الرئيسية » الأرشيف » توصيات ندوة مراكش.. قلق واستنكار للممارسات التي تهاجم ثوابت الأمة الإسلامية

توصيات ندوة مراكش.. قلق واستنكار للممارسات التي تهاجم ثوابت الأمة الإسلامية

الكاتب: 
عبد الغني بلوط -التجديد

لم تخرج توصيات الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والتي انعقدت بمدينة مراكش ما بين 29 و31 يناير 2015 تحت شعار “الشباب في عالم متغير”، عن ثلاث أفكار رئيسية، هي كيفية التعامل مع الهجوم على الإسلام وبناء جسور الحوار مع الغرب، وسد الفجوة الكبيرة بين الشباب والعلماء والمفكرين، وتأهيل الشباب في كافة المجالات من اجل لعب دوره في بناء نهضة بلاده، دون نسيان أهم قضية تشغل بال المسلمين جميعا وهي قضية فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم.

وشهد المؤتمر تقديم 42 بحثا محكما، وزعت على أربعة محاور، وعرض خلالها باحثون من عدد كبير من الدول تقارير وبحوثا ودراسات وتجارب، تهم العمل الشبابي في مختلف جوانبه، جرى عرضه خلال خمس جلسات مفتوحة. كما شهد المؤتمر تنظيم خمس ندوات متخصصة، همت دور العلماء والمفكرين في ترشيد الحراك الشبابي، والانتماء الوطني لدى الشباب، والعلاقة بين العلماء والشباب، وملامح مستقبلية لدور الشباب، إضافة إلى عرض تجارب شبابية في صياغة المستقبل. واختتم المؤتمر بسمر ليلي قدمت فيه منوعات وفنية ومسابقات ثقافية بشكل جميل وجذاب.
عبد الغني بلوط
استنكار التطاول على مقام النبي
عبرت التوصيات التي تليت خلال الجلسة الختامية للمؤتمر العالمي 12 للندوة العالمية للشباب الإسلامي عن قلق المشاركين واستنكارهم للممارسات غير المسؤولة التي تهاجم ثوابت الأمة الإسلامية، ومنها التطاول على مقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، والنيل من مقام الصحابة الكرام عبر التصريحات وسائل الإعلام، والهجوم على الإسلام عامة ، مؤكدين أن مثل هذه الممارسات تزيد حدة الخلاف وعرقل الجهود المبذولة في بناء جسور التفاهم والتعارف بين الدول والشعوب في العالم . وأعلن المؤتمرون عن أسفهم لما يجري من أحداث جسام واحتراب داخلي في كثير من بلدان العالم الإسلامي، مطالبين الساسة والعلماء والمصلحين بتقديم المبادرات العاجلة لتعزيز جهود المصالحة الوطنية في تلك الدول. كما عبر المشاركون بقلق بالغ الأوضاع المأساوية في فلسطين، ولاسيما المخططات الصهيونية لتهويد القدس الشريف وتكريس حالة الحصار والاحتقار والتجويع للشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه، مناشدين الحكومات والهيئات والشعوب المسلمة والأمم الحرة للوقوف مع قضية فلسطين العادلة .

الاستثمار الأمثل لقدرات الشباب
دعت توصيات الندوة العالمية للشباب الإسلامي إلى الاستثمار الأمثل لقدرات الشباب ومواهبهم، وتشجيع مبادراتهم، من أجل السير بخطوات ثابتة نحو نهضة اقتصادية شاملة مؤكدة على ضرورة أن تتصدى الدول الإسلامية لقضية البطالة والفقر بين الشباب بالتوسع في الأنشطة الاقتصادية التي توفر العمل وتعزيز دور مؤسسات التدريب المهني؛ لتتلاءم مع متطلبات سوق العمل؛ انطلاقا من الرؤية الاقتصادية في الإسلام. وشددت التوصيات في موضوع “الشباب والمتغيرات الاقتصادية” على وضع تصورات منهجية لإدارة الأوقاف لتحقيق الاستفادة المثلى في الأعمال الخيرية. وأكدت على العمل على تدريب الشباب وتأهيلهم للدخول في سوق العمل، وتحويلهم من مجرد متلقين للمساعدة إلى ساعين إلى الرزق .كما دعت رجال الأعمال والأثرياء إلى تحمل مسؤولياتهم في تنمية مجتمعاتهم بتشغيل رؤوس الأموال في بلدانهم بدلاً من توظيفها في الخارج.

