الرئيسية » 24 ساعة » العمل الاجتماعي في نظام الجهة .

العمل الاجتماعي في نظام الجهة .

الدكتور عبد الجبار شكري

أستاذ باحث في علم الاجتماع وعلم النفس

باحث مشارك في مختبر الأبحاث والدراسات

بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 

1- أهداف العمل الاجتماعي في نظام الجهة :

إن  نظام الجهة هو العمل على ضمان حقوق المواطنين الذي ينتمون إلى الجهة  ، ومن هنا يمكن القول أن من بين أعمال الجهة المتعددة ، هو العمل الاجتماعي الذي يروم خدمة المواطن وحل مشاكله اليومية ، و إخراجه من الوضعيات الصعبة التي يعيش فيها ، أو التي يمكن أن يعيشها في المستقبل .

ومن تم فالعمل الاجتماعي في هذه الحالة ، يجب أن يستحضر أهدافا إنسانية يمكن أن نختزلها فيما يمكن أن يسمى ب ” التنمية البشرية المستديمة ” ويكون الهدف الرئيسي في العمل لاجتماعي هو تنمية ما أسميه ” بالرأسمال البشري ” الذي كان غائبا كمفهوم نظري وإجرائي في المخططات الاقتصادية السابقة للدولة

المغربية منذ الاستقلال ، وإن كان يحضر بشكل ضمني ، ويحضر على هامش تلك المخططات ، ولكنه يحضر ليس قيمة إنسانية ، وإنما كان يحضر كأداة وكوسيلة اقتصادية وتقنية ، توظف لتحقيق أعمال ومنجزات ، حتى وإن كانت تلك الأعمال تضر بإنسانية المواطن المغربي ، وكان الإنسان المغربي في هذه المخططات ينظر إليه كسلعة تباع وتشترى ، وعندما يصبح غير صالح يتم التخلص منه بطرق لاإنسانية، كما يتم التخلص من أي بضاعة لم تعد صالحة للاستهلاك ، ويمكن أن نأخذ كنموذج على ذلك ، تسريح وطرد العمال والموظفين في المعامل والمصانع والشركات بدون ارتكاب مخالفات مهنية أو قانونية بحجة أن المصنع  أو الشركة قد استغنت عن خدماتهم ولم يعودوا صالحين لها .

إن الرأس المال البشري يشكل المحور الأساسي للتقدم والازدهار لأي مجتمع من المجتمعات، والدروس التاريخية تثبت ذلك ، فالدول التي لا تتوفر على موارد طبيعية واقتصادية ، راهنت على الرأسمال البشري في تحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي ، وقد نجحت في ذلك ، وكمثال على ذلك ، لنأخذ الدرس الياباني والدرس فلننادي ، أما الدول التي كانت في مستوى اقتصادي واجتماعي أقل من المغرب كأسبانيا والبرتغال وكوريا و الفيتنام استوعبت الدرس الأمريكي و الياباني في كون أن أي تقدم وازدهار ينطلقان بشكل أساسي من تنمية الرأسمال البشري ، باعتباره رأسمالا منتجا ومربحا لايتعرض للإفلاس ولا للتلف السريع . و بذلك عملت على تنمية الرأسمال البشري ، واستطاعت بذلك أن تحقق تقدما اقتصاديا واجتماعيا كبيرين ، بحيث تجاوزت المغرب بشكل كبير ، ونفس الاتجاه سارت فيه بلاد الفيل( الهند) وبلاد التنين ( الصين) .

وأصبحت الآن تنافس الدول الكبرى المتقدمة في الإنتاج العلمي والصناعة التكنولوجية . من هنا نرى أن العمل الاجتماعي في الجهة يشكل المنطلق الأساسي لتنمية الرأسمال البشري .

