الرئيسية » 24 ساعة » التوقف عن استعمال الفيسبوك سيعيدك إلى أحضان أسرتك

التوقف عن استعمال الفيسبوك سيعيدك إلى أحضان أسرتك

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا سلط الضوء على الآثار النفسية للتوقف عن استخدام فيسبوك، خاصة وأن المجتمع الحالي أصبح مدمنا على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح تصفحها يوميا العادة الرقمية الأكثر شيوعا في العالم.

وحسب التقرير، فإن استخدام فيسبوك بات من بين العادات الرقمية الأكثر شيوعا في العالم التي يصعب الاستغناء عنها، رغم موجة الانتقادات التي طالت هذه المنصة على خلفية انتهاك خصوصية المستخدمين والانقسامات السياسية التي ساهم فيسبوك في تعميقها، إلى جانب تنامي المخاوف بشأن تأثير هذه العادة على صحة الأفراد العاطفية.

وذكرت أن نتائج التوقف عن تصفح فيسبوك من المتوقع أن تكون سريعة إلى حد ما، حيث سيتمكن الفرد من تخصيص مزيد من الوقت للعائلة والأصدقاء، وسيكون أقل اطلاعا على الميدان السياسي وبالتالي بعيدا عن الصراعات التي من شأنها أن تعكر مزاجه.

وأجرى الباحثون في جامعتي ستانفورد ونيويورك دراسة لإيضاح الجدال المستمر حول تأثير فيسبوك على سلوك المستخدمين النشطين وتفكيرهم وحتى ميولات السياسية.

ويصر أحد علماء النفس على أن استخدام فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي يرتبط بصفة مباشرة بأمراض الاضطراب العقلي، خاصة لدى المراهقين.

كما شبه أخصائيون آخرون في هذا المجال تصفح فيسبوك بانتظام بالإدمان على المخدرات، كما نشروا صورا بالرنين المغناطيسي توضح ما يبدو عليه دماغ الشخص المدمن على استخدام فيسبوك.

ونوهت الصحيفة إلى أن الأستاذ في علم الاقتصاد بجامعة نيويورك، هانت ألكوت، شارك إلى جانب الباحث بجامعة ستانفورد ماثيو جينتكو، إعلانات على صفحات فيسبوك بهدف حشد مستخدمين تتجاوز أعمارهم 18 سنة ويتصفحون فيسبوك لمدة لا تقل عن 15 دقيقة يوميا.

وتوصل الباحثان إلى أن معدل الاستخدام اليومي للموقع لدى بعض الأفراد قدر بساعة، وتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات بالنسبة لمستخدمين آخرين.

وأوردت أن بعض المشاركين صرحوا بأنهم لم يدركوا فوائد هذه المنصة الاجتماعية إلا بعد أن تخلّوا عن استخدامها. وقالت المشاركة كوني جريفز، البالغة من العمر 56 سنة وهي مساعدة رعاية صحية محترفة في مدينة تكساس: “ما افتقدته فعلا هو اتصالاتي وعلاقتي بالأشخاص، ولكنني افتقدت أيضا بث الأحداث عن طريق خدمة البث المباشر “فيسبوك لايف” ومتابعة السياسة، لاسيما وأنني أواكب هذه الأحداث مع أشخاص مهتمين بالمواضيع ذاتها. كما أدركت أيضا أنني أحب مواكبة كل الأخبار والحصول على جميع المعلومات من مكان واحد فحسب”.

وحين انقضى شهر على هذه الدراسة، ملأ الأشخاص الذين امتنعوا عن استخدام فيسبوك والمراقبون استطلاعات مكثفة لتقييم التغيرات التي طرأت على حالتهم الذهنية ووعيهم السياسي وميولهم الحزبية وأنشطتهم اليومية منذ بداية هذه التجربة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المشاركين الذين امتنعوا عن استخدام هذا الموقع قالوا إنهم نجحوا في التمتع بهامش من الحرية لمدة ساعة في اليوم، وأكثر من ضعفي ذلك بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمونه بشكل مفرط. كما بيّن المشاركون أنهم أمضوا فترة أطول مع الأصدقاء والعائلة أو في مشاهدة التلفزيون حين لم يكونوا في وضع اتصال بشبكة الإنترنت.

وأوضحت أن المشاركين في هذه الدراسة لم يستخدموا بديلا آخر عن فيسبوك، ولم يلجأوا إلى بدائل رقمية أخرى على غرار تويتر أو سناب شات أو تصفح المواقع على الإنترنت. وفي اختبارات المعرفة السياسية، أظهرت النتائج أن المعلومات التي كانت بحوزة المشاركين قبل تعطيل حساباتهم قد تراجعت قليلا مقارنة بما كانت عليه في السابق.