الرئيسية » الأرشيف » ليلى ماندي.. كفاءة في البحث العلمي في خدمة التنمية تحظى بصيت على الصعيد الدولي

ليلى ماندي.. كفاءة في البحث العلمي في خدمة التنمية تحظى بصيت على الصعيد الدولي

الكاتب: 
و م ع

تعتبر الأستاذة الجامعية ليلى ماندي وجها مألوفا في العديد من اللقاءات والمؤتمرات العلمية المرتبطة بالمجال الاستراتيجي للماء والبيئة، وهي كفاءة طموحة وملتزمة في ميدان البحث العلمي لخدمة للتنمية، وذات صيت دولي من خلال حضورها المتميز في العديد من المؤسسات والمنظمات المتخصصة. فمنذ بداية مشوارها المهني، في الثمانينيات، كأستاذة بكلية العلوم السملالية بمراكش، اختارت الأستاذة ماندي الانفتاح على المحيط السوسيو الاقتصادي والالتزام بالبحث العلمي لخدمة التنمية. وبالإضافة إلى تكوين الكفاءات على مدرجات الكلية، فإن مهمة البحث، بالنسبة للتجربة الغنية للسيدة ماندي، تقوم على استفادة الفاعلين في المجال التنموي من نتائج البحث العلمي وتوجيه هذا الأخير نحو الانشغالات التي تعرفها التنمية. بعد حصولها على شهادة دكتوراه الدولة في ميدان العلوم المرتبطة بالماء والبيئة سنة 1994 ومنصب أستاذة في التعليم العالي، تم تعيينها منسقة وطنية لقطب الكفاءات للماء والبيئة، وهي شبكة مغربية تضم مختبرات معتمدة تابعة ل 19 مؤسسة جامعية ( 300 أستاذ باحث)، والتي كان مركزها بجامعة القاضي عياض بمراكش. وبعد أن شرعت منذ سنة 2005، في الإجازات المهنية في تدبير التطهير بالعالم الحضري، وشهادة الماستر المهني في الهندسة المرتبطة بالتطهير وتدبير البيئي، عينت السيدة ماندي سنة 2007 مديرة المركز الوطني للبحث حول الماء والطاقة، الذي من بين مهامه الأساسية تعزيز العلاقة بين الباحثين والوسط السوسيو اقتصادي، وذلك وفق مقاربة البحث- التنمية. وفي هذا الاطار، أشرفت السيدة ليلى ماندي على عدة مشاريع بشراكة مع المنعشين السوسيو اقتصاديين التي نتج عنها ادخال التكنولوجيا لمعالجة المياه المستعملة ذات التكلفة المنخفضة. وتعتبر السيدة ماندي ، أيضا، عضو اللجنة الوطنية للبحث العلمي، حيث شاركت في اعداد الاستراتيجية الوطنية لتنمية البحث العلمي في افق 2025، وعضو ، كذلك، بالمجلس العلمي الاستشاري للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية. وعلى المستوى الدولي، عينت ليلى ماندي، سنة 2014، عضوا باللجنة الاستشارية التقنية بالوكالة الحكومية الإفريقية للمياه والصرفي الصحي، ومؤخرا عضوا بهيئة الشخصيات المؤهلة بأكاديمية الماء بفرنسا وهي مؤسسة للتفكير وتقديم الاقتراحات المتعددة التخصصات حول مختلف أوجه التدبير للموارد والاستعمالات العديد للماء بفرنسا وأوربا والعالم. وأكدت السيدة ليلى ماندي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النساء المغربيات أصبحن حاليا حاضرات في مجال البحث العلمي في مختلف التخصصات، مشيرة الى أن أرقام منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) تشير إلى أن نسبة النساء في ميدان البحث العلمي لا يتجاوز بالكاد 30 في المائة بالمغرب، مقابل 40 في المائة بتونس ومصر، مما يدعو الى بذل المزيد من الجهود من قبل المسؤولين لضمان انخراط أفضل للمرأة في مجال البحث العلمي. وبخصوص رأيها حول التعليم ورهاناته في التنمية، اعتبرت السيدة ماندي أنه من الضروري إعادة النظر في محتوى التعليم، ليكون هناك تطبيق توجيهي نحو التلقين المبتكر والخلاق. وقالت إن برامج التعليم مطالبة بدمج مفهوم الابداع حتى يكون دعامة لتطوير التطبيقات المبتكرة والمتجددة القائمة على البحث العلمي. أما بالنسبة لمجال عملها، أشارت الأستاذة الباحثة ليلى ماندي الى الأهمية الخاصة التي يكتسيها البحث العلمي في ميدان الماء، بالنظر الى أهمية هذه الموارد بالنسبة للبلدان الشبه الجافة كالمغرب. وأوضحت أنه على غرار العديد من الدول بمنطقة البحر الابيض المتوسط ، يواجه المغرب مجموعة من المشاكل المتعلقة بشح الماء والتدبير اللاعقلاني لموارد الماء والهشاشة بسبب التغيرات المناخية، والتلوث والنقص في البنيات التحتية للصرف الصحي، وفي تكنولوجيات المعالجة بسبب غياب الحكامة والآليات القانونية للمواكبة. وأضافت أن النهوض بالبحث العلمي والتقني في مجال الماء من شأنه تقديم حلول مستدامة بالنسبة للعديد من المشاكل كمعالجة المياه المستعملة، وإعادة تعزيز الفرشة المائية، والاقتصاد في الماء في الفلاحة . وخلصت الى القول انه يجب بذل جهود كبيرة لتشجيع دينامية التبادل بين الباحثين الجامعيين والمقاولات والمؤسسات المكلفة بسياسة وتدبير الماء بالمغرب.