الرئيسية » 24 ساعة » «أوكسفورد بيزنس»: «السياحة الداخلية».. استثمار يفرض نفسه حاليا

«أوكسفورد بيزنس»: «السياحة الداخلية».. استثمار يفرض نفسه حاليا

وكالات 

ذكرت مجموعة اوكسفورد بيزنس غروب انه مع تفشي جائحة الفيروس التاجي “كوفيد19” الذي تسبب في إغلاق الحدود الوطنية وتعليق حركة السفر الدولية، بدأت الحكومات في الأسواق الناشئة في استكشاف ما إذا كانت السياحة الداخلية  قادرة على إنعاش اقتصاداتها وضخ دماء الحياة فيها من جديد.

وأضافت المجموعة البريطانية للإعلام والنشر انه وبالرغم من توقف حركة السفر الدولي في الربع الأول من 2020، يمكن أن تصبح السياحة الداخلية نهجا شائعا لتحفيز النمو الاقتصادي، حيث يتم تخفيف القيود في العديد من البلدان حول العالم.

إطلاق حركة السفر

وتتولى الأسواق الناشئة التي نجحت نسبيا في كبح جماح الفيروس على نطاق واسع قيادة أنشطة السياحة الداخلية والسفر، حيث إنها كانت ومازالت تعتمد على السياحة في توليد جزء كبير من الناتج المحلي الإجمالي، ومن الأمثلة على ذلك فيتنام التي كان عدد الإصابات لديها محدودا ولم يتجاوز 326 حالة ولم تسجل حالة وفاة واحدة مرتبطة بالفيروس حتى 25 مايو.

وأضافت المجموعة أن هذه النتائج جيدة بالنظر إلى عدد سكان فيتنام البالغ 97 مليون نسمة وعلاقاتها الجغرافية والاقتصادية الوثيقة مع الصين.

ومع توقع بقاء السفر الدولي محدودا للغاية في المستقبل المنظور، أطلقت الحكومة في منتصف مايو برنامج «سفر الفيتناميين إلى وجهات فيتنام»، المصمم لتحفيز السياحة الداخلية.

وتقدم شركات الطيران ووكالات السفر والمنتجعات والفنادق تخفيضات تصل إلى 50% لتشجيع السفر الداخلي بينما لاتزال الرحلات القادمة من الخارج محظورة.

ومن الأمثلة الأخرى في جنوب شرق آسيا – تايلند – التي استقبلت العام الماضي حوالي 40 مليون سائح، مما يجعلها الوجهة الأكثر شعبية في المنطقة، عمدت الى وضع الخطوط العريضة لجهود تحفيز السفر الداخلي اعتبارا من يوليو.

وكذلك الفلبين التي ساهم قطاعها السياحي في 2018 بما نسبته 12.7% من الناتج المحلي الإجمالي، اتخذت سلسلة من تدابير السلامة، بما في ذلك أنظمة العناية الصحية والتباعد المادي الجسماني، وهي متطلبات ضرورية لإعادة تأسيس السياحة الداخلية.

وقد سجلت السياحة الداخلية في الفلبين نموا قويا بلغ 110 ملايين سائح محلي في 2018، بزيادة 14.1% عن العام السابق.

ومن الأمثلة الأخرى مصر التي سمحت بفتح الفنادق للمسافرين المحليين في أوائل مايو، وإن كان ذلك بسعة قصوى تبلغ 25%، والتي سيتم زيادتها إلى 50% اعتبارا من 1 يونيو.

وعن مدى تأثير هذه الاجراءات، قالت مجموعة اوكسفورد بيزنس غروب انه بالرغم من أن السياحة الداخلية ستقدم بلا شك بعض الارتياح للاقتصادات الناشئة التي عانت في ظل الإغلاق، فإنه من غير المرجح أن تعوض بالكامل عن الخسائر التي تكبدتها بسبب قيود السفر الدولية.

وتوقعت المجموعة انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 3% هذا العام واقتصاد الأسواق الناشئة بمتوسط 1% وفقا لصندوق النقد الدولي، وقد أدى فقدان الوظائف على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم الى ضغوط كبيرة على الشؤون المالية للأسر واضر بقدرتها على السفر والإنفاق.

وسيؤثر ذلك بشكل غير متناسب على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل والتي كانت السياحة فيها في السابق تستهدف السياح الاجانب.

ورجحت المجموعة أن تؤدي القيود الكبيرة المفروضة على مشغلي السياحة – مثل الحد الأقصى لمستويات الإشغال في الفنادق، وأنظمة الصحة والسلامة الصارمة – إلى تقييد العائدات في قطاع السياحة والضيافة على المدى القصير والمتوسط، حيث يتعين على الشركات التفكير في رفع الأسعار للتعويض عن انخفاض السعة.

السفر الدولي

بينما ينصب التركيز المباشر على السفر الداخلي، فإن السفر الانتقائي الدولي سيكون الخطوة التالية، حيث تتراجع مخاطر وضغوط الرعاية الصحية.

وكجزء من ما يسمى بخطط «فقاعة السفر»، تتطلع بعض الدول نحو فتح حدودها الدولية لاستقبال السياح من الدول التي نجحت في الحد من انتشار الفيروس.

وختمت اوكسفورد بيزنس غروب بالقول: ان قادة العالم في هذا المضمار كانت دول البلطيق، لاسيما إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، التي فتحت في منتصف مايو حدودها المشتركة لبدء الحركة والتنقل فيما بينها، وفي هذه الأثناء تدرس الحكومتان الأسترالية والنيوزيلندية وضع خطط لخلق فقاعة سفر مشتركة خاصة بهما.