معالم التغيير وضوابطه
وفي موضوع “الشباب والتغيير”، دعت التوصيات إلى ضرورة أن تستمد معالم التغيير وضوابطه تعاليم الدين السمحة، وأن تهدف إلى الانتقال بالأمة والمجتمع إلى وضع أفضل في حالات الحياة جميعها، بمنهجية علمية، تقدِّر الطبيعة البشرية للإنسان، وتقوم على التدرج والسلمية بصفتها قيما حضارية يجب الاعتزاز بها ، والثبات عليها. وأكدت التوصيات على أن يشارك الشباب مشاركة فاعلة في التغيير، بأن يغيروا ما بأنفسهم أولاً،متسلحين بعد الإيمان بالله تعالى بالعلم ،والقيم والمهارات ،التي يتطلبها التغيير العملي والمتغيرات العالمية. ونبهت التوصيات إلى أهمية دور المؤسسات الإعلامية في توضيح سماحة الدين الإسلامي للشباب وتكثيف جهودها في دحض الشبهات التي تشوِّه تطبيق الإسلام لحرية الفكر والاعتقاد. كما أكدت التوصيات على ضرورة إتاحة الفرصة للشباب لتولي أدوار قيادية، والمشاركة في التخطيط والتنفيذ للقضايا والمشروعات النافعة.

تعزيز التعاون الدولي
“وفي موضوع الشباب آفاق مستقبلية دعت الندوة إلى تعزيز التعاون الدولي، وتنمية العلاقات والارتباطات بين المؤسسات التعليمية المختلفة في العالم الإسلامي ومثيلاتها في الدول المتقدمة، وإعطاء الصلاحيات الكاملة للجامعات لتفعيل اتفاقيات التعاون العلمي بين الجامعات الإسلامية والجامعات العالمية، وضرورة تضافر جهود أعضاء لجنتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، كما دعت إلى الاهتمام بالعمل الموجه للمرأة عموما والشابات خصوصا في مجال المنح الدراسية، والبرامج التنموية والتأهيلية.
وفي مجال الشباب والمتغيرات الثقافية والاجتماعية”دعت الندوة إلى اعتماد الوسائل التًربوية الصحيحة في التعامل مع الشباب، وفتح قنوات للحوار معهم ومناقشة مشكلاتهم. كما طالبت الجامعات لتبني مقررات دراسية تتضمن تعزيز مفاهيم أساسية مثل الإيمان بالله، وحرية التعبير عن الرأي، والانتماء، والحوار، وتأسيس هيئات علمية عليا تجمع العلماء وأهل التربية والخبرة للإشراف على خطط التعليم في المدارس والجامعات. وأن تتحمل الدول الإسلامية والعلماء والمفكرين المسؤولية الكبرى في تفعيل دور الشباب المسلم في الحوار الثقافي مع الآخر بصفة عامة والغرب بصفة خاصة. كما شددت على أهمية إعطاء مساحة إعلامية كافية للشباب لإبراز إبداعاتهم وتغطية القضايا المهمة المتعلقة بهم. وأكدوا على فتح قنوات مع الشباب الممارسين للعنف للتعرف على مطالبهم وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن ذواتهم وآرائهم، واستيعاب مطالبهم الممكن تحقيقها، وإفهامهم أن العنف وسيلة مرفوضة ، وتوعية الشباب بأضرار العنف وتأثيره السلبي على الفرد و المجتمع والأمة .