ترامب يتوعد مجموعة بريكس برسوم جمركية جديدة
هيئة التحرير
7 يوليو، 2025
في خطوة تصعيدية جديدة، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، مجموعة بريكس التي تضم 11 دولة من أبرزها الصين، روسيا، الهند، البرازيل، وجنوب إفريقيا، متوعداً بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى سياسات وصفها بـ”المعادية لأميركا”.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال” قائلاً: “أي دولة تصطف مع سياسات مجموعة بريكس المعادية لأميركا ستُفرض عليها رسوم إضافية بنسبة 10%، ولن تكون هناك استثناءات”.
وأوضح في منشور لاحق أنه سيبدأ بإرسال رسائل رسمية إلى عدة دول لحضها على التوصل إلى اتفاقيات تجارية ثنائية، وإلا فإنها ستواجه رسوماً باهظة على صادراتها إلى الولايات المتحدة.
ردود بريكس: القلق من “الحمائية”
تزامنت تصريحات ترامب مع انطلاق قمة مجموعة بريكس في ريو دي جانيرو، حيث أعرب القادة عن قلقهم الشديد من السياسات الحمائية التي يتبناها ترامب، والتي وصفوها بأنها تُشوّه التجارة العالمية وتهدد استقرار الاقتصاد الدولي.
وجاء في بيانهم المشترك: “نندد بالإجراءات الجمركية التعسفية وغير القانونية التي تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي”.
يُشار إلى أن دول بريكس تمثل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي، ما يمنحها وزناً كبيراً على الساحة الدولية، رغم تحفظها عن انتقاد مباشر للولايات المتحدة بسبب علاقات تفاوضية قائمة.
تهديدات متصاعدة ورسوم “تحرير”
وكان ترامب قد لوّح منذ أبريل الماضي بفرض رسوم تراوحت بين 10% و50% على الدول التي تصدّر إلى أميركا أكثر مما تستورد منها، قبل أن يُعلّق تنفيذها مؤقتاً حتى 9 يوليو لإعطاء فرصة للمفاوضات.
من جهته، أعلن وزير الخزانة الأميركي أن هذه الرسوم ستُطبّق رسمياً اعتباراً من الأول من أغسطس إذا لم تُبرم الاتفاقيات اللازمة.
غياب بارز من القمة… ورسائل سياسية
الملفت في قمة بريكس هذا العام كان غياب الرئيس الصيني شي جينبينغ للمرة الأولى منذ 12 عاماً، إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اكتفى بكلمة عبر الفيديو بسبب مذكرة توقيف دولية صادرة بحقه.
بوتين، من جهته، شدد على أن “زمن القطب الواحد قد ولى”، مؤكداً أن بريكس باتت أحد مراكز “الحكم العالمي”، في إشارة إلى تراجع الهيمنة الأميركية.
الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ على الطاولة
كما دعا قادة بريكس إلى وضع إطار عالمي لتنظيم الذكاء الاصطناعي، محذرين من احتكاره من قبل الدول الغنية. واعتبروا أن التكنولوجيا يجب أن تكون في متناول الجميع.
وتأمل البرازيل، التي تستضيف مؤتمر المناخ “كوب 30” في نوفمبر، أن تقود المجموعة نحو إجماع فعّال لمكافحة التغير المناخي.
قمة بريكس… إعادة توازن أم انقسام عالمي جديد؟
مع توسّع مجموعة بريكس عام 2023 لتشمل مزيداً من الدول الناشئة، بات من الواضح أن العالم يتّجه نحو نظام متعدد الأقطاب، وسط خلافات متزايدة حول التجارة، التكنولوجيا، والحوكمة الدولية. وفي ظل التصعيد الأميركي، يبدو أن خطوط التوتر الاقتصادي والسياسي مرشحة لمزيد من التفاعل في المرحلة المقبلة.
2025-07-07