أن العمل الاجتماعي في الجهة لا يمكن أن يحقق تنمية بشرية إذا لم يكن واعيا بالعمليات التي يجب أن يركز عليه في هذه التنمية ، إن العمل الرئيسي في العمل الاجتماعي هو تنمية الرأسمال البشري الذي يقوم على أساس ” استثمار الفرد في علاقته بذاته وفي علاقته بالآخر وفي علاقته بالعالم الخارجي ” . وهذا الاستثمار الإنتاجي كعمل رئيسي في العمل الاجتماعي في الجهة تتفرع عنه مجموعة من العمليات الأخرى وهي :

العملية الأولى :

تمكن الجهة من تنمية الرأسمال البشري البيولوجي والنفسي ، وهو الاهتمام بصحة المواطنين الجسدية والنفسية ، وذلك بتطبيق المقولة اليونانية القديمة ” العقل السليم في الجسم السليم” وذلك  من خلال :

أولا قيام الجهة بقافلات طبية تطوعية لصالح الفقراء يتم فيها الكشف عن الأمراض وإعطاء الأدوية من خلال تنظيم تبرعات من أجل ذلك .

ثانيا قيام الجهة  بتحسيس الساكنة بالسلوكات المؤثرة سلبا على الصحة إلى التنبيه :

– إلى أن التعاطي للتدخين يسبب أمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي ، ويسبب الأمراض السرطانية

– إلى أن التعاطي للكحول يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين والجهاز العصبي، كما يؤدي إلى تشمع الكبد ويسبب أمراض السرطان .

– إلى أن التعاطي للمخدرات يؤدي إلى الإصابة بالأمراض العقلية والنفسية كما يؤدي إلى الإصابة بأمراض الدماغ و القلب والكلي والكبد ، وأحيانا قد تؤدي إلى الموت المفاجئ .

– إلى أن ممارسة العلاقات الجنسية بدون العازل الطبي يؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجنسية التعفنية المعدية بالتنقل الجنسي ، والإصابة كذلك بمرض السيدا .

– إلى أن السياقة المتهورة والخطيرة وعدم احترام قوانين السير يؤدي إلى حوادث تضر بصحة الشخص كالكسور والإعاقات المزمنة والوفيات الفجائية .

– إلى أن ممارسة سلوكات غذائية غير سليمة ، كالإفراط في تناول مواد غنية بالدهون والسكريات والمشروبات الغازية ، تؤدي إلى الزيادة في الوزن واحتمال الإصابة بالداء السكري وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم .

– إلى أن عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يؤدي إلى ضعف اللياقة البدنية والإصابة بالسمنة .

– إلى أن الاستعمال السيئ للأدوية وعدم احترام التعليمات البيانية بها ، أو تناول أدوية بدون استشارة الطبيب يؤدي إلى الإصابات بمضاعفات صحية وخيمة .

– إلى أن ممارسة العنف المادي أو المعنوي في علاقات الاجتماعية قد يؤدي إلى أضرار نفسية وجسدية .

ثالثا ،تتمكن الجهة من تحسيس الساكنة بمبادئ السلوك السليم للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية ومراقبتها في ذلك ، من خلال مطالبة الساكنة بما يلي :

  • مطالبتهم بالامتناع عن التدخين وعن تعاطي الكحول والمخدرات .
  • مطالبتهم بتناول أغذية سليمة متنوعة ومتوازنة.
  • مطالبتهم بممارسة الرياضة باستمرار وخلق أندية لذلك .
  • مطالبتهم بعدم السياقة المتهورة واحترام قوانين السير .
  • مطالبتهم بالنظافة الجسدية والمكانية في المسكن والحي والشارع وفي مختلف الأماكن والمرافق .
  • مطالبتهم باحترام ساعات النوم الضرورية للجسم .
  • استشارة الطبيب والصيدلي في استعمال الأدوية .

رابعا ، تتمكن الجهة من وقاية الساكنة من السلوكات السلبية المؤثرة سلبا على الصحة الجسدية والنفسية وذلك من خلال ما يلي :

  • قيام الجهة بطلب المساعدة من الأطباء و الأخصائيين بالطب العضوي والنفسي، والأساتذة ومهنيي الصحة والوالدين .

قيام الجماعات بزرع الثقة في نفوس الساكنة وإخراجها من حالة اليأس وفقدان الأمل في المستقبل ،  ومساعدتها قدر الإمكان على الخروج من وضعيات اجتماعية صعبة.

