الرئيسية » 24 ساعة » “المراكشي” من بائع كتب مشهور بمدن الشرق إلى نزيل بدار المسنين

“المراكشي” من بائع كتب مشهور بمدن الشرق إلى نزيل بدار المسنين

لم يكن “الرحالي محمد بن الجيلالي” والمعروف لدى أغلب ساكنة مدن الشرق بـ”المراكشي” سيما الطلبة الريفيين بعاصمة الشرق، يأمل أن تنتهي حياته من بائع كتب مستعملة شهير، إلى نزيل بدار المسنين بوجدة.

قصة “المراكشي” كأحد الأعلام الذين ساهموا كثيرا في إشعاع الكتاب ونشر ثقافة القراءة لدى أجيال عديدة وبثمن بخس، بدأت من قرب سوق طنجة بوجدة سنة 1977، بعد أن فتح الكتبي أول مكتبة له بالمدينة قبل أن يتحول طيلة الأربعة عقود إلى أيقونة يلجأ إليه كل من أراد السفر في عالم المعرفة والكتاب، ليقتني كتبا بأثمنة في المتناول.

أفنى الرجل أزيد من أربعين سنة وسط متحف حقيقي لركام من الكتب ندرت من الأسواق و المكتبات إذ أصبح الوجهة الأبرز لآلاف الطلبة والأساتذة والباحثين الذين يسعون وراء الارتواء من منابع المعرفة وبثمن رمزي تتماشى مع القدرة الشرائية للقراء.

قبل أن يجد “المراكشي” نفسه في السنوات الأخيرة غير قادر على الاستمرار في حرفته هاته التي كانت مصدر قوته الوحيد، بعد أن بلغ من الكبر عتيا بالاضافة إلى تكاليف الكراء التي كانت تثقل كاهله، لينتهي به الأمر قبل أسبوع إلى نزيل بدار المسنين بوجدة.

هذا الوضع المؤلم الذي تحولت إليه حياة الرجل خاصة وأنه أصبح – حسب مصدر جمعوي – يعاني من مرض “الزهايمر” دفعت بعدد من النشطاء والطلبة إلى إطلاق “هاشتاغ” الالتفاتة لرد الاعتبار له كرجل قدم الكثير للاهثين وراء منابع المعرفة، وكذا نداء بحث عن عائلته لعله يقضي خريف عمره بين أحضانها.

وأشار أحد الفاعلين الجمعوين بوجدة مطلع عن ما أصبح يعانيه “المراكشي”، أن هذا الأخير تم توجيهه إلى مؤسسة رعاية المسنين بوجدة قبل أسبوع لأنه كان يعيش وحيدا “اذ أضحى يعاني من “الزهايمر” ، ولا أحد يعلم شيئا عن أصوله أو عائلته لأنه لايتوفر على أية وثيقة هوية باستثناء مكان إزدياده بمدينة فاس التي انتقل من إلى وجدة أواخر السبعينات”.

وكشفت إحدى الطالبات بوجدة وهي من ضمن من أطلق هذه المبادرة أن “الالتفاتة التي يجب على الجميع أن ينخرط فيها، ولو بتقديم قليل من الدعم المعنوي لهذا “الرجل والهرم المعرفي” يأتي عرفانا لما قدمه للطلبة عبر نشر العلم بينهم بأقل تكلفة”.

وأضافت أن “الرجل ساهم بشكل كبير في نفض الغبار عن الكتب في زمن غزته التكنولوجيا، وذلك من خلال بيع الكتب بأثمنة رمزية فقط للتشجيع على القراءة، وهذا يدفعنا إلى رد ولو قليل من الاعتبار له عبر زيارته ودعمه ماديا ومعنويا “.

سعيد حجي