الرئيسية » الأرشيف » شرطة مراكش تقص أحسن القصص .وتكتب أروع الروايات من خلال تجربة لحسن باكور

شرطة مراكش تقص أحسن القصص .وتكتب أروع الروايات من خلال تجربة لحسن باكور

الكاتب: 
عبد الحميد زويتة مراكش 24

 يعتقد أغلب المغاربة أن رجل الشرطة دائما ما تنحصر مواهبه وإمكانياته في القبض على المجرمين والخارجين عن القانون والقيام بتحرير محاضر اقوالهم   أو الحرص على السلامة البدنية للأشخاص وحتى الممتلكات ….. رجل الأمن الذي نتعرف عليه اليوم ينتمي  لنوع خاص من رجال الشرطة بالمغرب فبعد إنتهاء ساعات عمله بمطار مراكش المنارة يمارس هوسا من نوع أخر فيقوم بالقبض على كل الكلمات المشبوهة بإنتماءاتها إلى الفضاءات التي تتربصها  مخيلته الادبية ثم يحرر لها محاضر قصصية رائعة أو يقوم بإعتقالها حتى إشعار أخر داخل كتابات فريدة  ليقوم بعد ذلك بإعادة إدماجها في نسق متكامل من المشاعر الإنسانية لتصبح فاعلة في المجتمع الأدبي وتكتسب إحتراما داخل رفوف المكتبات العربية وقد تمكن عبر إبداعاته الأدبية المتميزة سواء من خلال قصصه القصيرة “المصعد” أو”رجل الكراسي “او عبر رواياته “شريط منعرج من الضوء “و”البرزخ “أن يفوز بجوائز تعد من بين الافضل على الإطلاق في العالم العربي كجائزة دبي في الرواية سنة 2009وقبلها جائزةالشارقة للإبداع سنة2008. وجائزة القدس للقصة القصيرة ……إنه لحسن باكور رجل الأدب و الأمن بمراكش متميز بهدوءه وصفاء تفكيره لكن غالبا ما يتمنى خلال الحوارات الكثيرة التي اجراها معه  صحفيون وأدباء  من المحيط إلى الخليج أن لايسمع هذا السؤال  –كيف أصبحت أديبا وانت رجل أمن في الأصل ?  و كيف اصبحت رجل أمن وانت أديب في الاصل ?

و.في حوارات صحفية شيقة أجراها الروائي لحسن باكور يقول  في إجابة عن هذه الأسئلة   «لكن، لماذا نتقبل أن يكون رجال ونساء التعليم، ورجال القانون والطب والهندسة، شعراء وروائيين، في حين يتم تناول علاقة رجال الشرطة والسلطة مع الإبداع بحساسية كبيرة، وكأننا ننكر ذلك عليهم؟!».«إذا كان لدى البعض اعتقاد بأن مهنة الشرطي ضد الكتابة الأدبية أو أنها نقيض لممارسة نشاط إبداعي من أي نوع، فهم مخطئون، بالتأكيد، وأنا أتحدث، هنا، من موقع التجربة«بدأت الكتابة الإبداعية في المرحلة الثانوية. كانت القصة القصيرة هي الجنس الأدبي الذي استهواني. ربما هي كتابات وقصص المبدع المصري يوسف إدريس من أشعلت، في داخلي، عشق الكتابة القصصية. أما بين المغاربة فأنا أحتفظ لكتابات محمد عز الدين التازي بكثير من العشق. تابعت مساري الدراسي، حتى حصلت على شهادة الإجازة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، عام 2000، وبعدها عشت، خلال ثلاث سنوات، فترة فراغ رهيبة وعطالة قاسية كادت أن تقتل رغبة الكتابة في داخلي. ثم التحقت بالشرطة، حيث استعدت الاستقرار النفسي والثقة في قيمة الكتابة، وتجاوزت الإحباط الذي عشته خلال سنوات العطالة. وما بين 2003 و2007 لم أكتب أو أنشر شيئا. كانت هناك حاجة وضرورة للاستئناس بأجواء العمل والوظيفة الجديدة. لكن، حلم الكتابة والرغبة في الإبداع ظلا دوما حاضرين. ثم، انطلقت في عملية الكتابة، من جديد، في عام 2007. مع الإشارة إلى أني كنت دوما مقلا في كتاباتي. وفي هذه السنة، كان الإعلان عن مسابقة جائزة الشارقة، التي فزت فيها عن مجموعتي القصصية رجل الكراسي. وكان هذا الفوز نوعا من التعويض عن الإحباطات التي عشتها وعن آلام مرحلة الفراغ التي مررت بها، فضلا عن علاقتي بالمنابر الصحافية، التي أهملت إبداعاتي» «أدين لبعض صحف المغرب بفضل كبير، فلولا إهمال المشرفين عليها لإبداعاتي ما كنت لأتوجه نحو مجلات وصحف المشرق العربي، حيث نشرت إبداعاتي، قبل أن أفوز بجائزتي الشارقة ودبي» «أدين لبعض صحف المغرب بفضل كبير، فلولا إهمال المشرفين عليها لإبداعاتي ما كنت لأتوجه نحو مجلات وصحف المشرق العربي، حيث نشرت إبداعاتي، قبل أن أفوز بجائزتي الشارقة ودبي