العملية الثانية :

تتمكن الجهة من تنمية الرأسمال البشري الذهني الفكري ،  و ذلك بالحث على تمدرس كل طفل والعمل ، على التقليل من الهدر المدرسي في مسار الدراسي للتلاميذ ، وذلك بتسهيل الجماعات القروية والحضرية  لعملية التمدرس للساكنة من خلال :

أولا ، قيام الجهة بإحصاء عدد أطفال الساكنة الذين هم في سن التمدرس ومطالبة آبائهم بتسجيلهم في المدرسة خصوصا أطفال  الساكنة القروية .

ثانيا ، قيام الجهة بتوفير البنية التحتية الضرورية لسير عملية التمدرس بشكل سليم .

ثالثا ، قيام الجهة بتنظيم دروس الدعم والتقوية لفائدة الأطفال المتأخرين دراسيا .

رابعا ، الجهة  بالاستعانة بعلماء النفس والأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ، بتتبع حالات الأطفال المتأخرين دراسيا لإخراجهم من وضعيتهم الصعبة .

خامسا ، قيام الجهة بالاستعانة بعلماء النفس والأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ، بتتبع حالات التلاميذ المراهقين لمساعدتهم للخروج من مرحلة المراهقة بسلام .

سادسا ، قيام الجهة بمحاربة تشغيل الأطفال الذين هم في سن التمدرس سواء من الإناث أو من الذكور

سابعا ،  قيام الجهة بإعادة إدماج الأطفال  ضحية الهدر المدرسي والأطفال المشتغلين في النسيج الاجتماعي والاقتصادي ، وذلك بإعادة تأطير هم في التأهيل المهني .

العملية الثانية :

تتمكن الجهة من تنمية الرأسمال البشري الذهني الفكري ،  و ذلك بالحث على تمدرس كل طفل والعمل ، على التقليل من الهدر المدرسي في مسار الدراسي للتلاميذ ، وذلك بتسهيل الجماعات القروية والحضرية  لعملية التمدرس للساكنة من خلال :

أولا ، قيام الجهة بإحصاء عدد أطفال الساكنة الذين هم في سن التمدرس ومطالبة آبائهم بتسجيلهم في المدرسة خصوصا أطفال  الساكنة القروية .

ثانيا ، قيام الجهة بتوفير البنية التحتية الضرورية لسير عملية التمدرس بشكل سليم .

ثالثا ، قيام الجهة بتنظيم دروس الدعم والتقوية لفائدة الأطفال المتأخرين دراسيا .

رابعا ، الجهة  بالاستعانة بعلماء النفس والأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ، بتتبع حالات الأطفال المتأخرين دراسيا لإخراجهم من وضعيتهم الصعبة .

خامسا ، قيام الجهة بالاستعانة بعلماء النفس والأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع ، بتتبع حالات التلاميذ المراهقين لمساعدتهم للخروج من مرحلة المراهقة بسلام .

سادسا ، قيام الجهة بمحاربة تشغيل الأطفال الذين هم في سن التمدرس سواء من الإناث أو من الذكور

سابعا ،  قيام الجهة بإعادة إدماج الأطفال  ضحية الهدر المدرسي والأطفال المشتغلين في النسيج الاجتماعي والاقتصادي ، وذلك بإعادة تأطير هم في التأهيل المهني .

العملية الثالثة :

تتمكن الجهة من تنمية الرأسمال البشري الاجتماعي ، من خلال تخليق الفضاء الاجتماعي للساكنة وذلك بقيام الجهة  بحملات تحسيسية ، وخلق حوافز و تكريم أناس كرسوا حياتهم لخدمة الوطن أو الجهة وذلك  بنشر الوعي  :

أولا ، بالتربية والتنشئة الاجتماعية على قيم احترام حقوق الإنسان .

ثانيا ، بالتربية والتنشئة الاجتماعية على المواطنة الحقة والسلوك المدني .

ثالثا ، بالتربية والتنشئة الاجتماعية على احترام القانون من أجل تقوية دولة الحق والقانون .

رابعا ، بالعمل في أوراش اجتماعية تقدم المساعدة للمحتاجين أو القيام بحملات تنظيفية .

