الرئيسية » 24 ساعة » بعد الإصابات المفاجئة بالأحياء الشعبية …هل سبق المراكشيون “الفرح بِلَيلَة “

بعد الإصابات المفاجئة بالأحياء الشعبية …هل سبق المراكشيون “الفرح بِلَيلَة “

عبد الحميد زويت-مراكش24

ارتفاع  الإصابات المؤكدة ب”كوفيد19″ بشكل مفاجئ خلال هذا الأسبوع في مدينة مراكش  حدث غير مطمئن ومقلق ولا يدعو للإرتياح ,  بل  يسائلنا  جميعا مواطنين و مسؤولين  عن الجدوى من تأويل أخبار الوضع الوبائي بالمدينة بشكل مبالغ فيه يتم من خلاله توهيم الجميع أن فيروس كورونا  إنتهى للأبد.

.

الحالات المؤكدة التي تم تسجيلها  مؤخرا بالأحياء الشعبية كانت مسبوقة بسلوكات جماعية تميل للتراخي و الإستهتار  بشكل واضح حيث عادت المصافحة و قام  العديد من المراكشيين بنزع  كماماتهم ومنهم من قام بزيارات متعددة و بشكل عشوائي لأقاربهم وأحبابهم وتمت إعادة فتح أبواب المنازل في وجه الجيران . وكأن “كوفيد19” قد أصبح من الماضي.

, هذه السلوكات الخطيرة على الصحة العامة  من المرجح أنها ردة فعل طبيعية لعدد من الأسر  بعد إطلاعها على محتويات تم نشرها على صفحات فيسوكية “سبقت الفرح بليلة”  وبالغت في الإطراء والإطناب لعدد حالات الشفاء في مدينة مراكش و أفادت عبر عناوينها أن فيروس كورونا إنتهى بمراكش وإختفى , وهي بذلك تكون قد ضللت أغلبت متابعيها ومنحتهم  أملا زائفا في نهاية الجائحة قبل الأوان , لتنفجر بعد ذلك ألاف التبريكات والتهاني بنهاية الوباء في مراكش أسفرت بشكل طبيعي عن سلوكات متهورة وطائشة بالأحياء الشعبية  وصلت لحد محاولة أسرة بحي سيدي يوسف بن علي الإحتفال بنهاية الجائحة لولا تدخل السلطة في الحين وإصدار أوامر بتخفيض صوت الموسيقى وعدم مغادرة المنزل .

التفاؤل المبالغ فيه عبر بث أخبار مفرحة يمكن أن يعطي نتائج كارثية على ساكنة مدينة مراكش خصوصا الفئات الهشة التي لا تملك الكفاءات الفكرية والذهنية لقراءة الأخبار بشكل موضوعي , وعليه يتوجب مبدئيا إستحضار الجانب التوعوي و التحسيسي قبل صياغة أي عنوان  خلال زمن الأوبئة لأنها تتشابه كثيرا مع زمن الحرب إن لم نقل أنها فعلا حرب ميدانية وهي تختلف مع الحروب والمعارك في فرق أساسي واحد فقط هو  أن المعارك والحروب البشرية  لها قائد مسؤول تنتهي بسجنه أو وفاته أو إستسلامه ويمكن إعلان الإنتصار عليه بعد سقوطه مباشرة ,  في حين أن الفيروس لا قائد له وهي بكتيريا تنمو وتتكاثر بشكل تلقائي ويصعب التكهن بتاريخ نهايتها وهو ما يستدعي مزيدا من الحذر في لعب دور الملائكة التي تحمل أخبارا سارة , والإكتفاء بنقل أخبار الوباء بشكل موضوعي  أملا في القضاء عليه عبر مواصلة التوعية والتحسيس وحث الجميع على إحترام توصيات وزارة الصحة دون توقف ودون إنقطاع إلى غاية الفرح الحقيقي الذي لن يكون عرسا محليا فقط بل سيكون فرحا عالميا تحتفل به كل العواصم العالمية في وقته المضبوط ولن يسبقه المراكشيون بليلة واحدة .