بعد فرار الأطباء …فوضى وإنعدام الأمن في مستشفيات بريطانيا
يواجه العاملون في القطاع الصحي تحديات كبيرة بسبب فيروس كوفيد 19، كنقص المعدات وإصابة الأطباء والممرضين ويضاف إلى ذلك محاولة بعض اللصوص سرقة مواد طبية قيّمة من داخل المشافي.
عن هذه التحديات يكتب د.جون رايت من قلب مشفى رويال برادفورد – الواقعة شمالي إنجلترا :
بعد الإعلان عن الإغلاق الكامل لبريطانيا، كان على المشافي الالتزام بالتعليمات ذاتها في محاولة للتقليل من فرص انتقال الفيروس.
تغيرت أمور كثيرة في المشفى؛ فمثلا لم يعد مسموحا زيارة المرضى أو مرافقة المصابين بالسرطان القادمين لأخذ جرعات العلاج.
ولكن، ليلة الخميس الماضي، وقبيل تصفيق ملايين الأشخاص في أنحاء بريطانيا لفريق الخدمة الطبية العامة في بريطانيا (NHS)، ارتدى رجل ثياب الأطباء وأكمل تنكره بوضع سماعات الأطباء. ثم حاول التحايل على رجال الأمن، الذين طلبوا رؤية بطاقة هويته، لكنه تمكن من الفرار بعد الإمساك به.
بلغ في السابق عن سرقة ملابس الجراحين، وأقنعة الوجه ومعدات حماية ومعقمات، لذا من المحتمل أن الرجل كان يهدف لسرقة أغراض مماثلة، أو قد كان هدفه مخلفا: ربما أراد الوصول لعقاقير طبية.
تقول رئيسة أمناء جامعة برادفورد، ميل بيكاب، إنها قد سمعت عن وجود نقص في المخدرات التي يتاجر بها في الشوارع بسبب الوباء، وتوضح: “المدمنون بحاجة للتعاطي”.
وتضيف: “أين ستذهب إن احتجت مخدرات ولم تجدها في الشوارع؟”.
ولمنع تكرار حالة انتحال شخصية طبيب، ستوضع ملابس الأطباء خلف أبواب موصدة بإحكام.
و د.جون رايت هو طبيب وعالم أوبئة ويرأس حاليا مركز برادفورد لأبحاث الصحة. وكان قد جاب العالم للاهتمام بمرضى الكوليرا والإيدز وإيبولا في أفريقيا.
ويكتب لبي بي سي قائلا:
من خلال تتبعنا للوضع في إيطاليا، نعرف أن فيروس كوفيد 19 سيضر بمدينة برادفورد.
من الشائع في إيطاليا أن تتشارك عائلة بأجيالها المختلفة المسكن، وهذه هي الحال أيضا بين الباكستانيين الذين يبلغ تعدادهم قرابة ربع السكان في بريطانيا وهم مهيأون وراثيا للإصابة بأمراض القلب والسكري. وأصبح معروفا أنه يمكن لبعض الأمراض الكامنة أن تجعل من فيروس كورونا قاتلا.
كما أن هناك أحياء فقيرة في برادفورد، يعاني فيها أشخاص من ذوي البشرة البيضاء من أمراض رئوية على درجة من الخطورة بسبب التدخين.
لذا فنحن نستشعر قدوم الكارثة.
يوجد حاليا 16 سريرا للعناية المشددة في هذه المشفى وهذا العدد كاف في الأحول العادية، لكننا نعتقد أننا سنعالج 500 شخص في ذروة الوباء لذا فعلينا تكثيف جهودنا قدر الإمكان. جهزنا غرفة لم تكن قيد الاستعمال بعدد من أجهزة التنفس.
كما يسعى طاقم العمل لجلب مزيد من معدات الحماية الشخصية مثل أقنعة الوجه والعيون