خامسا ،  بملء فراغ وقت الساكنة بالمشاركة في أنشطة ثقافية وفنية ورياضية . والقيام بمهرجانات ثقاقية وفنية ورياضية .

العملية الرابعة :   

تتمكن لجهة من تنمية الرأسمال البشري الأمني ، وذلك من خلال خلق فضاء أمني يحافظ على حياة الساكنة وعلى كرامتها وعلى ممتلكاتها ، وذلك بمحاربة الجريمة والانحراف وانتهاك القوانين ، وذلك بالعمل بما يلي :

أولا ، تنشئة الساكنة على الإخبار بأماكن المجرمين والمنحرفين ومنتهكي القوانين .

ثانيا ، تحفيز الساكنة على عدم التستر على المجرمين والمنحرفين والخارجين عن القانون ، وذلك بإخبار الساكنة نفسها للسلطات الأمنية .

ثالثا وقاية الساكنة من الوقوع في الجريمة والانحراف .

3 – استراتيجيات العمل الاجتماعي في نظام الجهة:

إن الجهة لا يمكن أن تقوم بالعمل الاجتماعي في تنمية الرأسمال البشري بأهدافه الأربعة ، إلا بتحديد استراتيجيات للعمل الداخلي والخارجي .

أ – استراتيجية العمل الاجتماعي الداخلي للجهة :

ففيما يتعلق بإستراتيجية العمل الداخلي فإن الجهة يمكن أن تقوم بالعمل الاجتماعي من خلال الحضور الدائم والمستمر للجهة في فضاء الساكنة ، و من خلال خلق مراكز تابعة للجهة للاستشارة النفسية والاجتماعية ، فيما يتعلق بالوضعيات الصعبة التي يعيشها بعض أعضاء الساكنة .

ب – استراتيجية العمل الاجتماعي الخارجي للجهة :               

أما استراتيجية العمل الاجتماعي الخارجي للجهة ، فتتمثل في عقد شراكات  مع جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل في إطار التنمية البشرية ، وتـنمية الرأسمال البشري ، في كل جهات المغرب لاستفادة الساكنة من خدمات هذه الجمعيات فيما يتعلق بالاستشارات النفسية والاجتماعية والقانونية من أجل فائدة بعض

أفراد الساكنة . كما تتمثل هذه  الإستراتيجية في عقد شركات مع مؤسسات الدولة وحهاتها في مختلف القطاعات لاستفادة الساكنة من الأخصائيين للعمل في المراكز الاستشارية التي تؤسسها الجماعات لفائدة الساكنة .

4 – آليات العمل الاجتماعي في نظام الجهة:

إن آليات العمل الاجتماعي في نظام الجهة ، تشمل مجموعة من الخطوات المنهجية في العمل الاجتماعي ويمكن أن نختزل هذه الآليات في آليتين وهما :

أ – منهجية العمل الاجتماعي :

تقوم منهجية العمل الاجتماعي على مجموعة من العناصر وهي كالتالي :

أولا ، المؤسسة الاجتماعية وفيها يتم ممارسة العمل الاجتماعي ، من أجل حل المشكلات ، وإخراج الأشخاص الذين يعيشون في وضعيات صعبة .

ثانيا ، المحتاج وهو الشخص الذي يعيش في وضعية صعبة ، ويلجأ إلى المؤسسة الاجتماعية لطلب المساعدة .

ثالثا ، العامل الاجتماعي ( المشتغل ) الذي يطبق البرنامج للخروج بالأشخاص من الوضعيات الصعبة .

رابعا ، برنامج العمل الاجتماعي وهو يخص برنامج الخروج من وضعية صعبة معينة ، والبرنامج الاجتماعي ، يختلف حسب الوضعيات الصعبة التي يعالجها وهو يشمل مايلي :

أ   – البرنامج العلاجي .

ب – التموين المادي .

ج – السقف الزمني للإنجاز .

د  – تقويم البرنامج .

ه  – الإدماج .

