الرئيسية » الجهة » البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني الأول للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب

البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني الأول للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب

اختتمت مساء أول أمس السبت  أشغال المؤتمر الوطني للجمع العام الأول للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب الذي انعقد بمراكش ما بين 29و 30 يونيو 2018، تحت شعار:” مستمرون في الدفاع عن حقوق الإنسان  بعد تجديد المكتب” وذلك لاستكمال هيكلة المركز المتكونة من المكتب التنفيذي والمجلس الوطني بعدما تم عرض برنامج حقوقي خلال المرحلة المقبلة توج بمناقشات مستفيضة وتوصيات هامة قررها الجمع العام للمركز الذين لبوا دعوة المكتب بمختلف ربوع المملكة.
 
وقد شكل الجمع العام فرصة للمؤتمرات والمؤتمرين لمناقشة الاستراتيجيات الناجعة لتدبير للمركز وتوسيع اللجان والفروع، والوقوف على التجارب الرائدة في النضال الحقوقي، والتفكير في سبل تنفيذ الخطة التشغيلية الجديدة للمركز التي تتمحور أساسا حول حملة تخص حرية التعبير والرأي وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والدفاع عنها، وقد مر في ظروف حماسية رائعة، وشهد نقاشات معمقة ساهمت في تعميق فهم المركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب لمتطلبات الوضع في الحقوقي بالمغرب .
 
إن المؤتمر الأول للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب إذ يحيي عاليا مناضليه بربوع المملكة ويدعوهم إلى مواصلة نضالاتهم لفضح الفساد والمفسدين وفضح الاستبداد والانتهاكات والتراجعات الخطيرة التي تعود بنا إلى سنوات المنع والتضييق والمحاكمات الصورية لناشطين الحقوقيين والصحفيين، التي استعملت فيها الدولة القوة العمومية بشكل مفرط ومتابعات قضائية تروم تقييد حرية التعبير والصحافة تمت على إثرها محاكمة العديد من الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، فضلا عن مصادرة الحق في التنظيم والتجمع واستعمال العنف في الاحتجاج السلمي حيت أوصلت المغرب مرتبة متدنية وهنا يعبر المركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب عن انشغاله الشديد بالاعتقالات السياسية، بلبس مغلف بقضايا الحق العام، على سبيل المثال لا الحصر الأحكام التي صدرت على معتقلي الريف والتي بلغت سنة 307 وعلى الصحفي حميد المهداوي مدير موقع بديل مما يؤكد عودة سنوات الجمر بصيغة مموهة .
ولكل ما سبق يعلن لرأي الوطني والدولي ما يلي:
• يطالب الدولة بمعاقبة المسئولين عن القمع الذي طال الحركات الاحتجاجية ، ووضع حد للمقاربة الأمنية في مواجهة مطالب الحركات الاحتجاجية ، وفتح الحوار مع الفئات المتضررة من أجل إبعاد خطة الحكومة المتعلقة بمعالجة اختلالات صناديق التقاعد، وفتح تحقيق جدي في الأسباب الحقيقية للفساد الذي أوصل هذه الصناديق إلى الهاوية بدل تحميل المواطنين والموظفين تبعات الفساد المستشري في دواليبها.
 
• يطالب جميع الهيئات الحقوقية والمجتمع المدني والإعلام الجاد إلى فضح والتصدي لأباطرة الإقطاع العقار والمالي وناهبي المال العام بالمغرب مهما كان منصبهم أو درجتهم ، باعتبارهم المصدر الأساسي لرعاية وتغذية الفساد والاستبداد ببلادنا، والسبب المباشر والرئيسي في فشل كل برامج التنمية ببلادنا .
 
• يدعو الدولة المغربية إلى ملائمة القوانين المعمول بها ذات الصلة بالحق في الشغل وحقوق العمال مع المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان والعمل على حماية الحق في الشغل و حقوق العمال والعاملات من الانتهاكات والقضاء على ظاهرة إفلات منتهكي حقوق الإنسان وناهبي المال العام من العقاب .
 
