الرئيسية » الأرشيف » رئيس المجلس الجهوي للسياحة : لا نتوقع أن يشهد القطاع السياحي نمواً كبيراً بمراكش بداية العام الحالي

رئيس المجلس الجهوي للسياحة : لا نتوقع أن يشهد القطاع السياحي نمواً كبيراً بمراكش بداية العام الحالي

الكاتب: 
مراكش 24

بعد عام سياحي شهد تراجعاً بنسبة 1 في المائة في عدد السياح الذين توجهوا إلى المغرب، يتطلع العاملون في القطاع في المملكة إلى استعادة القطاع بعض حيويته، وانتعاش المؤشرات السياحية العامة. إذ تفيد معطيات القطاع السياحي المغربي لسنة 2015، الصادرة عن المرصد الوطني للسياحة، بتسجيل أداء سلبي على مستوى السياح الأجانب الذين عبروا النقاط الحدودية. وكذا تراجعت أعداد ليالي المبيت، وانسحب الأمر على انخفاض عائدات السياحة.
وجاء هذا التراجع، بحسب المعنيين بالقطاع، نتيجة الوضعية الاقتصادية التي يمر بها عدد من الأسواق التقليدية للمملكة، خصوصاً الأسواق الأوروبية. فضلاً عن التأثير السلبي للأحداث الإرهابية التي عرفها عدد من دول المنطقة، خصوصاً تلك التي هزت تونس أو تلك التي كانت العاصمة الفرنسية باريس مسرحاً لها.

وآمال العاملين في القطاع باستعادة السياحة عافيتها، تتزامن مع وجود مؤشرات عالمية، خصوصاً معطيات البنك الدولي، التي تتحدث عن نمو متوقع للنشاط السياحي الدولي، خلال العام الحالي 2016، بنسبة 3.6 في المائة، فضلاً عن تقرير عن حركة المسافرين حسب المنظمة العالمية للطيران التي حددت إمكانية تحقيق نمو فيها بنسبة 3.8 في المائة. لكن مع ذلك يفضل الفاعلون في المجال التريث والإبقاء على مستوى من الحذر، آخذين بالاعتبار هشاشة القطاع السياحي وسرعة تأثره بالأوضاع الأمنية والاقتصادية.
يقول رئيس المجلس الجهوي للسياحة في مراكش، حميد بنطاهر، : “لا نتوقع أن يشهد القطاع السياحي نمواً كبيراً، بداية العام الحالي، وبحسب المؤشرات التي نتوفر عليها، فالغالب أن يواصل القطاع السياحي ركوده المسجل مع نهاية عام 2015، إن لم نقل إنه سيشهد تراجعاً طفيفاً. لكن تبقى هناك دائماً إمكانيات تحقيق انتعاش في حركة السياح وهذا مرتبط بآليات تطوير القطاع السياحي”.
يضيف بنطاهر: “أعتقد أن الوضع السياحي المغربي، استطاع أن يقاوم مقارنة مع دول الجوار، بالنظر إلى المشاكل الأمنية والاقتصادية التي تعيشها الأسواق التقليدية، خصوصاً مع التراجع المسجل في أعداد السياح الأجانب القادمين أساساً من فرنسا (تراجع بواقع 13 في المائة مقارنة بين 2014 و2015). ولهذا علينا أن نهتم بفتح أسواق جديدة حتى لا نبقى رهينة للأسواق التقليدية، وفي اعتقادي أن المنتج السياحي الوطني يستجيب لمتطلبات السياحة العالمية بدليل حصول عدد من الوجهات الوطنية على جوائز تميز وجودة”.

المطلوب، حسب رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش، هو “الاهتمام بجانبين أساسيين سيمكنان من تقوية السياحة الوطنية، أولهما الاستثمار في مجال النقل الجوي عبر فتح خطوط جديدة تربط المغرب بأسواق بعيدة، خصوصاً في روسيا ودول أميركا الجنوبية وأيضاً في عدد من الدول الآسيوية، والاهتمام بالسياحة العائلية التي تجذب اهتمام الخليجيين وهي وجهات يمكن أن توفر آلاف السياح الإضافيين”. أما ثاني المجالات فيتعلق بمجال التسويق، “والمطلوب توفير إمكانيات مادية لاقتحام أسواق جديدة وتقديم العروض الترويجية للوجهات المغربية”.
من جهته يرى عضو الفدرالية الوطنية للسياحة، فؤاد الحبابي، “أن العاملين في السياحة المغاربة لا يتوقعون أن تشهد بداية السنة نمواً كبيراً للقطاع السياحي، كما حصل في السنوات السابقة”. ويقول لـ “العربي الجديد”: “أتخوف أن نسجل تراجعاً مقارنة مع السنة الماضية أيضاً، وهذه حالة عامة على الصعيد العالمي، حيث يسجل ركوداً في حركة السياح، وهذا ينطبق على المغرب. لكن، مع ذلك لا بد من القول، إن هناك خصوصية تميز المغرب هي أن الوجهات السياحية الوطنية تمكنت خلال السنة الماضية، من الحصول على عدد من شهادات الجودة وتوجت في أكثر من مسابقة عالمية. هناك أمل في إنقاذ الموسم عبر القيام بمجهود على مستوى الخدمات المقدمة للسياح”.