ب – تقنيات العمل الاجتماعي :

نعني بتقنيات العمل الاجتماعي ، مجموعة من الطرق التي تحدد أسلوب العمل الاجتماعي وتحدد مجموعة من الخطوات العملية والإجرائية التي تسعى إلى إحداث تغيـير في الفرد أو الجماعة أو المجتمع ، وفقا لنوع الوضعية الصعبة المستهدفة ، ووفقا أيضا للمستفيد من العمل الاجتماعي فرد أو جماعة أو مجتمع . و تشمل تقنية العمل الاجتماعي ، بما يسمى في العمل الاجتماعي ب ” منهج الخدمة ”  وهو يشمل :

1 – منهج خدمة الفرد .

2 – منهج خدمة الجماعة .

3 – منهج تنظيم المجتمع .

وسنكتفي هنا فقط بمعالجة منهج خدمة الفرد وهو المنهج الذي يلاءم العمل الاجتماعي للجماعات القروية والحضرية .

& منهج خدمة الفرد :

ونقصد بمنهج خدمة الفرد هو مجموعة من تقنيات العمل الاجتماعي الموجهة للفرد من أجل وقايته أو علاجه  من الوضعيات الصعبة التي قد يعيشها في مجال معين أو في مجالات متعددة عند قيامه بالأدوار الاجتماعية . إن قيام الفرد بالدور الاجتماعي يتطلب من الفرد مجموعة من السلوكات والقدرات للقيام بدوره الاجتماعي على أحسن ما يرام ، ويرجع عجز الفرد عن القيام بدوره الاجتماعي والاندماج في الجماعة والتكيف معها إما لأسباب نفسية أو لأسباب اجتماعية ، ينتجها مجاله الأسري أو المهني التي تخلق عند الشخص مجموعة من الإحباطات ، تؤدي إلى عدم الثقة في النفس والخوف والقلق مما يطلب منه انجازه ، وكل هذا يؤدي إلى رد فعل اتجاه كل ذلك ، ورد الفعل هذا يتجلى في انحراف سلوكه وشخصيته .

1 – تعريف منهج خدمة الفرد :

هناك مجموعة من التعاريف الأكاديمية تحدد مفهوم ” منهج خدمة الفرد ” نكتفي بعرض البعض منها :