• يطالب الدولة إلى عقد مصالحة حقيقية وفتح تحقيق حول هذه المضايقات التي تنتهك القوانين الوطنية والمعاهدات الدولية التي صادق عليها المغرب والبروتوكولات الملحقة بها والتحقيق في ممارسات التعذيب والإهانة، خاصة داخل السجون، وفي مخافر الشرطة، وفي فبركة التهم في حق مواطنين وصحفيين أبريا والإفراج عنهم ويحملها المسؤولية التاريخية إلى ما ستؤول اليه الأوضاع .
 
• يطالب البرلمان المغربي بتحمل مسؤوليته إزاء النكسة الواضحة وضعف الأداء السياسي في تسريع وتيرة التنزيل الديمقراطي لمقتضيات الدستور الجديد، وصمته إزاء تمرير مشاريع قوانين غير ديمقراطية طغت عليها نظرة أحادية، وعدم قدرته على التعبير بنزاهة وموضوعية عن تطلعات المواطنين الذين وضعوا ثقتهم في أعضائه.
 
• يعتبر أن هذه الممارسات المسلطة على مجموعة من الهيئات الجمعوية والنقابية والحقوقية ونشطائها والصحفيين، هي امتداد لمسلسل التعسف والتضييق والاعتداء على المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان وكافة مكونات الحركة الديمقراطية بالمغرب، في خرق خطير لسيادة القانون وانتهاك لحرمته؛ مما يشكل تهديدا فعليا للحقوق والحريات والمكتسبات الجزئية، التي حققها الشعب المغربي بعد تضحيات جسام وهنا يؤكد استمرار الدولة المغربية في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على مستوى الحقوق المدنية و السياسية أو الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، مطالبا المجتمع الدولي و الأمم المتحدة و الدولة المغربية نفسها بتوصيات، يبقى على رأسها احترام المواثيق الدولية والبروتوكولات الاختيارية الملحقة بها التي تعنى بهذا المجال ما دامت هذه الانتهاكات ترتكب بسبب مصادرة الدولة المغربية لهذا الحق المكفول بالمواثيق والعهود الدولية ذات الصلة و المتضمن أيضا في كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي و الأمم المتحدة بصفتها الراعية للسلام الدولي
 
• يطالب باتخاذ الخطوات الضرورية لحماية نزاهة واستقلال أعضاء الهيئات القضائية فـي أدائهـم لوظائفهم القضائية وتحديدا فيما يتصل بمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان؛ ويجـب علـى القضاة بوجه خاص أن يكونوا أحرارا في الفصل في المسائل المعروضة علـيهم دون أي تأثير عليهم أو حثهم أو الضغط عليهم أو تهديدهم أو التدخل في شؤونهم بشكل مباشر أو غير مباشر لأي سبب كان ومن أي جهة كانت ،من ناحية أخرى إيفاد لجن لفتح تحقيق حول المساطر المتخذة وحول تصريحهم للجهات المعنية بممتلكاتهم الحقيقية .
• يطالب الحكومة والبرلمان بإحداث مدونة خاصة بالطفل تجمع كل القوانين المنظمة لحقوق الطفل المنصوص عليها في القانون الجنائي، ومدونة الأسرة…؛ واتخاذ جميع التدابير الملائمة لمنع جميع أشكــــال العنف ضد الأطفال وحمايتهم منها، بما في ذلك العنف البدني والنفسي والجنسي والتعذيب والعنف المنزلي والإهمال، وسوء المعاملة من قبل المسؤولين في مراكز الاحتجاز أو الرعاية الاجتماعية، ووضع آليات فعالة للتحقيق في حالات التعذيب الاغتصاب وغيره من أشكال العنف ضد الأطفال لضمان تمتع الاطفال في وضعية إعاقة بحياة كاملــــة وكريمة .
• ويطالب المركز الدولة بالإسراع بإحداث الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب لتقوم بالأدوار الهامة التي يمكن أن توكل إليها ومنها زيارة أماكن الاحتجاز والوقوف على وضعية المحتجزين وكيفية تعامل أجهزة الاحتجاز معهم، وهو المطلب الحقوقي الذي مازالت الدولة تتلكأ في الاستجابة له .
• إن المؤتمر الذي يختتم أشغاله هذا اليوم بمراكش، ويحيي كل الإطارات النقابية والحقوقية وحركات النضال الشعبي التي حضرت إلى مؤتمرنا واحتضانها ودعمها وحضورها. ويجدد العهد على مواصلة طريق النضال من أجل مغرب آخر ممكن و ضروري للعيش بكرامة، مهما كانت الصعاب.