الرئيسية » الأرشيف » مراكش – قبلة المتقاعدين الأوروبيين وأغنياء العالم

مراكش – قبلة المتقاعدين الأوروبيين وأغنياء العالم

الكاتب: 
ألكسندر غوبيل ترجمة حسن ع الحسين مراكش 24

مدينة مراكش  لا تتوقف عن النمو، ففي السنوات العشر الأخيرة برز في ضواحي المدينة عدد كبير من المباني السكنية والقصور والفنادق الفاخرة إلى جانب ملاعب الغولف، فيما يفضل كثير من الفرنسيين الإقامة فيها بشكل دائم.

يغرق سمسار العقارات البان بامارت في حماس منقطع النظير عندما يتحدث عن سوق العقارات في مدينة مراكش. ففي المدينة القديمة حقق قطاعه العقاري أرباحا خيالية مع أحلام الأجانب في الإقامة فيها. ويقول بامارت: “في البداية كانت الرياض، أي بيوت مراكش التقليدية، زهيدة الثمن ثم ارتفعت الأسعار تدريجيا وأخيرا أخذت شكل الانفجار في الأسعار”. بيد أن الأزمة المالية العالمية قد خففت من حدة ارتفاع أسعار البيوت الفاخرة نسبيا، لكن هذا التطور لم يثر المخاوف لدى السمسار بامارت فيما يخص مستقبل قطاع العقارات في المدينة الحمراء. فمن مجموع 20000 قصر والتي تعرف بالرياض اتخذ الأوربيون من حوالي 1300 منها مقرا لإقامتهم حسب بامارت الذي أشار أيضا إلى تواصل الاهتمام بهذا النوع من البيوت التقليدية. ويعزو بامارت وبكل ثقة هذا الإقبال إلى التطور الديموغرافي التي تعيشه أوروبا، حيث يتزايد عدد المسنين الذين يرغبون قضاء خريف حياتهم في الخارج. ويقول في هذا السياق: “إن الناس في أوروبا لا يستطيعون في المستقبل تحقيق الكثير من طموحاتهم في بلدانهم. لهذا يقرر الكثير منهم قضاء فترة التقاعد في الخارج”.

كريستيان بيجوت وزوجته كريستيانه متقاعدان فرنسيان من الفئة التي تثير اهتمام السماسرة. قبل ست سنوات باع الزوجان منزلهما في منطقة الالزاس بشمال غرب فرنسا وانتقلا للعيش والسكن في إحدى رياض مراكش الواقعة في منطقة لا تبعد سوى دقيقتين من الميدان الساحر”جامع الفنا”. وبحماس المسحور يقول كريستيان بيجوت “هذا المكان هو قلب مراكش” ولهذا رغب دوما في العيش والسكن في المدينة. منزله الجديد في مراكش حلم شرقي يتحقق على مساحة 300 متر مربع وعمره أكثر من 400 عام. وباحة المنزل تضم أربعة أشجار وبئر في وسطها. وحول البئر مقاعد الجلوس التقليدية المريحة. أما غرف الرياض الكبيرة فقد زينت سقوفها بألواح خشب من أشجارا الأرز. هذا بالإضافة إلى الشرفة التي تطل على سطوح منازل المدينة. ويعتبر السكن في هذا المكان ذروة المتعة بالراحة والجمال بالنسبة للمتقاعدين الفرنسيين الذين لا يرغبان في مقارنة سكنهم الحالي مع أي مكان آخر في الدنيا، كما يقولان.
ويشير كريستيان على الطقس اللطيف في مراكش وإلى أطباق الأكل الشهية. ويقول “توجد في مراكش الفاكهة والخضار بطعم طيب يختلف عن فاكهة والخضار في دول الاتحاد الأوروبي، فهي على مذاق كما يبغي أن تكون عليها الفاكهة والخضار”. كما يشير المتقاعد الفرنسي إلى جودة النبيذ في مراكش. لكن زوجته كريستيانه تبتسم أثناء حديث زوجها عن مراكش. فهي تعلم أنهما لن يكونا يوما ما مراكشيين أصليين. لكن مراكش تحولت إلى موطنهما، كما أنهما يتمتعان بسمعة جيدة في المدينة ولهذا يرغبان في البقاء فيها لحين حلول المنية وعندها يرغبان في أن يدفنا في المقبرة الأوروبية في مراكش، كما تقول كريستيانه وابتسامة عريضة تعلو وجهها. ويعقب زوجها بالقول” لكننا لسنا على عجالة من أمر وفاتنا”.
الكسندر غوبيل/ حسن ع. حسين