  • إن منهج خدمة الفرد يتجه نحو مساعدة المحتاج لكي يعتمد على نفسه في مساعدة ذاته.
  • إن منهج خدمة الفرد يعني التعامل مع المحتاج لمساعدته كشخص في إطار علاقته بذاته في وضعيته الصعبة التي يعيشها .
    • إن منهج خدمة الفرد طريقة خاصة تنطلق من الشخص وترجع إليه ، كما تقوم بالتركيز على حياته الشخصية في ظل الوضعية التي يعيشها .
    • إن منهج خدمة الفرد هي طريقة علمية تساعد المحتاج على تنمية قدراته و مؤهلاته وتدفعه إلى المبادرة لمواجهة وضعيته الصعبة .
    • إن منهج خدمة الفرد هي طريقة علمية تقيس قدرات ومؤهلات المحتاج ومبادراته في مواجهة وضعيته الصعبة .
    • إن منهج خدمة الفرد يدفع بالمحتاج إلى استغلال قدراته ومؤهلاته ، للخروج من وضعيته الصعبة ، ولإفادة مجتمعه .
    • يقوم منهج خدمة الفرد بعد مرحلة العلاج ، بوقاية المحتاج من عدم الرجوع إلى وضعيته الصعبة .
    • يستند منهج خدمة الفرد على مرجعية علمية ، هي العلوم الإنسانية ( علم النفس وعلم الاجتماع ) .
    • يقوم منهج خدمة الفرد على مجموعة من الخطوات الإجرائية العلمية .
     2 – دوافع وجود خدمة الفرد :إن منهج خدمة الفرد لم ينشأ بشكل اعتباطي وتلقائي ، وإنما كانت هناك أسباب ودوافع أدت إلى وجوده ، وهي كالتالي :
    • إن منهج خدمة الفرد طريقة خاصة تنطلق من الشخص وترجع إليه ، كما تقوم بالتركيز على حياته الشخصية في ظل الوضعية التي يعيشها .
    • إن منهج خدمة الفرد هي طريقة علمية تساعد المحتاج على تنمية قدراته و مؤهلاته وتدفعه إلى المبادرة لمواجهة وضعيته الصعبة .
    • إن منهج خدمة الفرد هي طريقة علمية تقيس قدرات ومؤهلات المحتاج ومبادراته في مواجهة وضعيته الصعبة .
    • إن منهج خدمة الفرد يدفع بالمحتاج إلى استغلال قدراته ومؤهلاته ، للخروج من وضعيته الصعبة ، ولإفادة مجتمعه .
    • يقوم منهج خدمة الفرد بعد مرحلة العلاج ، بوقاية المحتاج من عدم الرجوع إلى وضعيته الصعبة .
    • يستند منهج خدمة الفرد على مرجعية علمية ، هي العلوم الإنسانية ( علم النفس وعلم الاجتماع ) .
    • يقوم منهج خدمة الفرد على مجموعة من الخطوات الإجرائية العلمية .
     2 – دوافع وجود خدمة الفرد :إن منهج خدمة الفرد لم ينشأ بشكل اعتباطي وتلقائي ، وإنما كانت هناك أسباب ودوافع أدت إلى وجوده ، وهي كالتالي :أولا ، كانت ممارسة خدمة الفرد ممارسة تطوعية ، تنقصها الكثير من الخبرة المعرفية والمنهجية ، مما أدى إلى ضعف المر دودية في العلاج والوقاية .ثانيا ، ظهور الحاجة إلى تكوين علمي في خدمة الفرد ، وكانت المبادرة في هذا الإطار مع  :” ماري رتشموند ” في كتابها التشخيص الاجتماعي ، التي وضعت فيه منهج خدمة الفرد .ثالثا ، تكاثر الأشخاص في الوضعيات الصعبة ، ووجود اختلاف في طرق التعامل معها . 3 – تقنيات ممارسة خدمة الفرد : إن ممارسة منهج خدمة الفرد ، لا تنجح إلا بتطبيق مجموعة من المراحل تضم بدورها مجموعة من التقنيات الإجرائية المتدرجة في التسلسل . ومراحل التقنيات هذه هي كالتالي :المرحلة الأولى الاستقبال : وهي تشمل التقنيات التالية :أولا ، استقبال المحتاج ، ويتم ذلك عندما يأتي المحتاج برغبته إلى المؤسسة الاجتماعية ، طالبا للمساعدة لإخراجه من وضعيته الصعبة .ثانيا ، عرض المشكلات والوضعيات الصعبة التي يعاني منها المحتاج .ثالثا ، تكوين ملف للمحتاج يخص مجموعة من المعلومات حول المحتاج الاسم – السن – المستوى الدراسي – المهنة – الوضع العائلي – عنوان السكن إلى آخره …رابعا ، اختبار مدى قابلية المحتاج ورغبته الملحة للخروج من وضعته الصعبة .