منظر مبهج، والحدث في الأصل رائع، ولو أن سكان المغرب العميق يلزمهم استعداد قبلي لذلك، من تخزين للمؤونة، وحطب التدفئة، والشموع”، تضيف ياسمينة.

 

الاكتئاب بعينه

“الاكتئاب بعينه”، هكذا وصفت ياسمينة الثلاثة أيام، التي عاشتها في ظل ظروف مناخية قاسية، ومؤذية في أحيان كثيرة، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء ومكوثها في الظلام بشكل متواصل، هذه الوضعية، تضيف ياسمينة، جعلتها تتذكر حياتها قبل أن تصبح جزءا من منظومة التعليم، وهي الحاصلة على إجازة في الدراسات الألمانية، وذات الطموح الكبير، تتحسر اليوم عن هذا الاختيار “كون كملت دراستي في ألمانيا مانوصلش لهاذ الحالة”.

ظلمات ليالي دوار تمنكار، وقساوة البرد والثلوج، والعزلة التامة، كلها عوامل دفعت ياسمين إلى التفكير في الانتقال إلى بيت أهلها في مراكش، خصوصا أن تلامذتها، أيضا، تمنعهم الثلوج من الوصول إلى المدرسة.

 

أربع ساعات تحت الثلج

قررت ياسمينة وزملاؤها الأساتذة قطع 400 كيلومتر تقريبا مشيا على الأقدام من دوار تمنكار وصولا إلى أقرب وسيلة نقل تقلهم إلى مراكش، لأن الطريق، التي يمر عبرها النقل المزدوج مقطوعة، طول مسافة الطريق المكسوة بالثلوج ووعورتها، كانا سببا في تعرض ياسمينة لعدة كدمات.

ما كان يمنح ياسمين الصبر على تخطي هذه الصعاب خلال رحلتها، أنها في نهاية هذه المحنة ستكون في بيت أهلها الدافئ في مراكش. وأخبرتنا ياسمينة أنها الآن في منزل العائلة، وقالت “لست بخير بسبب الكدمات على مستوى رجلي ويدي، ولكن اللهم نمرض وأنا قريبة من واليديا ولا توقع لي شي حاجة هناك، ومنلقى حتى لي يمد لي كاس ديال الما”.

 

غياب المسؤولين

“الوزارة كتصيفط أطرها وأساتذتها للهلاك… بالعربية كتقوليهم سيرو موتو تماك على الله ينقص فيكم شي حد”، بهذا الاستنكار والغضب ختمت 

ياسمينة إحدى تدويناتها على “فايسبوك” في إشارة منها إلى إهمال المسؤولين لملف من يعلمون الأجيال وراء الجبال، غضب أعقبته ابتسامة عنونتها بـ “كثرة الهم كتضحك”.