الرئيسية » 24 ساعة » تامنصورت تتشبت بالإحتراز والأمل في مواجهة “جائحة كورونا”

تامنصورت تتشبت بالإحتراز والأمل في مواجهة “جائحة كورونا”

عبد الحميد زويت 

تواصل السلطات المحلية بمدينة تامنصورت  و بدون إنقطاع  منذ 16 مارس الماضي  تعبئة كافة مواردها البشرية واللوجيستية لمواجهة فيروس كورونا المستجد عبر تنزيل برنامج إستعجالي محكم وعملي  مرتبط بقانون الطوارئ الصحية الذي تم إعلانه في المغرب .

البرنامج الإستعجالي الذي جاء صارما و متشددا في العديد من إجراءاته إلا أنه بات مدفوعا ببارقة أمل يحرص على توزيعها بإنتظام باشا المنطقة الحضرية على الساكنة التي تتوخى بدورها الحذر من فيروس كورونا في تعاملاتها اليومية , ولا يفوت السيد الباشا أن يشكر الساكنة بشكل يومي مشددا على أن الوقاية والإحتراز ضروري وتطبيق الحجر الصحي لا بد منه لكن الأمل سيبقى قائما لأننا وإن كنا نتشارك مع العالم أجمع في مواجهة هذا الوباء (يضيف السيد الباشا في كلمة موجهة للساكنة   ) إلا أن خصوصيتنا المغربية ستجعلنا نتغلب عليه  . فبالإضافة لإنضباطنا للتدابير والإجراءات الوقائية نتمتع نحن المغاربة بحس وطني رفيع يجعلنا نتلاحم بصدق وراء صاحب الجلالة للتغلب على الصعاب .

تداعيات “جائحة كورونا ” على  ساكنة مدينة تامنصورت التي تبلغ  80 ألف نسمة باتت إلى غاية يوم  الإثنين 13 أبريل متحكم فيها ولا تدعو للقلق (وفق تصريحات بعض الساكنة ) حيث توقفت  وتيرة الطلب على العديد من المنتجات المرتبطة بالبناء و خدمات الصباغة و الكهرباء وفن الحدائق والحلاقة و الوجبات السريعة و الخياطة و الملابس الجاهزة في حين يستمر الطلب بشكل عادي على الخضر والفواكه والأسماك والدجاج ومواد التغدية العامة وهو ما شكل إلى حد ما,  توازنا ينعش الميزانيات الصغيرة للأسر بالمدينة .

و كان  أغلب سكان هذه المدينة الفتية يرتبطون  في عملهم وإنشغالاتهم الإجتماعية بمدينة مراكش حيث كان يتنقل في السابق قرابة 20 ألف شخص من وإلى مدينة مراكش يعمل  أغلبهم بالتجارة في حين كانت تشهد المدينة حركة إجتماعية جد نشيطة مرتبطة بمراكش التي لا تبعد عنها سوى ب 15 دقيقة فقط  . وهو ما دفع السلطات المحلية بشكل إستباقي و مُبَكر  بعد إستشعار خطر فيروس كورونا أواسط شهر مارس المنصرم  إلى خفض حركة التنقل وحصرها في أقل من  100 شخص ممن يرتبطون بمهن  تكتسي طابع الحيوية والأهمية . في حين تم منع التنقلات العشوائية خارج المدينة و بالتالي مراقبة الوافدين والضيوف,  و مراقبة التراخيص الإستثنائية عند مدخل المدينة من طرف عناصر الدرك الملكي بصرامة.  .

وفي مقابل الإجراءات المشددة التي أعلنها السيد باشا المنطقة الحضرية لتامنصورت والتي إستهدفت تخفيض حركة التنقل العشوائي  التي من شأنها أن ترفع إحتمالات الإصابة بالعدوى , رفعت السلطة المحلية و مجلس الجماعة من حجم الإعانات والدعم المخصص للأسر حيث ومنذ الأيام الأولى لإعلان حالة الطوارئ باشرت السلطات المحلية عملية الإشراف على توزيع قرابة 800 قفة مخصصة لدعم الأسر التي تعاني الهشاشة علاوة على الأسر التي فقد معيلها عمله بسبب التداعيات الإقتصادية ل”جائحة كورونا” على الساكنة .

 

وفي مقابل التدابير الإجتماعية التي إتخدتها السلطات المحلية لمواجهة “الجائحة” خصص المجلس الجماعي بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني جانبا مهما من إنشغالاته لعمليات التطهير والتعقيم  وإستفادت كافة الشوارع والأزقة والمؤسسات  العمومية من تعقيم و قائي يهدف لحماية  المدينة من العدوى ومواجهة فيروس كورونا وفق الشروط الفضلى التي توصي بها وزارة الصحة

السلطات المحلية بمدينة تامنصورت ورغم أن  عدد الإصابات المؤكدة لا يتجاوز 4 أشخاص إلا أنها تُفضل مواجهة “جائحة كورونا” بالكثير من التدابير الإحترازية والوقائية وفي بعض الأحيان الزجرية و تطمح من خلال هذه اليقظة مكونات المنطقة الحضرية التي يرأسها السيد الباشا  لإبقاء وباء كورونا تحت السيطرة كأولوية قصوى لا يمكن التفاوض بشأنها في حين تؤمن الساكنة وتتشبث أن ما بعد “نهاية كورونا” سيكون أجمل و خصوصا أن المدينة كان من المرتقب أن تشهد خلال شهر أبريل الجاري تدشين عدد من المشاريع التنموية المهمة

و كانت الساكنة منذ قرابة سنة تنتظر بفارغ الصبر شهر أبريل الجاري الذي كان سيشهد إفتتاح مقر المدرسة الجهوية للدرك الملكي إلى جانب أكاديمية جهوية للشرطة إلا أن الأقدار الإلهية أَجلَت هذا الإفتتاح لغاية ما بعد نهاية كورونا (وفق ما تتناقل الساكنة .

السيد باشا المنطقة بات حريصا على الدفع بعجلة  الأمل في المنطقة حيث يُعَبأُ عناصر الدرك الملكي و مكونات الملحقات الإدارية التابعة لتامنصورت بالإضافة لعناصر القوات المساعدة في تنزيل قانون الطوارئ الصحية بشكل سليم موازاة مع حفاظه على التفاؤل بخصوص مستقبل مدينة تامنصورت وهو ما يسعد الساكنة و يجعلها تتشبث  بمستقبل أفضل لإحدى أصغر المدن المغربية سنا .