المرحلة الثانية المقابلة : وهي مرحلة إجراء المشتغل الاجتماعي ، مقابلة حوارية مع المحتاج ، حيث يطلب من المحتاج بسرد تفاصيل حياته ، قبل الوقوع في الوضعية الصعبة ثم أثناءها . وهذا السرد يخضع لتوجيه المشتغل الاجتماعي بمجموعة من الأسئلة تساعده في الكشف عن معلومات دقيقة ومهمة .المرحلة الثالثة الملاحظة :وهي المرحلة التي يقدم فيها المشتغل الاجتماعي ، على ملاحظة الوضعية الصعبة التي يعيشها المحتاج ، وتحديد نوعيتها ونمطها . وفي هذه الحالة تشمل الملاحظة ما يلي :أولا ملاحظة شخصية المحتاج من خلال طريقة تفكيره وسلوكا ته وردود أفعاله ، وذلك من خلال مقابلات متعددة يجريها المشتغل الاجتماعي مع الشخص المحتاج .ثانيا ملاحظة الفضاء الأسري الذي يعيش فيه المحتاج .ثالثا ملاحظة الفضاء المهني الذي يشتغل فيه المحتاج .رابعا وضع خلاصات عامة لما تمت ملاحظته في تقرير مفصل يسجل ما هو عادي وما هو غير عادي .المرحلة الرابعة التشخيص :وهي المرحلة التي يشخص فيها المشتغل الاجتماعي الوضعية الصعبة التي يعيشها المحتاج، وتتم عملية التشخيص من خلال :أولا تـتم عملية التشخيص من خلال المقابلة والملاحظة ، والتشخيص هنا يشمل نوعين :النوع الأول وهو التشخيص السيكولوجي ، أي تشخيص الوضعية النفسية الصعبة كالعصابات النفسية  (القلق – الفوبيا – الاكتئاب – ) أو تشخيص أمراض نفسية أخرى . ويتم التشخيص من خلال المحتاج أو من خلال أسرة المحتاج أو من خلال الفضاء المهني للمحتاج أو من خلال العلاقات الخارجية للمحتاج .ثانيا تـتم عملية التشخيص من خلال دراسة الوثائق والمستندات والفحوص الطبية والتحاليل المخبرية .ثالثا يتم التشخيص من خلال الملف النفسي والاجتماعي للمحتاج في حالة إذا سبق له أن لجأ إلى مؤسسة اجتماعية أخرى .رابعا تتم عملية التشخيص من خلال المتعاملين السابقين مع المحتاج ، كالمشتغلين الاجتماعيين أو المساعدين الاجتماعيين أو علماء النفس أو الأطباء النفسيين أوعلماء الاجتماع .ويشمل التشخيص مجموعة من العناصر وهي كالتالي :1 – سببية التشخيص :وهو استحضار جميع الأسباب المحتملة التي أدت إلى وجود الوضعية الصعبة ، دون التحيز لسبب دون آخر . وفي هذا الاستحضار يجب وضع احتمال الدرجة العليا من التأثير ، لكل سبب ، حسب درجة قوة  تأثير كل سبب ، في وجود الوضعية الصعبة .2 – شمولية التشخيص :وهو إقامة علاقات سببية شمولية بين كل المجالات التي ينتمي إليها المحتاج ، الأسرة ، فضاء المهنة ، جماعة الأصدقاء ، أو النادي ، إلى غير ذلك …. وتحديد نسبة مساهمة هذه المجالات في الوضعية الصعبة التي يعيشها المحتاج .المرحلة الخامسة الدراسة :وهي إخضاع الوضعية الصعبة للبحث العلمي من طرف علماء النفس وعلماء الاجتماع ، تبعا لنوعية التشخيص لمعرفة الأسباب الرئيسية المؤدية لظهور الوضعية الصعبة عند المحتاج ، وهي المقاربة الإكلينيكية ، تم بعد ذلك تشمل الدراسة نوعية العلاج الذي يجب تطبيقه للخروج بالمحتاج من وضعيته الصعبة ، وتستخدم الدراسة العلمية لهذه الوضعية مجموعة من التقنيات المنهجية حسب طبيعة الحالة المدروسة وهي كالتالي :أولا الاستمارة .ثانيا المقابلة المعمقة .ثالثا دراسة تاريخ الحالة من الناحية السيكولوجية والسوسيولوجية للمحتاج .المرحلة السادسة العلاج :وهي التي يضع فيها الأخصائي برنامجا للعلاج يخضع لمراحل تدرجية خطوة بعد خطوة في محاولة إقصاء الأسباب المباشرة المؤدية إلى الوضعية الصعبة ، ثم بعد ذلك يتم إقصاء الأسباب الغير المباشرة المؤدية للوضعية الصعبة . وتتطلب مرحلة العلاج مايلي :أولا القدرة على فهم شخصية المحتاج من خلال طريقة تفكيره وأنماط سلوكا ته وردود أفعاله.