الرئيسية » أقلام » سيدي يوسف بن علي عاصمة للحكامة الجيدة ….حلم لم يتحقق

سيدي يوسف بن علي عاصمة للحكامة الجيدة ….حلم لم يتحقق

 

الكاتب:
محمد بخاري

 إذا كنت تعيش في مقاطعة سيدي يوسف بن علي، فلا تستغرب من وجود متناقضات كثيرة  و أشياء غريبة. فبعدما صوتت ساكنة سيبع لفائدة حزب العدالة و التنمية، وبعدما بوأته نتائج الفرز الرتبة الأولى ب 15 مقعدا، متقدما على كل خصومه السياسيين بفارق مريح من المقاعد . لاتزال بعض الكائنات الانتخابية تناور، يمينا و يسارا للزيغ بإرادة الناخبين، و تهريبها إلى آفاق أخرى، تقع خارج حدود الديموقراطية . وفق مسرحية رديئة الإخراج، عنونها أحد صناع الحدث بقوله: (و الله لا دّاوها) .   فما وقع خلال الجلستين الأولى و الثانية، لانتخاب الرئيس، من مناوشات و اعتداءات، بلغت حد اختطاف مستشار، من تحالف الأغلبية الذي تقوده العدالة والتنمية، ليعد حدثا خطيرا ستكون له تداعيات، ووقع سلبي على صورة العملية محليا ووطنيا. فالبحث عن أغلبية بالقوة، بعيدا عن كل حوار منظم ومسؤول، لا يمكن وصفه فقط بأنه انقضاض على الديمقراطية، التي لم تستنشق ساكنة سيدي يوسف هواءها بعد. ولكنه تعبير صارخ عن عدم احترام للناخبين، و وأد في المهد لتجربة اتخذت من الشفافية و الصدق و الوضوح، ثوابت لها  و أسس تشكل الإطار الأمثل لتدبير الشأن المحلي. بغية  الخروج بمقاطعة سيبع من تيه مزمن، وانسداد الآفاق الذي لازمها منذ سنين. لقد كشف التأجيل الثاني على التوالي لانتخابات مجلس المقاطعة، بما لا يدع مجالا للشك،أن الفئة التي اعتادت الاستفادة من ريع العملية الانتخابية، والتي ألفت الاقتيات على مآسي الساكنة ، و الاستثمار في بؤسهم، لم تستوعب مضامين الخطاب الملكي الأخير. و الذي أكد فيه جلالته أن الثورة الحقيقية لن تتحقق إلا بمنتخبين صادقين، همهم الأول هو خدمة بلدهم و المواطنين الذين صوتوا عليهم. ومن كان يعتقد أن إصرار بعض الوجوه المعروفة بسوابقها في تبذير المال العام، إنما هو لغاية نبيلة، أو حبا في هذا الحي، فقد خاب ظنه. فما يهم هؤلاء هو الحصول على تفويض من المواطنين، يبقي أفواههم على مقربة من ضرع البقرة. ويالها من بقرة!!!  لقد آن الأوان لنقول وبصوت مرتفع، أن من حق أبناء هذا الحي الكبير ، أن يسألوا عن مآل ميزانيات ضخمة نخراها الفساد. وعن مصير صفقات و مشاريع كتب لاعتماداتها  المالية أن تتحول إلى حسابات أخرى.  وسيكون على كل غيور على مستقبل هذا الحي و ساكنته، مطالبة الجهات المعنية، الانصات إلى نبض الشارع المحلي الذي صوت من أجل التغيير. لكي لا  نتفاجأ  غدا أو بعد غد،  بمجلس مسخ، ينطبق عليه المثل القائل تمخض الجبل فولد فأرا.