ويضيف ردا على نفس السؤال في لقاء صحفي أخر  ((على كل حال، ربما يعتقد الكثيرون، لهذا السبب أو ذاك، بأن هناك تضاربا أو تناقضا بين مهنة الشرطة والكتابة. بالنسبة لي لا أجد أي تناقض أو تعارض بينهما. فأنا أقوم بفصل تام بين المهنة والكتابة. أكثر من ذلك فهما يتجاوران ويتحاوران بشكل عادي وبناء، دون أن يكون لأي طرف تأثير سلبي ما من أي نوع، كما قد يظن البعض. إن هذه المهنة التي أزاولها هي مورد رزقي، أما الكتابة فهي تمنحني إحساسا أكثر بالحياة، وتجعلني أبلغ نوعا من التوازن في علاقتي بالوجود. أحب دائما أن أتحدث عن علاقة الكتابة بالمهنة بالنظر إلى مهنتي باعتبارها مثل أي مهنة أخرى ووظيفة مثل أي وظيفة أخرى، لها إكراهات خاصة تتمثل أساسا في مسألة الوقت. فأي وظيفة تستهلك الكثير من الوقت وبالتالي يجد الكاتب نفسه مضطرا إلى أن يكتب في أوقات الراحة؛ الوقت الذي من المفروض أن يستريح فيه من عناء وإرهاق الوظيفة, وما يترتب عن ذلك،
بالنسبة لي، أني أضطر للتضحية بأمور أخرى. فقد لا أكون اجتماعيا كما ينبغي مثل الآخرين, وأكتفي بعلاقات ضيقة ومحدودة، و أحرم نفسي من بعض المتع التي يستمتع بها الآخرون كي أكتب. و معلوم أن العزلة ضريبة لا بد منها لمن أراد أن يكتب. كما أن الكتابة ، من جهة ثانية، هي كذلك تكافئني وتعطيني بسخاء.الجانب الثاني في علاقة الكتابة بالمهنة، هو أن الكتابة والقراءة تعمقان لدى الكاتب إحساسا قويا جدا بالحرية، في حين أن الوظيفة كيفما كان نوعها، فهي تجعلك تحس بنوع من القيد ونوع من الانضباط القسري, وهذا إكراه تشترك فيه مهنتي مع جميع المهن والوظائف الأخرى. عموما أقول بأن طبيعة وظيفتي في حد ذاتها لا تؤثر بالضرورة سلبا على علاقتي بالكتابة

اعداد  عبد الحميد زويتة