ثانيا فهم واستيعاب جيد للوضعية الصعبة ومعرفة الأسباب المؤدية  لها المباشرة منها والغير المباشرة . ومعرفة ماضي المحتاج .ثالثا القدرة على التواصل والمرونة في التعامل من أجل اختراق المحتاج وهو في لحظة معاناته من وضعيته الصعبة .رابعا خلق علاقة ثقة بين المشتغل الاجتماعي والمحتاج .خامسا استخدام مجموعة من المهارات لدفع المحتاج لتطبيق مراحل العلاج خطوة بعد خطوة.سادسا تحديد أشكال المقاومة التي يمارسها المحتاج أثناء تطبيق العلاج .سابعا البحث عن نقط الضعف وميولا ته واهتماماته التي من خلالها يمكن تطبيق مراحل برنامج العلاج .ثامنا الاستعانة بالأسرة والأقارب والأصدقاء في تطبيق خطوات برنامج العلاج .تاسعا مساعدة المحتاج على فهم وضعيته الصعبة ، والدفع به إلى فهم واستيعاب الخطوات العلاجية التي ستخرجه من وضعيته الصعبة .عاشرا دفع المحتاج إلى المبادرة العفوية في تطبيق خطوات العلاج .إحدى عشر إشراك المحتاج في الخطوات والمبادرات المساعدة في تطبيق برنامج العلاج لإخراجه من الوضعية الصعبة .المرحلة السابعة تقويم برنامج العلاج :في هذه المرحلة لا بد للمشتغل الاجتماعي ، أن يخضع برنامج العلاج للتقويم ، وهذا التقويم يشمل عنصرين :أولا التقويم الذاتي :أن يصرح المحتاج بما حققه لديه برنامج العلاج من درجة التحسن ، فلا بد أن يأخذ المشتغل الاجتماعي برأي المحتاج ، لأن هذا الأخير هو الذي يعيش الوضعية الصعبة ، وهو الذي يشعر بمدى تحسن العلاج الذي تحقق لديه .ثانيا التقويم الموضوعي :وهو التقويم الذي يمارسه المشتغل الاجتماعي ، من خلال ملاحظة شخصية المحتاج ، وتحديد درجة التعديل الذي طرأ على شخصيته ، من خلال البرنامج العلاجي ، وتحديد درجة نجاح برنامج العلاج من خلال التقويم التالي  ضعيف أو متوسط أو جيد  في التعديل والتغيير الذي تحقق في شخصية المحتاج .أولا إذا ما تم تعديل متوسط في شخصية المحتاج ، وبالتالي الخروج بشكل متوسط من الوضعية الصعبة ، في هذه الحالة فنجاح البرنامج هو متوسط وتوضع عليه علامة متوسط . وفي هذه الحالة يجب رصد الثغرات في البرنامج العلاجي وتحديد المعيقات الداخلية والخارجية التي حالت دون نجاحه بشكل جيد في تعديل كلي في شخصية المحتاج في علاقتها بالوضعية الصعبة ، وإخراجه كليا من وضعيته الصعبة . ومن تم يجب تعديل البرنامج العلاجي.ثانيا في حالة إذا ما تم تعديل وتغيير كلي في شخصية المحتاج وإخراجه كليا من الوضعية الصعبة ، فإن البرامج العلاجي قد نجح مائة بالمائة . 4 – أهداف منهج خدمة الفرد :  يهدف منهج خدمة الفرد من إخراج المحتاجين من الوضعيات الصعبة التي يعيشونها ، وفي ذلك إصلاح للخلل الذي يحدثه هؤلاء في المجتمع وزعزعة توازنه ، وبالتالي في إن منهج خدمة الفرد يحقق مجموعة من الأهداف التالية وهي  كالتالي :أولا تنمية شخصية المحتاج واسستتمار طاقته ، من أجل ضمان سلامة أفراد المجتمع الواحد.ثانيا تنمية الرأسمال البشري من أجل تحقيق الإنتاج في كل المجالات.ثالثا أنه بارتفاع نسبة الرأسمال البشري ، يرتفع الإنتاج الوطني في كل المجالات والقطاعات.رابعا بارتفاع الإنتاج الوطني يرتفع الدخل القومي للمجتمع .خامسا تحقيق توازن في المجتمع وذلك بإدماج جميع أفراده في النسيج الاجتماعي والاقتصادي .سادسا ترسيخ قيم التضامن الاجتماعي ودفع الأشخاص للولاء لمجتمعهم