الرئيسية » الأرشيف » مبادرة سينمائية من مراكش لتعميم صناعة أفلام منخفضة التكاليف بالمغرب

مبادرة سينمائية من مراكش لتعميم صناعة أفلام منخفضة التكاليف بالمغرب

الكاتب: 
مراكش 24

وسط زُحمة المواعيد السينمائية في المغرب، من مهرجانات دولية ضخمة تجلب نجوم العالم إلى مهرجانات محلية صغيرة تعمل على ترويج ثقافة منطقة ما، يعمل سينمائيون مغاربة على الاستمرار في تجربة فريدة في المغرب والمنطقة العربية عمومًا، تتلّخص في دعم السينما التجريبية وإتاحة المجال للجميع، ليس فقط للمشاهدة، بل لصناعة أفلام منخفضة التكلفة تستعمل الوسائل التكنولوجية الجديدة.

إدارة مهرجان “ديجيتال مراكش” الذي وصل هذا العام إلى دورته السادسة، قرّرت عدم حصر هذا الحدث في أيام معينة، بل جعله ممتدًا إلى خمسة أشهر في إطار مبادرة “فنون الميديا”، وذلك عبر تحويله من مناسبة لعرض الأفلام التجريبية المستقلة إلى مساحة لتكوين الشباب عبر ورشات مستمرة تنتهي شهر مايو/أيار القادم، الذي سيشهد عرض الأعمال السينمائية التي سهر الشباب على إنجازها منذ نهاية يناير/كانون الثاني 2016.

ورغم أن المهرجان لا يحصل على أيّ دعم مادي من المركز السينمائي المغربي، إلّا أن القائمين عليه يحرصون على استمرار التجربة، زادُهم في ذلك دعم بسيط يقدّم من صناديق أجنبية تخصّ الفن، ورغبة في نشر ثقافة التعبير عن طريق السينما، أي جعل السينما في ملك الجميع وليس للشركات الضخمة التي تنتج أفلامًا تجارية تُعرض في صالات السينما.

“نريد تعميم ثقافة جديدة في المغرب تتيح لأي كان أن يعبّر عن أفكاره بواسطة السينما. ولن يمر ذلك إلّا عبر تكوين بسيط يبتعد عن الطابع الكلاسيكي ويعمل عن طريق ورشات متفاعلة. حاليًا يمكنك إنجاز فيلم بهاتفك النقال وبكاميرا صغيرة ونشره لجمهورك عبر الانترنت. إنتاج السينما ومشاهدتها لم يعد يتم كما كان في السابق، ولذلك وجب تغيير الثقافة” يقول عبد العزيز الطالب، رئيس المختبر العربي لفنون الميديا، الجهة المنظمة للمعرجان.

وبدأت المبادرة مع ورشة مع المخرج المغربي علي الصافي حول توثيق الأرشيف في الذاكرة المغربية، وستكون ورشة فبراير مع المصوّرة الفوتوغرافية الجزائرية حليدة بوغريط حول إنجاز عمل فوتوغرافي من عمل سينمائي متحرك، وبعدها ستكون ورشة مارس مع المخرج الفلسطيني كمال الجعفري، وأبريل مع المخرج المغربي هشام العسري.

يتابح الطالب  “مبادرتنا تهدف إلى كذلك إلى تغيير نظرة القائمين للسينما، عبر تحيين القوانين كي تتيح لجميع الشباب التعبير عن أفكارهم بواسطة السينما بدل حصر رخص التصوير السينمائي عند فئة معيّنة، وهو التغيير الذي بات يفرض نفسه بإلحاح، فما نشاهده على اليوتيوب من إبداع يفوق أحيانًا ما نراه على شاشات التلفزيون”.